فاقد الشيء لا يعطيه!
بقلم: مهرة الرئيسي
ليس عندي من المعرفة في الشأن الرياضي إلا القليل، مثل أسماء اللاعبين اللذين سجلوا أهدافاً في مباراة حاسمة أو لاعب لم يكن أدائه بالمستوى المطلوب فأصبح اسمه متصدراً في وسائل التواصل الاجتماعي وسط غضب وسخط كبير وخلافه..
وبين هذا وذاك، حقيقة واحدة مفادها أن الإعلام الرياضي أداة مهمة جدا للتثقيف بكل ما تحتويه من معاني وكل ماتختص به من حقائق ومعلومات وتطورات وانتكاسات وإنجازات في عالم الرياضة الكبير.
إن ما يحدث اليوم في الإعلام الرياضي العماني هو سيناريو يتكرر عند كل حدث رياضي هام، بل هو مشهد أصبح مألوفاً وبإمكان أي شخص تخمين نهايته! وكما نعلم أن الجمهور العماني هو جمهور حساس إزاء كل ما يتعلق بكيانه وهويته حتى في الرياضة كوننا نقول “المنتخب الوطني”، بالتالي هو عائد إليه، لذلك من الطبيعي أن يبدي ردة فعل قوية سواء بالشكل السلبي أو الإيجابي، ولكن من غير الطبيعي ألا يتم أخذ آراء ومقترحات هذا الجمهور الذي دائماً يكون حاضراً في كل مباراة بعين الاعتبار! خاصة في ظل حضور صوت قوي من الشارع العماني الذي أصبح على مستوى عالي من الثقافة ويمتلك نظرة ثاقبة لكل ما يطرح ويحدث وأصبح ينتقد بشكل مباشر وواضح بشكل لا يمكن تجاهله، فعملية الأخذ بآراء ومقترحات الجمهور يجب أن تتم على أساس موزون بما يسهم في سد الثغرات الموجودة وبالتالي التطوير والتمكين وليس بطريقة عشوائية ومبعثرة.
إن دفع عجلة الرياضة العمانية ليس بالأمر الصعب وغير الممكن، فنحن نتحدث عن أرض وجمهور تجري في دمه كرة القدم، وفي هذا السياق نحن بحاجة إلى إعادة النظر في الأساس، فالأعمدة القوية بحاجة إلى أساس قوي حتى تبقى صامدة مع مرور الوقت، ومفهوم هذه القوة يكمن في عدة نقاط منها التعيين الصحيح للأشخاص وتطبيق مقولة “الشخص المناسب في المكان المناسب”، وجعل الشباب شريك في عملية صنع القرار من خلال الاستماع إلى آرائه وأفكاره.
كما ينبغي من الناحية الإعلامية إنشاء حزمة من البرامج الرياضية التي من شأنها رفع سقف المحتوى المطروح عبر التحليل العميق للمشهد الرياضي وفهم عناصر القوة والضعف بطريقة تضيف للمستمع والمشاهد خلفية رياضية وتشبع المهتمين بالرياضة العمانية بل وتستخدم هذه البرامج كمرجع فيما بعد للدراسات والأبحاث التي تعمل في ذات المجال.
كما لا ننسى أن عملية الرقابة والتقييم الدوري المستمر مهمة على كافة الأصعدة وتمارس في كافة المجالات ولعل المجال الرياضي أحد تلك المجالات لأن التقييم المستمر يعطي رؤية عميقة للمستقبل عبر معرفة جوانب التطوير ومكامن القوة والضعف وبالتالي يسهل من عملية الأداء ويسهل في وضع خطة رياضية للاعبين، حتى يتسنى لنا الوصول إلى مراحل متقدمة في عالم الرياضة.