المقالات

الحرب على الدين لإفساد الدول

بقلم: مسلم بن أحمد العوائد أبو خالد

يقول عميل الاستخبارات الروسي السابق (يوري اليكساندروفيتش بيزمينوف)، الذي انشق عن جهاز الاستخبارات الروسية، والتحق بكندا سنة 1970م: “إن عمل معظم أجهزة الاستخبارات العالمية، تقوم على التخريب الايديولوجي، دون الحاجة للخوض في حروب دموية “1*.
هذا التخريب الايديولوجي، يستهدف الدول من خلال اربعة مراحل:
ـ المرحلة الاولى: تستغرق من 15 إلى 20 عام، لتغيير عقيدة الجيل. كيف؟ اسقاط الدين والاخلاق والروح المعنوية، وذلك باستهداف المعتقدات ( تحجيم المنبع ـ دور المسجد)، والعدالة والقضاء، وهرم السلطة. بحيث يتم استبعاد الكفاءات والقدرات الوطنية، وإحلال اقل الكفاءات العلمية والاخلاقية والوطنية، ومحاربة وانشاء ودعم منظمات ارهابية ( تُنسب زوراً للاسلام ) من صنع الاستخبارات العالمية ـ داعش والقاعدة ـ ودعم بعض الرؤوس التي تعيش على المصالح والمنافع ، لتكون عونا لهم لتمرير الفكر الغربي المعادي للاسلام والمسلمين.
ـ المرحلة الثانية: زعزعة الاستقرار
يتم استهداف الاقتصاد، الاصطفاف الوطني بالتشغيب على الحكام و اذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية، من خلال التضييق على مذهب والسماح لمذهب آخر بالسيطرة، حتى تُقدح شرارة الفتنة.
ـ المرحلة الثالثة: الأزمة
يتم افتعال وتشجيع المظاهرات والازمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. لإدخال البلد في أزمة، يتولد عنها مطالبات لتغيير السلطة او من السلطة، وحينها تبدأ الفوضى الخلاقة.
ـ المرحلة الرابعة: “التطبيع”
هنا يسهل تشكيل البلدان لتنفيذ التوجيهات الخارجية، بغطاء شرعي وبشأن داخلي، لأن بعض السلطة والقضاء والتعليم والاقتصاد والاصطفاف الداخلي، يدار بإيديولوجية قيادات ضعيفة تم اختيارها و تشكيلها وتأهليها لهذه المرحلة.
هذا قبل..
اما بعد..
لو اسقطنا هذه المراحل على الواقع العالمي والاقليمي والمحلي، ستجد لها اثرا ظاهرا جدا، فمثلا، قارن بين ما نحن فيه الان، وما قبل ١٠ بل ٢٠ بل ٤٠ سنة، تغيير خطير في العقيدة والفكر والمستوى العلمي والاهتمامات، قدوات الجيل اليوم من السناب والانستغرام وغيرهم ، حسابات بلامحتوى فكري او ديني، والعجيبة انهم مدعومون ، كذلك ضعف و اضعاف النظم التعليمية، وإلهاء الشباب بالمباريات، فالمقاهي وصالات الألعاب الالكترونية ابوابها تفتح ٢٤ ساعة، يؤمها الشباب من كل مكان وفي أي وقت،!!؟ بينما قد تجد مسجد الحي دوره ضعيف جدا او تم اضعافه( حسب المرحلة الاولى) ولك أن تتخيل النتيجة!. ومن السبب؟
أخيرا ..
بعد أن عْرف العدو واسلحته وخططه واهدافه، على أهل المسؤولية الوطنية الحقة أن يستيقظوا ويستعدوا بما يستطيعوا من قوة، وخط الدفاع الاول، حماية الجيل من مخططاتهم التي تستهدف المساجد والإئمة وطلاب العلم الشرعي والمصلحين.
يقال أن هناك اليوم من يصنف أبناء الوطن ويمنعهم من القيام بدورهم حتى الوظيفي بحجة حماية المجتمع والوطن، وهو في الواقع وكيل للمخطط الخبيث ـ وأن يبدأوا بما بدأ به رسولنا وقدوتنا الذي بعثه الله رحمة للعالمين، تمكين وتفعيل دور المسجد، فدورة ليس للعبادة فقط، فقد انطلقت منه الفتوحات والحضارة الاسلامية، واستقبال الوفود والسفراء وتوزيع الصدقات واطعام الفقراء والتعليم بمختلف مراحله، ونبذ الغلو والتعصب بكل اشكاله، وربط علاقة الفرد بطاعة الله ورسوله وولاة الامر. ثم لابد من محاربة الفساد والفاسدين، والمحاسبة الفورية، و جودة التعليم والبحث العلمي.
وهذا لن يتأتى الا بإختيار القيادات الوطنية التي تحافظ على الدولة الوطنية والاصطفاف الداخلي لكافة مكونات المجتمعات.
قال تعالى:” إن خير من استأجرت القوي الأمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى