جلالة السُّلطان يؤدّي صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع معسكر المرتفعة بمسقط
وهج الخليج – العمانية
حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ يؤدّي صلاة عيد الأضحى المبارك لعام ١٤٤٥هـ بجامع معسكر المرتفعة بمحافظة مسقط.
ولدى وصول جلالةِ القائدِ الأعلَى إلى مقرّ معسكر المرتفعة أدت ثُلّةٌ من حرس الشرف التحيّة العسكريّة لجلالتِه /أيدهُ اللهُ/ ترحيبًا بمقدمه الميمون.
وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /أبقاهُ اللهُ/ التهاني بهذه المناسبة السّعيدة، وقد تمنّى جلالتُه للمُهنّئين عيدًا هانئًا مباركًا.
ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع معسكر المرتفعة أطلقت مدفعيّة سُلطان عُمان بالجيش السُّلطاني العُماني إحدى وعشرين طلقةً، تحيّةً لجلالةِ القائد الأعلى /رعاهُ اللهُ/.
بعد ذلك غادر الموكبُ السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم معسكر المرتفعة وسط دعوات أبناء القُوّات المسلّحة الباسلة بأن يحفظهُ ويبارك في أيّامه وأعياده، ويُعيد عليه هذه المناسبة وأمثالَها أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً.
واكدت خطبةُ العيد على أنّ أيام الحجّ تجديدٌ لإيمانية التوحيد، وتعزيزٌ لمحاسن الأخلاق والقيم في اليُسر والعُسر، والحُبّ والكُره، وفي الحرب والسَّلام، ومن هدْي الحجِّ بناء الوطن وبسط الأمن ومتانة الاقتصاد، نترجمه نحن في ثنايا الوطن وترابه، ونعمل به في واقع أنفسنا وعلاقاتنا، نُحرمُ في الوطن بقسمِ الولاء والطاعة، ونلبس ثوب الهُويّة والمُواطنة، ونطوف على عمرانه بالعمل والبناء، ونسعى في مصالحه وثوابته، ونحرس مبادئه، ونرتوي من زمزم ثمراته.
نصُّ خطبة عيد الأضحى المبارك: “اللهُ أكبر ما قصد الحجيجُ بيت الله العتيق. اللهُ أكبر ما اعتصم العبادُ والبلادُ بالعهد الوثيق. اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إلهَ إلا اللهُ والله أكبر”.
“الحمد لله متمّم النِّعم، جزيل العطايا دقيق الحكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم من سائر الأمم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)”.
“أيها المؤمنون: أيام الحجّ تجديدٌ لإيمانيّة التوحيد وأخلاقية التعامل، إذ الإيمان تجرّدٌ في النفس، وجمالٌ في القلب، وسماحةٌ في الفعل: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ طهارة السلوك ترجمةٌ لإيمان القلب”.
الخطبة: “في الحجّ روحُ الإيمان وتعزيزٌ لمحاسن الأخلاق والقيم في اليُسر والعُسر، والحبّ والكُره وفي الحرب والسّلام: ﴿الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾”.
“أيها المؤمنون: مقامات الحجّ تعبيرٌ رمزيٌّ لمفارقات الحياة ووجودها، والتنوع جزءٌ من تجربة الإنسان؛ بين النور والظلام، والخير والشرّ، والحديث والقديم؛ تستمر الحياة في مجراها مُظهرة لنا أن التناقضات جزءٌ من سيرورتها وسرّها”.
: “ورحلةُ الحجّ إيجازٌ لرحلة الحياة في تنوّعها وتدافع من فيها؛ إذ تتجلى في الحجّ الحركة والسكون، متضادّان لكنهما يشكلان معًا صورة الحج المتكاملة، بل ملخّص العالم بأسره”.
“أما الطواف والسعي فيرمزان إلى حراك دائم؛ بطواف دائري حول الكعبة أو سعي مستقيم بين الصفا والمروة أو مشي إلى مِنى أو صعود إلى جبل الرحمة. وأما الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة والمُكث في مشعر مِنى فترمزُ إلى السّكون والهدأة والأناة، إلى التوقف برهة استعدادًا لمواصلة المسير”.
“سُنّة الحياة حراكٌ وسكونٌ، في الحركة نستلهمُ معنى الوجود، وفي السّكون نتلمّس عمق الذات، الحراك ضرورة للكسب والمعاش، والسّكون للتفكير والتخطيط ولملمة الأفكار، بالحراك والسعي نتعرّف على العالم من حولنا وبالسّكون نستكشف عالمنا الداخلي”.