هل تخفي الولايات الأمريكية إصابات انفلونزا الطيور؟
وهج الخليج – وكالات
في تطور مثير للجدل، كشفت ولاية ميشيجان الأمريكية عن نهج استثنائي في التعامل مع تفشي إنفلونزا الطيور، ما يثير تساؤلات حول مدى شفافية الولايات الأخرى في الإبلاغ عن حالات الإصابة، إذ إنه وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، تتصدر ميشيجان جهود الرصد والدراسة لهذا المرض الخطير، في حين تبدو الولايات الأخرى متحفظة في تتبع الحالات بين الحيوانات والبشر.
وفقًا لما ذكرته الجارديان، ترسل السلطات في ميشيجان رسائل نصية ومكالمات هاتفية يومية للتحقق من صحة العاملين في المزارع، الذين يتعاملون مع إصابات فيروس H5N1، كما تقدم الولاية اختبارات مجانية في حال ظهور أي أعراض على هؤلاء العمال، واتباع نهجًا استباقيًا في التعامل مع تفشي إنفلونزا الطيور.
وصرّحت الدكتورة ناتاشا باجداساريان، كبيرة المسؤولين الطبيين في ولاية ميشيجان للصحيفة: “لا أعتقد أننا الولاية الوحيدة التي لديها حالات إصابة، أعتقد أننا الولاية الوحيدة التي تكتشف حالاتها”، ما يشير إلى فعّالية النظام المتبع في الولاية.
تشير الإحصاءات التي أوردتها “الجارديان” إلى أن ميشيجان تتصدر الولايات الأمريكية في عدد الاختبارات التي أجريت للكشف عن إنفلونزا الطيور، فحتى 22 مايو، تم إجراء 35 من أصل 40 اختبارًا للأشخاص في ميشيجان، ما يعني أن 5 اختبارات فقط أجريت في ولايات أخرى.
كما دعت ميشيجان علماء الأوبئة من وزارة الزراعة الأمريكية لدراسة انتقال الفيروس.
وأشاد الباحثون في تقرير حديث بانفتاح وشفافية منتجي الألبان في ميشيجان، مؤكدين أن التقرير “لم يكن ليكتمل دونهم”.
اتخذت ميشيجان عدة خطوات للحد من انتشار المرض وتشجيع التعاون مع المزارعين، إذ أعلنت الولاية قواعد جديدة للأمن الحيوي في المزارع بعد اكتشاف أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في الأبقار، كما بدأت في الترويج للقاحات الإنفلونزا الموسمية بين العاملين في مزارع الألبان والدواجن.
وفي خطوة لتشجيع التعاون، أعلنت ميشيجان تمويلًا إضافيًا للمزارع المتضررة من الإنفلونزا، إذ ذكرت “الجارديان” أن ما يصل 20 مزرعة متأثرة بفيروس H5N1 تتلقى ما يصل 28.000 دولار، للمشاركة في الدراسات والعمل مع المسؤولين الصحيين.
يؤكد الخبراء أهمية التعاون الوثيق بين المسؤولين الحكوميين والصناعات الزراعية لفهم كيفية انتقال العدوى وكيفية وقفها، وقالت ماريسا أيزنبرج، الأستاذة المشاركة في علم الأوبئة بجامعة ميشيجان: “إنه لمصلحة الجميع أن نحاول أن نكون استباقيين قدر الإمكان، لأنه إذا دفنت رأسك في الرمال على طريقة النعامة، فسيستمر المرض في الانتشار ويسبب مجموعة أوسع من المشكلات، من منظور الصحة العامة ومن منظور إنتاج الحليب والاقتصاد”.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات في مواجهة انتشار إنفلونزا الطيور، إذ أشارت الدكتورة باجداساريان إلى صعوبة ارتداء معدات الحماية الشخصية في ظروف العمل بالمزارع، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وتناثر الماء والحليب.
وحذّرت من إمكان تسييس أي لقاح محتمل لـ”H5N1″ للبشر، مشيرة إلى التحديات التي واجهتها حملات التطعيم خلال جائحة كوفيد – 19.
وقالت: “ما زلنا نعمل على إعادة بناء الثقة العامة”.