2023 .. عام ازدهار الطاقة في سلطنة عمان والتوقيع على مشروعات لإنتاج الهيدروجين وصفقات الغاز المسال
وهج الخليج – مسقط
شهد قطاع الطاقة في سلطنة عمان خلال عام 2023، نشاطًا مكثفًا في عقد المزيد من صفقات تصدير الغاز المسال، والتوقيع على تنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين النظيف. ويأتي ذلك مع سعي سلطنة عمان إلى تصدُّر موقع متقدم في تجارة الهيدروجين الأخضر، لتضع مخططًا ومستهدفات حتى عام 2050، ما جعل المؤسسات الدولية تضعها في مرتبة متقدمة عربيًا وعالميًا في هذا المجال، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة في موقعها الإلكتروني.
وقد نجح قطاع الطاقة في سلطنة عمان بتوقيع العديد من صفقات الغاز المسال خلال العام 2023، غلب عليها العقود طويلة الأجل، لتنجح في تأمين بيع ذلك الوقود على مدة زمنية تتراوح ما بين 4 و10 سنوات.
ووُقّعت الصفقة الأولى بين الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة شل “Shell” العالمية متعددة الجنسيات التي تضمّنت تصدير 0.8 مليون طن متري سنويًا لمدة 10 سنوات تبدأ من 2025. كما وقّعت الشركة العمانية للغاز المسال خلال يناير 2023، صفقة لتصدير 800 ألف طن متري سنويًا من الغاز المسال إلى شركة “بي تي تي العامة المحدودة” التايلاندية، لمدة 9 سنوات بداية من عام 2026. ووقعت كذلك صفقة مدتها 10 سنوات مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، تتضمّن تصدير 800 ألف طن متري سنويًا من الغاز المسال، بداية من عام 2025. بينما وقّعت الشركة العمانية رابع صفقاتها خلال الشهر الأول من عام 2023 مع شركة بوتاش التركية، وتتضمّن تصدير 1.4 مليار متر مكعب (مليون طن سنويًا) من الغاز العماني على مدار 10 سنوات تبدأ من عام 2025.
وفي شهر فبراير وقّع قطاع الطاقة في سلطنة عمان خامس اتفاقية خلال عام 2023، وتضمّنت تصدير مليون طن متري سنويًا إلى شركة “يونيبك” الصينية لمدة 4 سنوات تبدأ من عام 2025. وجاءت الاتفاقية السادسة لقطاع الطاقة في سلطنة عمان خلال العام مع دولة بنجلاديش، وتتضمّن تصدير ما بين 0.25 مليونًا و1.5 مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات تبدأ من عام 2026 حتى 2035. ووُقِّعت الصفقة بين شركة النفط والغاز البنجلاديشية المملوكة للدولة “بتروبانغلا”، وشركة عمان للتجارة الدولية المملوكة لمجموعة الطاقة العمانية “أوكيو”.
وشهد أغسطس المنصرم توقيع قطاع الطاقة في سلطنة عمان الصفقة الثامنة للبلاد، التي كانت بين الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة “سيفي” الألمانية، ونصت على تصدير نحو 0.4 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا لمدة 4 سنوات بداية من عام 2026. وشهد كذلك الشهر نفسه توقيع الشركة العمانية اتفاقية لتصدير 0.8 مليون طن متري من الغاز المسال سنويًا إلى شركة شل العالمية لمدة 10 سنوات تبدأ من عام 2025، وهي الصفقة التاسعة لعمان خلال 2023. بينما وقّعت عمان الصفقة العاشرة في نوفمبر 2023، وتضمنت تصدير إجمالي مليون طن متري سنويًا إلى شركة النفط البريطانية “بي بي” لمدة 9 سنوات تبدأ في عام 2026.
وعلى صعيد الهيدروجين، فقد شهد قطاع الطاقة في سلطنة عمان تحركات مكثفة على في ظل استهدافها إنتاج 1.25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، لتصعد بحلول عام 2040 إلى 3.75 مليون طن، ثم إلى 8.50 مليون طن بحلول عام 2050. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن تكون عمان سادس أكبر مصدر للهيدروجين عالميًا، لتتصدّر منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030، ولكن بشرط تنفيذ سلطنة عمان إستراتيجيتها ومستهدفاتها بصورة صحيحة. وترى الوكالة الدولية، أن البلاد بحاجة إلى توفير 50 تيراواط/ساعة من الكهرباء المولدة عبر مصادر الطاقة المتجددة، لتحقيق هدف إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030. كما وضع تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي سلطنة عمان بالمركز الثالث على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من حيث الفرص والإمكانات العالمية لمشروعات الهيدروجين.
ومن أبرز ما شهدته خريطة مشروعات الهيدروجين في عمان خلال 2023، انضمام شركة شل العالمية ـ بناءً على اتفاقية موقعة مع شركة أوكيو العمانية ـ إلى تحالف مشروع عمان للطاقة الخضراء، بعد استحواذها على حصة تبلغ 35%، لتكون شريكة تشغيلية رئيسة. ويهدف المشروع، الذي أطلق عام 2018، إلى إنتاج نحو 1.8 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما وقّعت سلطنة عمان 6 اتفاقيات مع مطورين من 9 دول باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، ويصل عمر تلك الاتفاقيات إلى 47 عامًا، موزعة ما بين 7 سنوات للتطوير والإنشاء و40 سنة للتشغيل، وبسعة تصل إلى 15 غيغاواط من الكهرباء. ووقّعت الاتفاقيات مع بلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة واليابان وسنغافورة وألمانيا والهند والكويت والإمارات، ومن المقرر أن تنفذ المشروعات الموقعة مع الدول الـ9 في محافظتي الوسطى وظفار. وشهد عام 2023 كذلك، توقيع شركة هيدروجين عمان “هايدروم” أول 3 اتفاقيات لها بقطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر منذ تأسيسها في عام 2022، كانت ما بين الحصول على حق انتفاع أراضٍ لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر وإنتاجه. وكان من أبرز تلك الاتفاقيات، توقيع “هايدروم” اتفاقيتين لإنتاج 250 كيلوطنًا متريًا من الهيدروجين الأخضر في محافظة الوسطى، ويعني ذلك توليد 6.5 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة، بتكلفة استثمارية للاتفاقيتين الموقعتين مع تحالفي “بوسكو-إنجي” و”هايبورت الدقم” نحو 10 مليارات دولار.
كما نجحت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة في توقيع 4 اتفاقيات لإنتاج مشتقات الهيدروجين الأخضر، ومنها اتفاقية حق انتفاع مع تحالف “هايبورت الدقم” في منطقة الدقم، بهدف توليد الكهرباء بقدرات 250 و500 ميغاواط، عبر الطاقة الشمسية والرياح، لتحويلها إلى مشتقات الهيدروجين.