دوري أبطال أوروبا: قمة ثأرية بين الريال ومان سيتي.. ومواجهة للذكريات بين برشلونة وسان جيرمان
وهج الخليج – وكالات
تنطلق غدا الثلاثاء منافسات ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمواجهة من العيار الثقيل بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي الفائزين باللقب في آخر نسختين، بينما يستضيف أرسنال الإنجليزي نظيره بايرن ميونخ الألماني في مواجهة أخرى قوية.
ويلتقي مانشستر سيتي ضد ريال مدريد للموسم الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا، ويعلم جوسيب جوارديولا مدرب الفريق الإنجليزي أن العملاق المدريدي يريد الثأر من خسارته في الموسم الماضي والسعي لتحقيق فوز مطمئن على ملعبه ووسط جماهيره في سانتياجو برنابيو. ويدخل كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد لقاء الذهاب بأعصاب هادئة نسبيا في ظل التقاط الفريق أنفاسه بعدم اللعب في آخر 10 أيام بينما خاض مانشستر سيتي ثلاث مواجهات في الدوري الإنجليزي أمام أرسنال وأستون فيلا وكريستال بالاس بعد انتهاء فترة التوقف الدولي الأخير. كما استعاد ريال مدريد مدافعه البرازيلي إيدير ميليتاو بعد تعافيه من إصابة في الرباط الصليبي للركبة التي أبعدته منذ بداية الموسم.
كما اقترب ريال مدريد أيضا من الفوز بلقب الدوري الإسباني في ظل تصدره جدول ترتيب المسابقة بفارق ثماني نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة، حامل اللقب في الموسم الماضي. ويرتكز أنشيلوتي في مساعيه لقيادة ريال مدريد للتتويج باللقب القاري للمرة 15 على قوة هجومية جبارة تضم البرازيلي رودريجو الذي سجل ثنائية في المباراة الأخيرة أمام بيلباو ليكسر صيامه التهديفي بعد ستة أسابيع، ومواطنه فينيسيوس جونيور الذي استعاد بريقه بتسجيل 5 أهداف في آخر 5 مباريات. ويبرز أيضا النجم الإنجليزي جود بيلينجهام أفضل صفقات صيف العام الماضي حيث يعتلي قائمة هدافي ريال مدريد بتسجيله 20 هدفا في 32 مباراة هذا الموسم منها 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا. ويملك كارلو أنشيلوتي أيضا عناصر هجومية فعالة على مقاعد البدلاء مثل إبراهيم دياز وخوسيلو والتركي الواعد أردا جولر الذي بدأ المشاركة تدريجيا في المباريات خلال الأسابيع الأخيرة بعد تعافيه من الإصابات العضلية. ولا يمكن أيضا إغفال عناصر الخبرة في صفوف ريال مدريد مثل ثنائي الوسط لوكا مودريتش وتوني كروس والظهيرالأيمن داني كارباخال والمدافع الألماني أنتوني روديجير. ويبقى جوارديولا أمام أكثر من تحد عندما يزور ريال مدريد الذي لم يخسر عى ملعبه في آخر 27 مباراة بجميع المسابقات منذ أبريل 2023.
ويبقى المدرب الإسباني ولاعبوه في السباق لتكرار إنجاز الفوز بثلاثية الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، حيث يتخلف بنقطة واحدة عن أرسنال وليفربول صاحبي الصدارة قبل سبع جولات من انتهاء المسابقة. ويملك جوارديولا قوة هجومية لا يستهان بها تضم كيفن دي بروين وإرلينج هالاند هداف الدوري الإنجليزي وبرناردو سيلفا وجيريمي دوكو وجاك جريليش وأيضا فيل فودين الذي يلمع بشدة هذا الموسم. = لكن الفريق الإنجليزي يعاني من غيابات مؤثرة في خط الدفاع بتأكد غياب الثنائي كايل ووكر وناثان آكي بينما يتردد جوارديولا في الدفع بالحارس الأساسي إيدرسون الذي تعافى من إصابة أبعدته في الأسابيع الأخيرة في ظل تألق الحارس البديل ستيفان أورتيجا. ويسعى جوارديولا لتكرار سيناريو الموسم الماضي بالخروج بنتيجة إيجابية من معقل ريال مدريد تعزز من حظوظه في لقاء العودة الذي سيقام بعد أسبوع في ملعب “الاتحاد”.
وعلى ملعب أليانز أرينا يحل أرسنال الإنجليزي ضيفا على بايرن ميونخ، ساعيا لاستغلال محنة الفريق الألماني تحت قيادة مديره الفني الحالي توماس توخيل. وسقط الفريق البافاري في مباراته الأخيرة أمام هايدنهايم بنتيجة 3/2 ليهدي منافسه باير ليفركوزن هدية ثمينة حيث بات بحاجة لفوز وحيد ليؤكد تتويجه بلقب الدوري الألماني هذا الموسم. كما خرج بايرن ميونخ من كأس ألمانيا وخسر كأس السوبر المحلي في بداية الموسم، لكن توخيل الذي أعلن رحيله عن الفريق بنهاية الموسم الجاري يراهن على عناصر الخبرة مثل مانويل نوير وجوشوا كيميتش وليون جرويتسكا والإنجليزي هاري كين هداف الفريق في مواصلة المشوار الأوروبي والتأهل للدور قبل النهائي لتفادي إنهاء الموسم بدون ألقاب. من جانبه يسافر أرسنال ومدربه ميكيل أرتيتا إلى ألمانيا بمعنويات مرتفعة بعد انتزاع صدارة الدوري الإنجليزي بفارق الأهداف عن ليفربول، ويأمل الفريق اللندني استغلال كبوة البافاري في كسر شوكة الفريق الألماني الذي لطالما تفوق على أرسنال بنتائج كبيرة في تاريخ مواجهات الفريقين بدوري الأبطال.
