قبل الإنتخابات الرئاسية الجمعة .. إليك 5 محطات أساسية في حكم بوتين
وهج الخليج – وكالات
يمسك فلاديمير بوتين بالسلطة في روسيا منذ قرابة ربع قرن، في عهد مديد تخللته نزعات سلطوية، نزاعات عسكرية، وهيمنة سياسية لم تترك هامشا لمعارضيها، أكانوا حلفاء أم خصوما.
في ما يأتي أبرز خمس محطات في حكم بوتين (71 عاما)، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بين 15 مارس و17 منه، والتي ستمنحه دون شكّ ولاية جديدة من ستة أعوام:
ـ غرق الغواصة كورسك
بعد أشهر من وصوله الى الرئاسة، غرقت الغواصة النووية كورسك في الدائرة القطبية جراء حادث في أغسطس 2000.
وعلى رغم أن الغواصة كان على متنها طاقم مؤلف من 118 عنصرا، لم يقطع بوتين إجازته الصيفية، ولم يظهر الى العلن سوى بعد أربعة أيام ليؤكد أن الوضع تحت السيطرة.
لكن عندما بدأت السلطات لقاء عائلات أفراد الطاقم، ثارت ثائرة والدة أحدهم، وبدأت بالصراخ أمام عدسات وسائل الإعلام. لكن تقدمت منها امرأة تحمل إبرة حقنتها بها، قبل أن تخور قواها ويتم سحبها من القاعة.
وبعد أسبوع من الحادث، وافقت موسكو على الحصول على مساعدات أجنبية لكن بعد فوات الأوان، اذ قضى جميع أفراد الطاقم في حادث أضرّ بصورة بوتين.
ـ بيسلان
تحوّل بدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر 2004 الى مأساة بعدما قامت مجموعة من المسلحين الشيشان بمهاجمة مدرسة في بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية في القوقاز الروسي.
واحتجز خلال الهجوم أكثر من ألف شخص على مدى 50 ساعة في ظروف مروعة، قبل أن ينتهي بمأساة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل بينهم 186 طفلا.
تمّ تحميل المسؤولية عن هذا العدد الكبير من الضحايا لعملية الاقتحام التي نفّذتها القوات الروسية، مثلها مثل عملية احتجاز الرهائن في أحد مسارح موسكو قبل عامين من ذلك، والتي انتهت بسقوط 170 شخصا بينهم العديد من المدنيين الذين توفوا جراء تنشّقهم الغاز المخدّر الذي قامت قوات الأمن بضخّه في قنوات التهوئة.
لكن بوتين الذي كان يخوض منذ 1999 حرب الشيشان الثانية ضد المتمردين الانفصاليين والإسلاميين، اعتمد مقاربة القبضة الحديد، وهو ما ساهم في تعزيز شعبيته داخليا وبرّر العديد من الانتهاكات في القوقاز الروسي.
الا أن بوتين أقر بأن بيسلان ستبقى مصدر “ألم شخصي… مدى الحياة”.
ـ بداية خاطئة
بحلول 2008، بلغ بوتين الحد الأقصى المسموح دستوريا في منصب الرئيس (ولايتان متتاليتان من أربع سنوات)، ليعهد به الى دميتري مدفيديف، ويتولى هو منصب رئيس الوزراء.
في أواخر العام 2011، تشهد موسكو تظاهرات غير مسبوقة احتجاجا على مخالفات في الانتخابات البرلمانية والعودة المرجحة لبوتين الى الرئاسة.
الا أن ذلك لم يحل دون عودته الى تسيّد الكرملين في ربيع 2012، وشروعه في ولاية جديدة طبعها تشديد قمعي لن تتراجع حدته على مدى الأعوام اللاحقة.
وأشرف بوتين في 2020 على تعديل دستوري يتيح له البقاء في السلطة نظريا حتى 2036 حين سيكون بلغ الرابعة والثمانين من العمر.
ـ هجوم على أوكرانيا
استضافت مدينة سوتشي الروسية عام 2014 دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، ما أتاح لها استعادة مكانة دولية مرموقة. لكن هذه اللحظة لم تدم طويلا. فبعد شهر من ذلك، ردّت روسيا على ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا المجاورة بضمّ شبه جزيرة القرم، ودعم تحركات انفصالية مؤيدة لموسكو في شرق البلاد.
أثار ذلك توترات مع الدول الغربية التي بدأت بفرض عقوبات على روسيا.
بعد ثماني أعوام من المواجهات بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، اجتاح الجيش الروسي أوكرانيا في فبراير 2022، وقام بضمّ أربع مناطق يحتلها بشكل جزئي.
ـ تمرّد فاغنر
في يونيو 2023، قاد يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة المرتزقة التي تحمل اسمه، تمرّدا فاشلا على القيادة العسكرية في موسكو، بعدما اتهم قادة الجيش بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا.
سيطر عناصر المجموعة على مراكز عسكرية في جنوب روسيا، وبدأوا التقدم في اتجاه الوسط وموسكو.
وعلى رغم أن هذا التمرد انتهى في أقل من 24 ساعة، الا أنه كان بمثابة التهديد الأبرز لحكم بوتين، خصوصا وأنه أتى من قبل شخص كان يعدّ مقرّبا منه، وبات على رأس مجموعة مسلحة تشارك في نزاعات حول العالم، من أوكرانيا الى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وانتهى التمرد باتفاق يتيح لبريغوجين وعناصره الانتقال الى بيلاروس وكفّ أي ملاحقات قضائية بحقهم في روسيا.
وبعد شهرين، قضى بريغوجين في حادث تحطم طائرة قرب موسكو لم تتضح ملابساته الكاملة. ونفى الكرملين أي ضلوع له في الحادث، بينما التحق العديد من عناصر فاغنر بالجيش.