سماحة الشيخ الخليلي : عجبت من الغرور كم يدفع بصاحبه إلى السقوط في مهاوي الهلكة
وهج الخليج – مسقط
قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي ” اكس ” :
عجبت من الغرور كم يدفع بصاحبه إلى السقوط في مهاوي الهلكة، والعياذ بالله فكأين رأينا مغرورا دفعه غروره إلى التجرؤ على آيات الله يتلاعب بها كما يملي عليه هواه فيتقول على الله بما توعد به الله تعالى أعظم الوعيد من هو صفوته من خلقه وخيرته من عباده لو وقع في شيء من ذلك – حاشاه – ؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مَنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ الحاقة : ٤٤ – ٤٧، فقد رأينا من هؤلاء من أسرف في التلاعب بالقرآن، حتى أنه أتى بما يثير سخرية الناس منه حتى الحمقى والمجانين بله العقلاء المفكرين كدعواه بأن الجنة التي أدخلها الذي جاء من أقصى المدينة يسعى لنصح قومه بأن يتبعوا بالمرسلين هي بستان في الدنيا فقط وليست هي جنة الخلد وكيف تكون هي جنة دنيوية بستانا أو حديقة ذات زرع مع أن الله تعالى ذكر في هذا السياق أنه قال بعد ما أمر بدخولها : ﴿ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ يس: ٢٦ – ٢٧؛ فليت شعري هل المغفرة والإكرام العباد الله الصالحين يتحققان بمكافأتهم بإدخالهم جنة دنيوية ؟! ولو كان الأمر كما زعم هذا المغرور لما كان وجه لتمني هذا العبد الصالح أن يعلم قومه بمغفرة الله له وجعله من المكرمين، فإن العبد مهما أوتي في الدنيا لا يصل بذلك إلى اليقين بأنه غفر له وأنه مكرم عند الله، فكم الذين أوتوا في الدنيا من الجنات والعيون جزاؤهم عند الله تعالى لعنته وعذابه، لا مغفرته وإكرامه، وإنما أوتوا ما أوتوه استدراجا، كما قال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ومن أولئك فرعون وآله الذين قال الله فيهم: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) على أنه لو كانت تلك جنة دنيوية؛ فيا ترى كيف يخفى ذلك على قومه حتى يتمنى علمهم به ؟! وما هذه إلا واحده من طاماته الكبرى، نعوذ بالله من الغرور ومما يؤدي إليه من ضلال العقل وسوء المصير، فحسبنا أن الله تعالى قرن بين التقول عليه وبين الشرك به في قوله : ﴿ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ الأعراف: ٣٣.