الدقم .. طموح عُماني شارف على الوصول ومسيرة جعلت من المستحيل ممكن
وهج الخليج – مسقط
هي إرث تاريخي تحمل في طياتها تفاصيل الحداثة، وبين اليوم والأمس، علامات تفرعت حتى بانت ملامحها للعالم أجمع، وتساؤلات أثارت البعيد والقريب والإجابة واحدة هي الدقم.
هنا تجد أسئلة أجوبتها بين السطور، أولها لماذا الدقم؟
هل تساءلت يوماً لماذا الدقم، والمعنى الذي يحمله هذا الاسم؟ في المعجم اللغوي يشير معنى كلمة الدقم إلى مقدمة الشيء، ويُقال الدقم أي دفعه حتى كسر أسنانه في حين أن معنى الدقم في اللهجة العمانية الفتحة في مقدمة الشيء وهذا هو الحال بالنسبة لساحل الدقم المتربع على عرش البر على بحر العرب.
جاءت الدقم محملة بأهمية جيوسياسية وميزات اقتصادية ومناخية وغذائية كونها تقع على الساحل الشرقي لسلطنة عمان في محافظة الوسطى، تجاورها ولاية محوت من جهة الشمال وولاية الجازر من جهة الجنوب ومن الغرب ولاية هيماء التي كانت تابعة لها سابقاً وانفصلت عنها وفق مرسوم سلطاني عام 1991م، الأمر الذي يجعلها بقعة استثنائية مهمة.
لماذا نتحدث عن الدقم؟
مسيرة الدقم مسيرة طويلة محفوفة بالعوامل الاستثنائية والاهتمام السامي وحازت على اهتمام عربي وعالمي، وعليه:
الأرض والحياة
في الدقم ستشاهد معالم الأرض بما تحويه من شواطئ ورمال ناعمة وصخور مثل تلك المتواجدة في حديقة الصخور التي تعد قيمة جيولوجية عالية المستوى واتفاق طبيعي منذ ما يقارب 46 مليون عام حيث اتفقت الرياح والمياه والعوامل الطبيعية الأخرى أن تضع بصمتها لتكون أحد الكنوز العمانية الفريدة، والجبال المطلة على بحر العرب مثل رأس مدركة ورأس مركز. في المقابل، الحداثة صنعت لنفسها مكاناً وسط الحضور الطبيعي والبيئي الضخم فتجد الأنشطة والاستثمارات السياحية مثل تواجد الفنادق والمؤسسات التعليمية وغيرها من العوامل التي وجدت حتى تصنع التكافؤ المطلوب، هنا نذكر شيء من التفصيل:
نظرة بحرية
هناك فقط ستجد أن لكل وجهة بحرية نظرة خاصة بها، نظرة يرى من خلالها العالم، فشاطئ شوير يعكس لك بمياهه الزرقاء النقية جمالية التفاصيل البحرية وهو يعد أبرز الشواطئ يبعد عن الولاية 20 كم. وشاطئ نفون يسنح لك فرصة مشاهدة البط أحمر الرأس عبر أرض مرتفعة صخرية أما رأس الحمر يعد علامة جيولوجية كونه لسان جبلي تقربه العديد من الحفريات القديمة التي تعود لملايين السنين.
نظرة عمرانية
شهدت منطقة الدقم إنشاء جملة من المشاريع التي ترجمت الإرادة السامية في جعل هذه المنطقة الأقوى على الصعيدين العربي والعالمي منها تدشين مطار دولي، وإنشاء حوض جاف لصيانة السفن، فضلاً عن بناء وتنفيذ مجموعة من الفنادق حيث تملك الدقم اليوم أكثر من 12 خيارا فندقيا متعدد الفئات من أربعة نجوم وأقل والتي تعتمد بطبيعة الحال أيضاَ على الخدمات المقدمة والإطلالة، بالإضافة إلى إنشاء الطرق المزدوجة. إلى جانب، مجموعة واسعه من المناطق الاستثمارية مثل ميناء الدقم الذي يعد بوابة تفتح على خطوط الملاحة العالمية والأسواق الإفريقية والآسيوية حيث يتألف من ثلاث أرصفة وهي: الرصيف التجاري، الرصيف الحكومي، رصيف المواد السائلة والسائبة. ويعد الرصيف الحكومي هو الأول من نوعه في الموانئ العمانية ويعد من أهم المرافق الأمنية بميناء الدقم. إضافة إلى المنطقة الصناعية بالدقم، ومنطقة الصناعات المتوسطة، ومنطقة الصناعات الخفيفة. لا يقتصر العمران على إنشاء المشاريع الاستثمارية وحسب بل يمتد إلى إنشاء المؤسسات التعليمية والخدمية التي من شأنها توفير سبل الراحة للمقيمين والعاملين في تلك المنطقة الأمر الذي يعكس البعد المستقبلي الذي يرسمه المسؤولون.
جملة من الأسئلة وجدت لها الدقم الإجابة من أرض صنعت من قيمتها قوة ينظر لها البعيد قبل القريب، هي طموح عماني شارف على الوصول ومسيرة جعلت من المستحيل ممكنا، فماذا بعد؟