الجلوس على العرش بين الألم والأمل والرجاء
بقلم: منى المعولي
ما بين وجع سكن خافق الروح، وبيان رثاء هز الوجدان “رحل مؤسس نهضة عمان” ، ونحن الذين كنا نصلي ونلهج بالدعاء على مدى أشهر طويلة كلما لاحت إلى آفاق التواصل إشاعة مشؤمة تتنبأ بالحدث الذي كنا متيقنيين إنه لابد حاصل، غير أن الآمال لا تتبارز مع الأقدار؛ ولأن الأقدار غالبة بإرادة الله، نعم لقد رحل قابوس عمان، لا أحد ينكر إن العمانيين كانوا في قلق، كانت ما تزال الرؤية ضبابية، غير أن ما يخفف سواد المشهد أنهم كانوا يثقون في حكمة الراحل طيب الله ثراه، وبين وجع الرحيل وتخمينات التنصيب تخالطت المشاعر وانشغلت الأفئدة
لكن ليل القلق وبرغم ذبول الخواطر لم يطل، وأشرقت شمس عمان من جديد، لقد اختاره العرش ولم يسعَ إليه، وجاءه الحكم ولم يذهب إليه.
إنه مجدد نهضة عمان وقائد مسيرتها في أصعب الظروف الاقتصادية، أخذ يمخر بها عباب الصبر وأتون الديون وسنوات أخيرة مضت كانت عمان بسبب مرض الراحل العزيز تعاني ما تعانيه وتتألم معه ولكن بطريقة مختلفة.
مضت الأيام وانقضت ثلاثة أعوام، ويوم عن يوم نزداد فرحاً ونتيقن إنه الفرج، وإن عمان من خطوب الدهر تتعافى بخير
تخطو البلاد بثبات والآمال معقودة أنها ستصبح كما يتمناها العمانيون، وكما يخطط لها سلطانها الحكيم دولة يتحقق فيها العدل والمساواة وتزدهر اقتصاديا وتكون منارة للعلم والفكر والتكنولوجيا.
لقد تحقق الكثير في فترة زمنية قياسية، وكأننا كنا على موعد لايستكين مع الانتظار، لأن قائد المسيرة بنظرته البعيدة الثاقبة يدرك أنه زمن تحقيق الإنجازات على أرض الواقع، وهذا ما تحقق في غضون أعوام قليلة، شمل الإنسان قبل الحجر، ونظر إلى صون عيشه وكرامته ورفاهيته وأعاد هيكلة مؤسسات الدولة، وبحث أينما تكون الفرص لرفع مستوى الاقتصاد وإلقاء كاهل الدين، وللتو التقط الوطن أنفاسه.
ولاهتمام جلالته – حفظه الله – بعنصر الحوكمة والرقابة ومكافحة الفساد في إشارة لحساسية هذا الأمر بالمستقبل العماني؛ فأصبحنا اليوم شركاء ومطلعين من خلال تقرير المجتمع الذي ينشر بشفافية عالية، تجعلنا مطمئنين من تفعيل أدوات الرقابة، وبالتالي إذكاء المحاسبة، كما يترائى أمام عينيّ تقرير الإدعاء العام الأخير حيث تتحقق الرؤى السلطانية في محاربة الفساد والفاسدين
عين جلالته كفاءات استطعنا من خلالها أن نتلمس التغيير الذي حدث، فالقطاع الصحي أيضا يضاهي بكفائته ويقود قيادة التغيير بخطوات ثابتة وخطط مرسومة تجعلنا نحن القريبون من هذا القطاع نشعر بالتفاؤل إننا ماضون وفق ما يرسمه ربان هذا الوطن.
وهاهي الدقم بثوب اقتصادها الأخضر ترسم لوحة جديدة في الاقتصاد العماني الفتي وتدشن مرحلة جديدة في حفظ البيئة والحياد الكربوني وهانحن نراها مستقبل عمان الصاعد.
لا يسع المجال لذكر كل مثال على حدة، فمؤسسات الدولة ورجالها جميعا خلف قائدهم ماضون بلا كلل.
إن النهج المتزن في إدارة شؤون عمان، وكل ما تحقق خلال الثلاثة أعوام الماضية
لا شك بأنه جدير بأن يحقق مبتغى الغد وطموحات الأمة التواقة لاستعادة تاريخها الزاهر .
نعم إنه عهد الهيثم المعظم