أمريكا تحاول منع المواجهة الموسعة بين إسرائيل وحزب الله
وهج الخليج – وكالات
تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على حزب الله وإسرائيل، لمنع التوتر المحتدم من أن يصبح حربًا بين الطرفين، وفق شبكة “أيه. بي. سي. نيوز” الإخبارية الأمريكية.
وكشفت الشبكة الإخبارية عن ضغوط يمارسها أمريكيون وأوروبيون، لمنع الهجمات المتصاعدة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، من التحول إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط يخشاها العالم منذ أشهر.
ولفتت الشبكة، إلى تعثر المفاوضات غير المباشرة عبر الوسطاء بين إسرائيل وحماس، للتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، الذي من شأنه أن يُهدئ الهجمات عبر الحدود المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وذكرت الشبكة، أنه مع الأخذ في الاعتبار المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل وحماس، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين يوجهون تحذيرات إلى حزب الله اللبناني، بشأن مواجهة القوة العسكرية لإسرائيل.
ونقلت الشبكة عن دبلوماسيين حاليين وسابقين، إن الأمريكيين والأوروبيين يحذرون حزب الله اللبناني، أنه لا ينبغي أن يعتمد على قدرة الولايات المتحدة أو أي شخص آخر على صد القادة الإسرائيليين إذا قرروا شن هجوم على لبنان، كما لا ينبغي لحزب الله أن يعتمد على قدرة مقاتليه على التعامل مع ما سيأتي بعد ذلك، وفق التحذيرات الأمريكية والأوروبية.
ويتبادل جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني، إطلاق النار عبر الحدود، منذ بدء العدوان على غزة، 7 أكتوبر الماضي، وتصاعدت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، خلال الأسابيع الأخيرة، ما عزز المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة بين الطرفين، التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منعها طيلة الشهور التسعة الماضية.
وأرسلت واشنطن سفينة هجومية برمائية مع قوة استكشافية من مشاة البحرية “المارينز”، للانضمام إلى السفن الحربية الأخرى في المنطقة، على أمل ردع صراع أوسع نطاقًا.
وحتى الآن، لم ينجح عاموس هوشستاين، كبير مستشاري البيت الأبيض، ومبعوث الرئيس جو بايدن، بشأن التوترات بين إسرائيل وحزب الله، في إقناع الجانبين بوقف الهجمات.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إنه في المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، هناك اتفاق على أن “التصعيد الكبير ليس في مصلحة أحد”.
وشكك المسؤول في تعهد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بوقف الهجمات على المستوطنات الشمالية، من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
لكن في الوقت نفسه، أقر المسؤول بأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من شأنه أن يقطع شوطًا طويلًا في تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق “أيه. بي. سي. نيوز”.
واستقبلت الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بالترحيب والتحذير من “حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، يمكن أن تصبح بسهولة حربًا إقليمية، تكون لها تبعات وخيمة على الشرق الأوسط”، على حد تعبير لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي.
وعشية وصول جالانت إلى واشنطن، قال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة: “من غير المرجح أن تكون الولايات المتحدة قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب أوسع نطاقًا يخوضها حزب الله اللبناني ضدها، كما ساعدنا إسرائيل في التصدي لوابل من الصواريخ والطائرات الإيرانية دون طيار، أبريل الماضي. لأنه من الصعب صد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بشكل روتيني عبر الحدود إلى إسرائيل”.
وأضاف أعلى مسؤول عسكري أمريكي، أن “إيران ستدعم حزب الله بشكل أكبر مما تفعل مع مقاتلي حماس في غزة، خاصة إذا شعرت طهران أن الحزب يتعرض لتهديد كبير”.
واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن تصريح الجنرال براون، هو “ضوء أحمر لإسرائيل، وضوء أخضر لحزب الله. ويقدم للأخير ذريعة كي يستمر بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن الرئيس بايدن سيحميه من العواقب”.
وتضيف الصحيفة أن “تركيز إدارة بايدن على كبح جماح إسرائيل وتقييدها، يجعل الحرب مع حزب الله أكثر احتمالًا، لأن إسرائيل لا يمكنها القبول بالبقاء تحت رحمة إيران ووكيلها في لبنان”.
ورأت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن بايدن يواجه خيارًا صعبًا لتجنب حرب إسرائيل القادمة، وذكرت أن “أفضل طريقة لمنع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، هي أن يثبت الرئيس بايدن بأنه سيدعم إسرائيل بشكل كامل، وأن تبلغ الولايات المتحدة إيران وحزب الله بأن تصعيد معركتهما مع إسرائيل سيؤدي إلى رد مُدمر”.
وتعتقد واشنطن أن الحل الدبلوماسي ممكن، وأنه في مصلحة جميع الأطراف المعنية، وبالتالي، ستواصل إدارة بايدن العمل على تسوية سلمية تمنع توسيع هذا الصراع.
ويقول جاك لو، السفير الأمريكي في إسرائيل، إنه “من الناحية الاستراتيجية، صفقة المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، سيفتحان الباب أمام نقاش مع حزب الله ولبنان حول تجنب الحرب”.