طبيعة الاختلاف وفتنة الخلاف
رأي وهج الخليج
الاختلاف بين البشر في الطباع والمصالح إحدى السنن الكونية التي سنها الله تعالى بين عباده، وطبيعة تفرضها ضرورات الحياة ويتعامل معها الناس بأريحية دون الانحدار إلى فتنة الخلاف بينهم أو مخالفة المصلحة الوطنية.
واختلاف الدول في المواقيت والأهلة على رمزيته يتسق مع ما تتصف به الطبيعة البشرية من اختلاف حيث أن لكل قوم ميقاتهم وهلالهم وبما يتفق مع الرؤية التي تحددها الطبيعة الجغرافية والمدعومة بالإجماع الذي يجسده أولي الأمر وبالتالي فإن اختلاف مواعيد بداية الشهور القمرية أمر شائع وطبيعي.
ولأن الاهتمامات في رؤية الأهلة تتركز عادة في كل من غرة كل من شهر رمضان المبارك وغرة شهر ذي الحجة لارتباطهما بفريضتين تمثلان ركنين رئيسيين من أركان الإسلام, فإن الجدل المثار حول اتفاق واختلاف البلدان الإسلامية على هذه التوقيتات يزداد مع رؤية هلالي هذين الشهرين بشكل خاص.
والواقع ان هذا الجدل لا معنى له إذ ينتفي أي جدل عند القاعدة الرئيسية التي تقول إن لكل قوم هلالهم وبالتالي فعلى كل من يتواجد في بلد بعينها أن يمتثل لتوقيت ورؤية هذه البلد.
وهذا أمر يؤيده كافة العلماءفمن كان في سلطنة عمان أو في المملكة العربية السعودية او في أية دولة اخرى في العالم عليه ان يتبع الدوله التى يتواجد بها سواء في بدء صيام شهر رمضان المبارك أو الاحتفال بالعيدين الفطر والأضحى.
وفي حالة الاحتفال بعيد الأضحى فمن كان متواجد في أي بلد فعليه ان يلتزم بمواقيتها ومن كان يؤدي شعائر فريضة الحج فعليه أن يقف بعرفات ويقوم بشعائر الهدي وفق توقيت المملكة العربية السعودية.
فجميع البلدان الإسلامية ومع وجود علماء أكفاء فيها لا تقصر في مسائل تحري الهلال .
وخلاصة القول فإن العلماء من مختلف المذاهب أجمعوا ان يوم عرفة مقرون بالرؤية في البلد الذي يتواجد به الشخص وكلام الفقهاء صريح وواضح ولا لبس به .. وأية مخالفة لذلك فهي تقود إلى شق الصف وإثارة البلبلة و الفوضى بث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد وهما يكون الخلاف مسارا من مسارات الفتنة.