أخبار العالم

اتفاق المصالحة الفلسطينية موضع تشكيك المحللين السياسيين

وهج الخليج – وكالات

يشكك خبراء في جدوى اتفاق المصالحة و”تشكيل حكومة وفاق وطني” في مرحلة ما بعد الحرب على قطاع غزة، الذي وقعته في بكين فصائل فلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس.
ويهدف الاتفاق إلى إيجاد أرضية مشتركة للحوار ما بين فتح التي تقود السلطة الفلسطينية وتتولى إدارة الضفة الغربية المحتلة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحماس التي تحكم غزة منذ العام 2007. ويؤكد خبراء استطلعت وكالة الأنباء الفرنسية آراءهم، أن مبادرة بكين لا تزال موضع تقييم لتبيان أهميتها. وأبدى بعضهم خشيته من أن يفشل الاتفاق في تحقيق تحقيق نتيجة ملموسة، ويلقى بالتالي المصير ذاته لمحاولات سابقة فشلت في تحقيق المصالحة بين الفصائل.
ـ ما هو اتفاق بكين؟
قال وزير الخارجية الصيني وانج يي إن الاتفاق يمهد الطريق أمام “حكومة مصالحة وطنية مؤقتة” في الضفة وغزة ما بعد العدوان المستمر على غزة. وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق الثلاثاء من بكين “اليوم نوقع اتفاقية للوحدة الوطنية، نقول إن الطريق من أجل استكمال هذا المشوار هو الوحدة الوطنية. نحن نتمسك بالوحدة الوطنية وندعو لها”.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلترمان إن “الاجتماعات غير الرسمية بين فتح وحماس تعقد بشكل مستمر”. وأشار إلى أن المباحثات في الصين “لم تحقق شيئاً يذكر”.
بحسب كبيرة المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات تهاني مصطفى، يجب النظر الى الاتفاق في سياق الخطوات الأخيرة التي قامت بها بعض الحكومات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين. وأضافت “هناك الآن زخم عالمي متزايد حول تقرير المصير الفلسطيني لا يستطيع الفلسطينيون أنفسهم الاستفادة منه لأنهم منقسمون للغاية في ما بينهم”.


ـ ما هي العوائق؟
بحسب هلترمان فإن المعارضة الإسرائيلية الشديدة لأي دور مستقبلي لحماس هي العقبة الأهم في درب الاتفاق. وأوضح “بالتأكيد هناك عقبات كثيرة في طريق هكذا سيناريو، وإسرائيل هي العقبة الرئيسية”. وأضاف “الاتفاق المثالي يكون في انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية مقابل السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة والإشراف على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار”. وتضم منظمة التحرير العديد من الفصائل الفلسطينية، وتعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
فلسطينيا، انتقد المحلل السياسي في غزة مخيمر أبو سعدة “الغموض” الذي يكتنف صياغة الاتفاق. وقال “بالنسبة للفلسطيني في غزة… الاتفاق في بكين مجرد ورقة أخرى”. وأضاف “هناك فكرة لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ولكن لا يوجد ذكر لكيفية دمج حماس فيها”. وشكّك بعض المحللين في رغبة الفصائل بالعمل معا في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 39145 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. ورأى المحلل السياسي جهاد حرب أن “البيان الذي صدر ليس للفلسطينيين، هو فقط لإرضاء الأصدقاء الصينيين”.
ـ ماذا ستستفيد الصين؟
وعن الفائدة التي ستجنيها الصين من التوسط لابرام اتفاق مماثل، قال هلترمان إن اعتماد بكين على واردات المنطقة من النفط والغاز يعني أن “لديها مصلحة في استقرار الشرق الأوسط”. وكثّفت الصين من نشاطها الدبلوماسي في المنطقة خلال الفترة الماضي، وتوسطت في اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية في مارس 2023.
وقال الباحث في السياسة الخارجية في معهد العلوم السياسية في باريس كانتان كوفرور إن الهدف الرئيسي لبكين هو الدفع نحو حل سياسي بموازاة دعم واشنطن العسكري لإسرائيل. وأضاف “الفكرة هي الظهور كقوة عظمى محترمة ومسؤولة، وتشويه سمعة الولايات المتحدة”. وتابع “إنها لغة خطابية واستعراض للدبلوماسية… لكن على المدى المتوسط والطويل، أشكك في ما اذا كان ذلك سيؤدي الى حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى