الاحتلال يواصل عدوانه رغم قرار مجلس الأمن .. غارات مكثفة ومعارك شرسة وإطلاق نار على حافلة إسرائيلية
وهج الخليج – العمانية
ربما يتبادر إلى الأذهان سؤال منطقي بشأن أهمية القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين الماضي والداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، في ظل عدم التزام إسرائيل به وإصرارها على المضي قدما في حربها حتى تحقيق “النصر الحاسم”، حسبما يقول مسؤولوها.
فمشاهد القتل والتدمير اليومية لم يطرأ عليها أي جديد بعد صدور القرار رقم 2728 . وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) استشهاد 10 أطفال بعد ساعات فقط من تمرير القرار.
ويضاف القرار الأحدث ، الذي تم تبنيه بموافقة 14 عضوا من أعضاء مجلس الأمن وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، إلى عشرات القرارات الصادرة عن المجلس والأمم المتحدة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتي لم تكترث بها تل أبيب.
وفي كل مرة تتحرك إسرائيل ولا تألوا جهدا لتنسيق مساعيها مع داعمتها الأولى ، الولايات المتحدة، لاستخدام حق النقض (فيتو) من أجل إجهاض أي محاولة أو تحرك في مجلس الأمن لإدانتها أو إلزامها بأي شيء، وكأنها تهتم بما يصدر عن المنظمات الدولية التي يفترض أنها تنظم العلاقات بين دول العالم.
ويرى مراقبون أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تقيم وزنا للأمم المتحدة وهيئاتها وتضرب عرض الحائط بما يصدر عنها من قرارات، وأن ما يروج له على أنه خلافات بين تل أبيب وواشنطن بسبب عدم استخدام الأخيرة حق الفيتو ، كما حدث في القرار الأخير، ما هو إلا توزيع للأدوار لم تخفه التصريحات الأمريكية التي خرجت لتؤكد فور صدور القرار على ثبات موقف واشنطن الداعم لإسرائيل وأن السماح بتمريره لا يعني تحولا في الموقف الأمريكي.
وبعد أن أسهب بعض المحللين في تفسير ملابسات تمرير القرار على أنه يجسد حجم الخلاف الأمريكي الإسرائيلي، مستشهدين بإلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن كان من المقرر أن يبحث بدائل اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة مع مسؤولين أمريكيين، خرج نتنياهو نفسه بتصريح الأربعاء ليوضح أن هذا القرار كان بمثابة رسالة موجهة لحماس بأن الضغط لن يجدي نفعا، ثم عاد ليتراجع وقرر إرسال الوفد إلى واشنطن.
وبينما يستهلك الوقت ويطول أمد الحرب، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لديها “أفكار عن بدائل” للعملية العسكرية في رفح “نثق أنها ستؤدي للقضاء على كتائب حماس هناك”، لتثبت الأيام أنه لا جديد على أرض الواقع، فالفلسطينيون يواجهون الموت إما برصاص الجيش الإسرائيلي، أو بفعل المجاعة التي باتت تنهش أجسادهم.
وأمام هذا الواقع الصادم ووسط تحذيرات دولية عدة من أن الفلسطينيين يواجهون وضعا كارثيا، باتت مصداقية الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي ككل على المحك ، وتتعالى الأصوات المنادية بإصلاحها كي تعبر بشكل حقيقي عن تطلعات الشعوب في عالم يسوده العدل والمساواة، وتطرح العديد من علامات الاستفهام عمن يتحكم في مصائر ومقدرات هذا العالم.
ويقول مراقبون أن التعامل الدولي مع العدوان الإسرائيلي على غزة أضاف دليلا جديدا على اختلال المعايير التي تحكم الهيئات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ويؤكد حتمية إتمام المخاض العسير الذي يمر به ميلاد نظام عالمي جديد، أساسه العدل والمساواة ولا تتحكم المادة في أركانه.
ميدانيا، يشهد قطاع غزة غارات جوية مكثفة ومعارك شرسة أسفرت عن ارتقاء 66 شهيدا خلال الليل بحسب حماس، في وقت أعادت حكومة بنيامين نتانياهو فتح الباب أمام مباحثات مع الحليف الأميركي بشأن هجوم بري محتمل على رفح.
وبموازاة ذلك، تحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مواجهات في بلدات عدة في الضفة الغربية المحتلة. وفي خان يونس، يشن الجنود عمليات في منطقة مستشفيي ناصر والأمل اللذين تفصل بينهما مسافة كيلومتر واحد. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق من هذا الأسبوع بخروج مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس عن الخدمة “بعد إجبار قوات الاحتلال طواقم المستشفى والجرحى على إخلائه وإغلاق مداخله بالسواتر الترابية”.
الى ذلك، أصيب ثلاثة أشخاص بينهم فتى الخميس عند تعرض مركبات بينها حافلة مدرسية إسرائيلية لإطلاق النار بالقرب من أريحا في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الإسعاف. وقال الجيش في بيان إن ملثماً أطلق النار من سلاح آلي على سيارتين وحافلتين قرب بلدة العوجا على بعد حوالى عشرة كيلومترات شمال مدينة أريحا الفلسطينية. وقال جهاز الإسعاف الإسرائيلي في بيان إن رجلا يبلغ من العمر 30 عاما أصيب بجروح خطرة في الهجوم، وأصيب كذلك رجل عمره 21 عاما وفتى عمره 13 عاما، بجروح طفيفة. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن إطلاق النار حصل بعيد السابعة صباحا. وأظهرت صور بثها التلفزيون الإسرائيلي آثار الرصاص على النوافذ المصفحة للحافلة. وأرسل الجيش تعزيزات إلى المنطقة وأغلق الطرق، فيما يجري البحث عن المهاجم، وفق بيان الجيش الذي لم يذكر تفاصيل عن هويات المصابين.