حماس ترحب بالفيتو الصيني الروسي ضد مشروع القرار الأميركي بشأن غزة
وهج الخليج – وكالات
أعربت حماس عن “تقديرها” لاستخدام الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي بشأن غزة في مجلس الأمن الدولي. وقالت الحركة الفلسطينية في بيان “نعرب عن تقديرنا لموقف روسيا والصين والجزائر الذين رفضوا المشروع الأميركي المنحاز للعدوان ضد شعبنا، وأكدوا على المطلب الإنساني والملح بالوقف الفوري لحرب الإبادة”.
وكانت روسيا والصين استخدمت الجمعة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفا “فوريا” لإطلاق النار في غزة ربطا بالإفراج عن الرهائن، في نصّ شبّهته موسكو بـ”نفاق” لا يسعى جديا لوقف المعارك المستمرة منذ أشهر.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفلد إن الفيتو المزدوج ليس “خبيثا فحسب”، بل “سخيف” أيضا. وأضافت “بكل بساطة لا ترغب روسيا والصين بالتصويت لصالح قرار صاغته الولايات المتحدة”، وأنهما تفضّلان رؤية الولايات المتحدة “تفشل” على حساب تحقيق المجلس “نجاحا”. ولوحت غرينفيلد باستخدام الفيتو لإسقاط مشروع آخر يدعو بشكل مباشر إلى “وقف فوري لإطلاق النار” سيتم طرحه للتصويت السبت.
ونال نصّ مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، ورفضته روسيا والصين والجزائر، بينما امتنعت غويانا عن التصويت. ورأى المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة لا تبذل أي جهود لكبح جماح إسرائيل، ساخرا من واشنطن لحديثها عن وقف لإطلاق النار بعدما “مُحيت غزة فعليا عن وجه الأرض”.
وأضاف “شهدنا مسرحية معتادة تنطوي على نفاق”، مؤكدا أن مشروع القرار الأميركي “مسيّس بشكل مبالغ فيه وهدفه الوحيد هو استرضاء الناخبين ورمي طعم لهم عبر الاشارة الى نوع من وقف إطلاق النار في غزة”.
وتضمن المشروع الأميركي كذلك إدانة “دعوات وزراء حكوميين إلى إعادة استيطان غزة ويرفض أي محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزة”، ويدين “كل الأعمال الإرهابية، بما فيها هجمات حماس في السابع من أكتوبر” ضد جنوب إسرائيل. ولم يسبق لمجلس الأمن أن أصدر قرارا يدين الهجمات التي أدت لاندلاع الحرب.
بعد هذا الرفض للنص الأميركي، سيتم طرح نص بديل يرعاه سبعة أعضاء غير دائمين في المجلس (الجزائر، مالطا، موزمبيق، غويانا، سلوفينيا، سيراليون، سويسرا) للتصويت السبت عند الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينتش، بحسب مصادر دبلوماسية. وهذا المشروع “يحض على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان” والافراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين، وفق النسخة التي اطلعت عليها فرانس برس.
وقال السفير الصيني جون تشانغ “إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن وقف إطلاق النار، فلتصوت لصالح المشروع الآخر”. لكن نظيرته الأميركية أبدت تحفظات، معتبرة أن هذا النص قد يعرض للخطر الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى اتفاق هدنة مقابل إطلاق سراح رهائن. وهي الحجة نفسها التي بررت بها واشنطن استعمالها الفيتو آخر مرة.
في المقابل، فشل المجلس في إصدار قرارات ذات طابع سياسي، في ظل الاستخدام المتبادل لحق النقض من قبل الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، أو لعدم نيلها العدد الكافي من الأصوات.
من جهته، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا تعكف على إعداد مشروع قرار آخر.