أخبار العالم

بعد إعلانها المزيد من التقدم بالأراضي الروسية .. ماذا نعرف عن الهجوم الأوكراني الجديد؟ 

وهج الخليج _وكالات

أطلق الجيش الأوكراني هجوما مباغتا ضد روسيا الثلاثاء الماضي، سيطر فيه على أكثر من 74 بلدة في حملة عابرة للحدود هي الأكبر ضد الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تواصل أوكرانيا الأربعاء لليوم الثاني هجومها الضخم داخل الأراضي الروسية حيث أعلنت المزيد من التقدم داخل الأراضي الروسية.

يأتي الهجوم بعد نحو سنتين ونصف سنة على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وعلى خلفية عدم تحقيق أي من الطرفين اختراقا حقيقا عند خطوط المواجهة. نعرض في ما يلي ما نعرفه عن هذا الهجوم بعد أسبوع على إطلاقه:

ـ كيف انطلق؟

بدأ الهجوم بعيد الشروق في السادس من أغسطس نحو الساعة 5,30 بالتوقيت المحلي الأوكراني وفق رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف. عبر نحو ألف جندي إلى منطقة كورسك الروسية القريبة من بلدة سودجا بمؤازرة 11 دبابة على الأقل وأكثر من 20 مدرّعة، وفق التقديرات الروسية. وأفاد مسؤول أوكراني وكالة الأنباء الفرنسية بأن “الآلاف” من الجنود يشاركون في الهجوم. وفي تصريح قال جندي أوكراني عرّف عن نفسه باسم روجيك “لم يحموا الحدود” في إشارة إلى الروس، وأضاف “اكتفوا بزرع ألغام مضادة للأفراد حول الأشجار عند قارعة الطريق، وبعضا من الألغام التي تمكنوا من زرعها على الطريق السريع”. بعد نحو ساعة على بدء الهجوم، نشر حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف على تلغرام مشاهد للدمار من بلدة سودجا الحدودية. وقال إن البلدة تعرّضت لقصف مدفعي أوقع عددا من الجرحى، ونشر مشاهد لمنازل أضحت ركاما. وأقرت وزارة الدفاع الروسية بأن أوكرانيا اخترقت الحدود في المنطقة في بيان نشرته بعد أكثر من 11 ساعة على بدء الهجوم. وقالت إن قوات روسية بينها وحدات حرس الحدود “تعمل على صد الهجمات ونيرانهم تلحق أضرارا بالعدو”.

ـ ماذا يحصل في منطقة كورسك؟

قُتل 12 مدنيا على الأقل وجُرح 121 آخرون في المعارك، وفق حاكم منطقة كورسك. وبثّت وسائل إعلام روسية رسمية مشاهد للمنطقة الحدودية، في حين يسعى الكرملين للتقليل من تداعيات الحرب على المدنيين الروس. لكن منذ بدء الهجوم حتى الإثنين، غادر 121 ألف شخص المنطقة أو تم إجلاؤهم، وفق سميرنوف. كذلك أعلن حاكم منطقة بيلغورود المجاورة تنفيذ عمليات إجلاء من إحدى المناطق الحدودية.

ويتم إرسال مساعدات إلى المنطقة كما تم تسيير رحلات إضافية للقطارات إلى العاصمة موسكو للهاربين من المعارك. وبثّ تلفزيون محلي روسي مشاهد من وسط سودجا تظهر مباني مدمّرة، وركاما في الشوارع وحفرا في الأرض من جراء القصف المدفعي. ونشرت منصات إعلامية روسية عدة فيديو قالت إنه يظهر بعضا من السكان الذين فروا من البلدة وهم يناشدون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعدتهم، وكثر منهم يقولون إن أفرادا من عائلاتهم لم يتمكنوا من المغادرة. ويقول أحد السكان في الفيديو “خلال ساعات قليلة تحوّلت بلدتنا إلى ركام… أقاربنا عالقون هناك، لا يمكننا الاتصال بهم، الاتصالات مقطوعة. رجاء ساعدونا على استعادة أرضنا”.

ـ ما أهمية سودجا؟

البلدة الصغيرة البالغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة تضم محطة لضخ الغاز هي الأخيرة التي ما زالت تمد بالمادة أوروبا، ولا سيما سلوفاكيا والمجر عبر أوكرانيا. وهي البلدة الأكبر التي تحاول أوكرانيا السيطرة عليها في هجومها. في العام 2023 تم ضخ 14,65 مليار متر مكعّب من الغاز عبر سودجا، أي أقل بقليل من نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، وفق منصة آر بي سي الإخبارية الأوكرانية. في حين استغنت أوروبا على نحو كبير عن إمدادات الغاز الروسي منذ بدء الغزو، واصلت موسكو إمدادات الغاز عبر سودجا بموجب اتفاق لمدة خمس سنوات وقّعته مع كييف بنهاية العام 2019.

