أخبار محلية

مصحف القراءات السبع.. تحفة خطية عُمانية

وهج الخليج – مسقط
في رحاب التاريخ العُماني الغني، تبرز تحف فنية وعلمية تعكس مدى اهتمام العُمانيين بالقرآن الكريم وعلومه. ومن بين هذه التحف النفيسة، يبرز مصحف عبد الله بن بشير بن مسعود الحضرمي، الذي يعدّ تحفة خطية فريدة تجمع بين جمال الخط العربي ودقة التجويد، وبين الهندسة الإبداعية والتنظيم الدقيق.

بدأ عبد الله بن بشير رحلته في كتابة المصحف الشريف في عام 1735م، واستغرق منه هذه المهمة الشاقة عدة سنوات حتى انتهى من كتابة القراءات السبع في عام 1740م. هذه المدة الطويلة تعكس مدى الاهتمام والتفاني الذي بذله الخطاط في عمله.

وقد تميزت مخطوطة عبد الله بن بشير بالعديد من المميزات الجمالية والفنية وهي التنسيق الفريد، حيث اعتمد الخطاط على تنسيق متقن للصفحات، فقد بدأ كل جزء من أجزاء القرآن الكريم في صفحة يسرى، وتكون الصفحة مقسمة إلى 15 سطرًا، مع مراعاة التناظر بين الحروف الأولى والأخيرة في الأسطر المتقابلة.

كما تتميز بدقة الإحصاء حيث أضاف الخطاط إلى هامش المصحف العديد من التفاصيل، مثل عدد آيات كل سورة، وحروفها وكلماتها، مما يعكس دقة متناهية في العمل.

ايضا هناك تنوع الألوان فقد استخدم الخطاط ألوانًا مختلفة لتزيين المصحف، فكتب أسماء السور وبعض الكلمات الهامة بالحبر الأحمر، مما زاد من جمالية المخطوطة.

وفي علامات التجويد حرص الخطاط على وضع علامات التجويد بدقة، الأمر الذي يساعد القارئ على تلاوة القرآن بصورة صحيحة.

وأضاف الخطاط إلى المخطوطة القراءات السبع للقرآن الكريم، مستعينًا بكتاب “التيسير في القراءات السبع” لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني. هذه الإضافة تجعل المخطوطة مرجعًا قيمًا لطلاب القراءات.

أخيرا، فإن مخطوطة عبد الله بن بشير هي شهادة على عراقة الخط العربي وتراثنا الإسلامي الغني وهي بحق عمل فني يعكس مدى اهتمام العمانيين بالقرآن الكريم وعلومه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى