وزير التراث والسياحة : نتطلع إلى توفير فرص عمل كبيرة بحلول عام 2040 مع التركيز القوي على تمكين المرأة والمجتمعات المحلية
وهج الخليج – مسقط
قال معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة في حديث لصحيفة “العالم الدبلوماسي”: إن اقتصاد سلطنة عُمان المستقبلي الطموح يسترشد برؤية “عُمان 2040″، وتشمل الرؤية ثلاثة ركائز رئيسة وهي: الناس والمجتمع، والتنمية الاقتصادية، والحوكمة والأداء المؤسسي.
وأوضح أن لدى سلطنة عمان استراتيجية مبتكرة تعطي الأولوية لتنمية الموارد البشرية المتنوعة والحيوية، مع نمو القطاع الخاص بكفاءة وتنافسية مدعومًا بالقطاعات غير الهيدروكربونية.
وأضاف بأن الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040 هي عبارة عن مخطط واضح المعالم للتنمية السياحية المستدامة في سلطنة عُمان. وفيما يتعلق بالأفراد والمجتمع، فإننا نسهم من خلال إيجاد فرص العمل ومكافأة الوظائف طويلة الأمد للشباب الطموحين.
وأضاف معاليه: “إننا نتطلع إلى توفير فرص عمل كبيرة بحلول عام 2040، مع التركيز القوي على تمكين المرأة والمجتمعات المحلية، ونهدف إلى زيادة مشاركة العُمانيين في شركات السياحة في القطاع الخاص من 17.3 بالمائة في عام 2025 إلى 22.1 بالمائة في عام 2030، و28.2 بالمائة في عام 2035 و36.1 بالمائة في عام 2040”.
ولضمان تحقيق هذه الأهداف؛ أكد معاليه بأن بناء قدرات شبابنا تُعد أولوية لتطوير القطاع السياحي، ويمكن رؤية النجاح في المخرجات الناجحة لكلية عمان للسياحة والمعهد الوطني للتدريب ومؤسسات السياحة والضيافة المحلية الأخرى.
وأضاف بأنه تم تطوير سلسلة من مبادرات التعليم والتدريب لجذب المواهب إلى هذا القطاع الحيوي، وتم مؤخرًا إطلاق برنامج تعليم إلكتروني تجريبي مدته ثلاث سنوات لخريجي الدبلوم المدرسي العام.
وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، وبهدف زيادة معدل نمو الإيرادات الحكومية من السياحة بنسبة 5 في المائة كل عام؛ أكد معاليه بأن الهدف يتمثل في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 2.75 في المائة في عام 2025 إلى 3.5 في المائة في عام 2030، و4.2 في المائة في عام 2035 و5.3 في المائة في عام 2040.
وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان استقبلت رقماً قياسيّاً بلغ 4 ملايين سائح خلال العام الماضي (2023)، لتشكل ارتفاعاً بنسبة 37.9 في المائة مقارنة ب 2.9 مليون في عام 2022.
وبيّن معاليه أن معظم الأسواق المستهدفة قد تعافت في مرحلة ما بعد كوفيد-19، وبعضها قد تجاوز ما كانت عليه في عام 2019، وذلك بفضل التضاريس الطبيعية الفريدة والمتنوعة التي تتمتع بها سلطنة عُمان والمعالم السياحية العديدة.
وقال معاليه إن الهدف يتمثل في زيادة عدد القادمين الى سلطنة عُمان سنويًّا إلى 11.7 مليونًا وإضافة 80 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2040.
وأضاف معاليه بأن من بين القطاعات الرئيسة التي نستهدفها: سياحة المغامرات والسياحة البيئية والسياحة الفاخرة المرتبطة بالرياضة وسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والرحلات البحرية والمجمعات السياحية المتكاملة، وقد تم إصدار 19 ترخيصًا جديدًا، بقيمة استثمارية تبلغ 11.3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تعد مركزًا للسياحة الراقية وتتمتع بسمعة راسخة وسجل حافل من النجاح في الخدمة الاستثنائية والضيافة. وتتوفر مجموعة كبيرة من خيارات الإقامة من فئة 5 نجوم الحائزة على جوائز عالمية والمنتجعات الشاطئية الفاخرة والمنتجعات الجبلية والمخيمات الصحراوية.
وأوضح معاليه أن الوزارة تعمل جنبًا إلى جنب مع مكاتب المحافظين على تمكين المجتمعات المحلية، ما يضمن بقاء العرض السياحي في سلطنة عُمان أصيلًا ومستدامًا وشاملاً. ومن الأمثلة البارزة على ذلك قرية مسفاة العبريين الجبلية بولاية الحمراء التي أشادت بها منظمة السياحة العالمية، وولاية نزوى النابضة بالحياة في محافظة الداخلية.
وبشأن الاستدامة البيئية، أكد معاليه بأن جميع خطط التنمية السياحية تضع في الاعتبار الحفاظ على جمال عُمان الطبيعي وبيئتها البكر وكنوز التنوع البيولوجي. ولتحقيق هذه الغاية، تم وضع إطار قانوني وتنظيمي قوي لحماية الأصول الطبيعية السابقة.
وأشار معاليه إلى البنية الأساسية المتينة لتمكين الاستثمار مثل: صندوق مستقبل عُمان بقيمة 5.2 مليار دولار أمريكي وبنك التنمية، ما يسهم في دفع الاستثمار وتقديم الدعم المالي للمشاريع من جميع الأحجام بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف بأن جهاز الاستثمار العماني يدعم قطاع السياحة في سلطنة عُمان ويضيف المزيد من الزخم لمساهمته في تطوير السياحة من خلال صندوق التنمية الوطني.
أما بالنسبة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فقال معاليه بأن سلطنة عُمان تتمتع بسجل حافل من النجاحات على مدى أكثر من 25 عامًا في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث أنتجت أصولًا سياحية مثل: الموج مسقط بقيمة 3.5 مليارات دولار أمريكي، وجبل السيفة، وخليج مسقط، وهوانا صلالة.
وأوضح أن من أهم عوامل نجاح هذا المشروع شركة “عمران” – الشركة العمانية للتنمية السياحية – التي تشارك في مشاريع مشتركة مع مطورين محليين ودوليين لإنشاء وإدارة بعض الأصول السياحية الأكثر شهرة في سلطنة عُمان.
وأضاف بأن وزارة التراث والسياحة تعمل مع مجموعة متنوعة من الشركات المحلية التي تقدم منتجات وخدمات استثنائية لإثراء المشهد السياحي والثقافي، إذ تعمل حاليًا 6,529 شركة صغيرة ومتوسطة في مجال السياحة، وتتنوع هذه الشركات من التخييم إلى الفنادق إلى جانب مجموعة واسعة من مشاريع الخدمات والإمداد، وتعد الوازرة مشاركا نشطا في مجموعة من المنظمات الدولية بهدف تبادل المعرفة والخبرة، وتعزيز التعاون العالمي، وتعزيز عروض السياحة في سلطنة عمان والمساهمة في تطوير صناعة سياحة جيولوجية أكثر استدامة وشمولاً، كما تشارك سلطنة عُمان بانتظام في اللجان واجتماعات المجلس الوزاري للسياحة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة السياحة العربية، ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.