تماشيًا مع خطة الحياد الكربوني.. ميناء صحار يستقبل أول شحنة من الوقود الحيوي
وهج الخليج – مسقط
تماشياً مع التوجهات العالمية الرامية نحو تعزيز الاستدامة البحرية وتقليل الإنبعاثات الكربونية، تسعى وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع شركاءها الاستراتيجيين في الموانئ العمانية نحو وضع الخطط الاستراتيجية في بهدف الانتقال إلى التنقل الأخضر وتحقيق الحياد الصفري الكربوني في السلطنة بحلول 2050. حيث أعلن ميناء صحار عن استلام أول شحنة من وقود B20 (مزيج من 80% من الديزل و20% من الوقود الحيوي) وذلك لبدء المرحلة التجريبية لاستخدام الوقود الحيوي في عمليات قاطراته البحرية بدءً بقاطرة “صحار”؛ ومن ثم توسيع نطاق المشروع ليشمل جميع القاطرات بحلول الشهر القادم وذلك بالتعاون مع كل من شركة سفيتزر، وشركة وقود، وشركة هرمز مارين.
وبهذه المناسبة، قال إميل هوخستيدن، الرئيس التنفيذي لميناء صحار: “إن العمليات البحرية هي المساهم الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة في ميناء صحار والتي زادت مع نمونا بسبب استهلاك الوقود لأعمال قاطراتنا البحرية؛ وسيسهم استخدامنا للوقود الحيوي في خفض مستوى الانبعاثات بشكل كبير مما يدعم مساعي البلاد نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام *2050*.؛ وبتكثيف جهودنا مع شركائنا الذين يقاسموننا الفكر والنهج، أصبح هذا المشروع مثالًا يُحتذى به في المنطقة وخارجها.”
وأكد المهندس عبدالله بن علي البوسعيدي خبير فريق الحياد الصفري الكربوني بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بأن الوزارة تقوم حاليًا بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية على مبادرات المختبر الكربوني الـ 18، ففي مجال الموانئ الخضراء وضعت الوزارة خارطة طريق واضحة تشمل عدة مشاريع للحد من الانبعاثات، وتحويل المعدات للعمل بالطاقة الكهربائية والأنظمة الذكية، وكذلك توصيل السفن بالطاقة الكهربائية، وإزالة الكربون من قطاع الموانئ، كما تعمل على إنشاء مركز إقليمي لتزويد السفن بالوقود النظيف. مؤكدًا أن الوزارة، بالتعاون مع الجهات المعنية بمبادرة الوقود الحيوي منها هيئة البيئة ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ووزارة الاقتصاد، توصلت إلى بعض المخرجات المهمة، علاوة على مساهمة القطاع الخاص في حلحلة بعض تحديات المشروع أهمها فرق التسعيرة بين الوقود الحيوي والوقود العادي.
وأضاف البوسعيدي إلى أن القطاع الخاص قام بتحديد المواد الأساسية لصناعة الوقود الحيوي تركزت على زيوت الطبخ المستخدمة في المطاعم والمحلات التجارية. كما قامت جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان بجهود حثيثة لابتكار طريقة تستخدم نواة التمر كمادة أساسية في الوقود الحيوي وتم بالفعل استخدام الوقود في إحدى حافلات شركة مواصلات.
من جانبها علقت دنيز كيردار ترو، المدير العام لشركة سفيتزر في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، بقولها: “نفخر بتعاوننا مع ميناء صحار في هذه المبادرة المهمة.” مضيفة، “تقدم شركة سفيتزر خدمات بحرية آمنة وموثوقة للعملاء في ميناء صحار منذ أعوام، وفي هذه الشركة وجدنا شريكًا يشاطرنا أهدافنا الطموحة في إزالة الكربون، وعلى استعداد للقيام بالأمور بصورة مختلفة ومتطورة. يعد هذا المشروع المبتكر مثالاً فريدًا على تسخير خبراتنا التي استلهمناها من عملياتنا حول العالم، بُغية مشاركة شركائنا في عُمان رحلتهم نحو تقليل التأثيرات البيئية”.
وصرح سليمان الحضرمي، الرئيس التنفيذي لهرمز مارين، بقوله: “يعد العمل مع ميناء صحار لتوريد أول وقود حيوي للسفن في سلطنة عُمان خطوة محورية نحو خفض الانبعاثات والاستدامة في الصناعة البحرية. وفي حين يظل الوقود البحري ضروريًا على المدى القصير، فإن زيادة استخدام الوقود الحيوي تدريجيًا سيؤدي إلى خفض هائل في الانبعاثات الضارة. كما ويتماشى هذا التحول مع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ ويُظهر الالتزام بمستقبل أنظف وأكثر استدامة في مجال الشحن البحري.”
هذا وقد وضعت الشركة هدفاً لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة من عملياتها بنسبة 17% وذلك تماشيًا مع هدف السلطنة لبلوغ الحياد الصفري بحلول عام *2050*، حيث يعد الوقود الحيوي أحد مصادر الطاقة المتجددة المستمد من الكائنات الحية سواء كانت نباتية أو حيوانية. وفي هذا المشروع، يتم تصنيع الوقود الحيوي محليًا من زيت الطهي ويعد بديلًا صديقًا للبيئة؛ إذ يُقلل من الانبعاثات الضارة عند حرقه مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي.
جدير بالذكر أن المشروع يجسّد استراتيجية ميناء صحار والمنطقة الحرة لتعزيز الاقتصاد الدائري ودعم التنمية الاقتصادية في سلطنة عُمان من خلال الحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية وفقًا للأهداف المرسومة في رؤية عُمان 2040.