ويسير أرسنال بكل قوة هذا الموسم حيث يملك الفريق أقوى خطي دفاع وهجوم في الدوري الإنجليزي، ونجح ميكيل أرتيتا في بناء توليفة هجومية مميزة تضم بوكايو ساكا وجابرييل مارتينلي وجابرييل جيسوس ولياندرو تروسارد وكاي هافيرتز مع تألق ثلاثي الوسط مارتن أوديجارد وديكلان رايس وجورجينيو. وتستكمل منافسات ذهاب دور الثمانية يوم الأربعاء بمواجهة مرتقبة وعاطفية للإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الذي يستقبل فريقه السابق برشلونة الإسباني على ملعب حديقة الأمراء.
وكان إنريكي بطلا لرواية تاريخية سابقة بين الفريقين عندما قاد برشلونة لفوز كاسح على باريس سان جيرمان بنتيجة 1/6 ليتأهل بالفريق الكتالوني لدور الثمانية في عام 2017 بعد الخسارة ذهابا بأربعة أهداف دون رد في ملعب حديقة الأمراء.
ولكن إنريكي يرفع راية الولاء التام لباريس سان جيرمان في الوقت الحالي، قائلا “الآن باريس هو بيتي وأسعى للفوز والتأهل أمام برشلونة”. ووقع المدرب الإسباني على عقد يمتد حتى صيف 2025 مع إمكانية التمديد لعام إضافي ونجح في تغيير جلد الفريق الباريسي بعد استغناء إدارة النادي عن نجوم كبار قبل قدومه في الصيف الماضي بحجم ليونيل ميسي ونيمار جونيور وسيرجيو راموس.
ويسير لويس إنريكي بخطى ثابتة محليا فقد حقق لقب كأس السوبر وتأهل لنهائي كأس فرنسا ويتصدر جدول ترتيب بطولة الدوري بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه قبل ست جولات من انتهاء المسابقة.
وقاريا فقد تأهل باريس سان جيرمان من المجموعة الحديدية التي ضمت ميلان الإيطالي ونيوكاسل يونايتد الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني، ويحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في آخر 27 مباراة بجميع المسابقات قبل أن يستقبل برشلونة.
ويبقى كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان أخطر أسلحة العملاق الفرنسي فقد سجل 39 هدفا في 38 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم وسبق له هز شباك برشلونة بأربعة أهداف في مواجهة الفريقين بالدور الثاني لدوري الأبطال في عام 2021. ويراهن إنريكي أيضا على عناصر أخرى بارزة مثل حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما والجناح الفرنسي عثمان ديمبلي المنتقل من برشلونة في الصيف الماضي بينما يغيب المغربي أشرف حكيمي ظهير أيمن الفريق بسبب الإيقاف لتراكم الإنذارات.
في الجانب الآخر، يسعى تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة الذي أعلن أيضا رحيله في نهاية الموسم الجاري، لمواصلة صحوة الفريق في الفترة الأخيرة مستفيدا من فاصل زمني مدته 10 أيام منذ خوضه آخر مباراة في الدوري الإسباني قبل زيارة فريقه إلى معقل الفريق الباريسي.
ويملك تشافي أكثر من سلاح مميز يتسم بالخبرة في جميع الخطوط مثل حارس المرمى الألماني مارك أندريه تير شتيجن، والأوروجوياني رونالد أروخو والنجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف الفريق مع الألماني إلكاي جوندوجان وزميله في خط الوسط فرينكي دي يونج والبرتغالي جواو فيليكس الذي يؤدي مهام الظهير الأيسر. ويملك الفريق الكتالوني في صفوفه عناصر شابة مثل جواو فيليكس ورافينيا وفيران توريس مع الواعدين لامين يامال وباو كوبارسي الذي فرض نفسه على التشكيل الأساسي في الفترة الأخيرة، ولاعب الوسط فيرمين لوبيز الذي عوض غياب بيدري للإصابة، والظهير الأيسر هيكتور فورت، بينما يغيب جافي وأليخاندرو بالدي لنهاية الموسم بسبب إصابات قوية.
ويلتقي يوم الأربعاء أيضا أتلتيكو مدريد ضد ضيفه بوروسيا دورتموند في مواجهة أقل ضجيجا. ولكن دييجو سيميوني مدرب الفريق المدريدي يريد استغلال عاملي الأرض والجمهور في تحسين نتائج الفريق بعد خسارته ست مرات وتحقيق أربعة انتصارات فقط في آخر 12 مباراة ليبتعد كثيرا عن سباق المنافسة على لقب الدوري.
ويريد الفريق المدريدي أيضا استعادة هيبته وسط جماهيره في ملعب واندا ميتروبوليتانو بعد كسرت الخسارة أمام برشلونة في 27 مارس الماضي سلسلة من 25 مباراة بدون هزيمة لأتلتيكو مدريد على ملعبه.
أما دورتموند فقد خرج أيضا من سباق المنافسة على لقب الدوري الألماني منذ فترة، ولكن الفريق يأمل مواصلة مغامرته في دوري أبطال أوروبا بعدما تأهل من المجموعة الحديدية وأقصى أيندهوفن الهولندي من دور الـ16 وحقق نتائج بارزة مؤخرا مثل الفوز بهدفين دون رد في معقل بايرن ميونخ بكلاسيكو الدوري الألماني في 30 مارس الماضي.