في زمن السوشيال ميديا .. هل أصبح التصوير نقمة؟
وهج الخليج – كتبت سحر العامرية
مع تقدم التكنولوجيا من حولنا، نرى تطورا غير مسبوقا في عالم التصوير والتقنيات المستخدمة في ذلك من كاميرات وهواتف ذكية وخلافه..، ومايصاحبها من منصات عديدة للنشر والتوثيق وأقصد هنا وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها التي تنقل لنا مئات الصور ومقاطع الفيديو الحية المباشرة في زمن قياسي.
وعندما أتصفح تلك المنصات يذهلني جمال بعض الصور كوني محبة لعالم الفن والتصوير ، فيما تشعرني غيرها بالضيق والآلم جراء اقتحامها لحياة الناس وخصوصياتهم وعدم احترامها لمشاعرهم. وهنا اتساءل هل أصبح التصوير وتقنياته في زمن “السوشيال ميديا” نقمة ؟
في رأيي لم تصبح مهنة التصوير خاصة للمحترفين فقط بل تعتبر مهنة لمن ليس له مهنة، فمع تطور عالم التصوير وارتباطه بتقدم التكنولوجيا، أصبحنا في غنى عن بصمات محترفة وصادقة للصورة، فالجميع يتناقلها دون البحث والعناء عن حقيقتها، وبدل من كونها تحمل ذكرى وتوثيق لحدث معين، تكون مجرد شائعة يعتبرها الكثيرون حقيقة، لتمتزج الحقائق وتتداخل وينتج عنها تشويه للمجتمعات.
ومع الوصول لحقيقة أن التصوير قد يكون نعمة ونقمة في الوقت ذاته، وجب التحذير من الوقوع في فخ الصحافة الصفراء ومايتبعها من أدوات للنشر كالسوشيال ميديا وماتحمله من صور ومقاطع فيديو مفبركة ليس لها أهداف سوى اقتحام خصوصيات الناس وفضحهم على الملأ وتصويرهم في مواقف ومواضع غير محببة وهو ما تم تجريمه في القانون العماني في المادة “١٦” من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذي يشير إلى إنه «يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عماني ولا تزيد على خمسة آلاف ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات كالهواتف النقالة المزودة بآلة تصوير في الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة أو العائلية للأفراد، وذلك بالتقاط صور أو نشر أخبار أو تسجيلات صوتية أو مرئية تتصل بها ولو كانت صحيحة أو في التعدي على الغير بالسب أو القذف».
ليس ذلك فقط فمع اساءة البعض لاستخدام التقنيات الحديثة في التصوير، يتسبب في خرق العادات والتقاليد الأصيلة التي تربينا ونشأنا عليها، فلا تحيدوا عن استخدام الصورة في توثيق ونقل الحقائق وتخليد الذكريات واللحظات الجميلة