وتقول أوكرانيا إنها لن تمدد الاتفاق الذي تنتهي مفاعيله في العام 2024. لكن يسود تخوّف من تحجّج شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم التابعة للدولة بالمعارك لوقف ضخ الغاز عبر سودجا قبل انتهاء مفاعيل الاتفاق. وأظهرت تسجيلات فيديو تم التقاطها في التاسع من أغسطس جنودا أوكرانيين يحملون بنادق وأعلاما أمام منشأة تابعة لغازبروم على مقربة من البلدة.

ـ كم تبلغ مساحة السيطرة الأوكرانية؟

حتى الإثنين سيطرت أوكرانيا على 800 كلم مربع على الأقل من الأراضي الروسية في منطقة كورسك، وفق تحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات من معهد دراسة الحرب. والإثنين قال قائد الجيش الأوكراني إن كييف سيطرت على نحو ألف كلم مربع وتواصل عملياتها الهجومية.

وأقرت روسيا بأن وحدات أوكرانية دخلت إلى عمق أراضي روسيا، وقالت الأحد إنها أصبحت على عمق 30 كلم من الحدود. وأفاد سميرنوف الإثنين بأن 28 قرية على الأقل أصبحت تحت سيطرة أوكرانيا.

إلى ذلك تسيطر كييف على الأقل على القطاع الغربي من سودجا، فيما يعتبر القطاعان الأوسط والشرقي “منطقتين رماديتين”، وفق تقييم أصدره الإثنين معهد دراسة الحرب. وحقّقت كييف مكاسبها الأكبر في اليومين الأولين من هجومها، وقالت إنها اخترقت “على الأقل خطين دفاعيين للروس”. لكن بعد أن أرسلت روسيا تعزيزات إلى المنطقة، تباطأت وتيرة التقدم الأوكراني في المنطقة، وفق موسكو. وأفاد مسؤول عسكري روسي وكالة تاس الروسية للأنباء الثلاثاء بأن موسكو تمكّنت من وقف تحرّك كان “خارج السيطرة” للقوات الأوكرانية، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها “أحطبت” هجمات أوكرانية جديدة في المنطقة.

ـ ما هو الرد الروسي؟

لم يدل بوتين بأي تعليق علني على الهجوم منذ السابع من أغسطس حين أعلن أن أوكرانيا تمارس “استفزازا واسع النطاق” في منطقة كورسك. وقال بوتين خلال اجتماع نقل التلفزيون الروسي وقائعه الاثنين “إنهم يطلقون عشوائيا مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الصواريخ على مبان مدنية ومنازل سكنية وسيارات إسعاف”، وأعلن أنه سيعقد اجتماعا للمسؤولين الأمنيين لتنسيق الرد. وقالت روسيا في التاسع من أغسطس إنها بصدد إرسال مزيد من القوات والأسلحة إلى منطقة كورسك، بما فيها “قاذفات صواريخ ومدافع نقالة”. وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها في اليوم نفسه منصة زفيزدا الإخبارية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، ما قالت إنها أرتال عسكرية متّجهة إلى الحدود.

 

ـ ماذا قالت أوكرانيا؟

تتكتّم أوكرانيا على عملياتها التي تعد الأكبر في الأراضي الروسية منذ اندلاع الحرب. والثلاثاء قال الرئيس الأوكراني إن روسيا جلبت الحرب إلى بلاده وعليها أن “تشعر” بالعواقب. وأكد الإثنين تنفيذ الهجوم العابر للحدود، وقال إنها “مسألة أمنية بحتة” وإن كييف تسيطر على “مناطق ضرب انطلاقا منها الجيش الروسي منطقة سومي”. في منطقة سومي الواقعة قبالة منطقة كورسك، أمرت السلطات بإجلاء نحو 20 ألف مدني.

وأفاد صحافيون في المنطقة بأن عشرات المدرعات تحمل رسم مثلث أبيض يبدو أنه العلامة التي تحدد المعدات العسكرية الأوكرانية المشاركة في العملية. وشدّدت وزارة الخارجية الأوكرانية الثلاثاء على أن الهجوم “مشروع” لكنها لا تسعى إلى “ضم” أراض روسية، بل لإقامة منطقة عازلة عند الحدود لـ”حماية” شعبها وجيشها من القصف الروسي وإضعاف هجوم الكرملين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى