اللُطف الخفي

بقلم: أحمد بن درويش الهادي

من أعظم النعم والأفضال العظيمة من الله تعالى لعباده هي نعمة الستر ، فكم من الذنوب والخطايا والمعاصي التي سترها الله عنا ، فعلينا أن نستشعر قيمة هذه المعاني ونتذكر هذه النعم ونشكرها بالقول والعمل ، جاء الإسلام وحثّ على أهمية ستر الإنسان لنفسه وغيره، وأن لا ينشر ويخبر غيره بما فعل ورأى أو سمع ، يقول النبي ﷺ : (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، فعندما يقع الإنسان في ذنب أو معصيه فليتب إلى الله توبةً نصوحا، ولا يخبر أحد، ويحرص على أن لا يعود إلى المعصية.

فعلينا جميعاً أن نستشعر ونقدر قيمة هذه الأخلاق الطيبة وأن نستثمر قيمة هذا الجزاء العظيم ، فجزاء ستر المسلم لأخيه هو أن يستره الله في الدنيا والآخرة ، بل أمتد حرص الإسلام للتنبية الشديد بعدم المجاهرة بالمعصية يقول سبحانه وتعالى :{ إِنَّ ٱلَّذِینَ یُحِبُّونَ أَن تَشِیعَ ٱلۡفَـٰحِشَةُ فِی ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ }

و للأسف الشديد تنتشر الكثير من الصور و المقاطع الصوتيه و الفيديوهات التي تخدش الحياة و المروءة، بل بعضها تجاوزت الفطرة السليمة والستر ، مقاطع وصور كانت يجب أن لا تتناقل ولا تتداول وتنتشر بين الناس،والمُحزن أنها تنتشر بصورة سريعة وبعضها تجاوز حدود الدُول والبُلدان، تأتيك من الشرق و الغرب ، بل البعض منها أصبحت الأعلى إنتشاراً ، لماذا كل هذا؟! لأن هناك أخلاق حسنة و قيم عُليا غابت عن الكثير من الناس مثل الستر والعفة ، بل حتى بعض وسائل الإعلام فقدت الإتزان المهني وأصبحت تنشر ما لا ينبغي نشره ،وهناك بعض القنوات و الصفحات في بعض وسائل التواصل تنشر المحتوى الهابط، مثل شاهد سقوط فستان فلانه، و الأعجب من هذا من يقول شاهد قبل الحذف .

لا يغرك ما يفعل غيرك ولا تهتم ، انتبه لنفسك وكن من أهل الستر ،واجعل رضى الله هو هدفك الأسمى،واحرص على عدم نشر الصور و المقاطع الصوتيه و الفيديوهات التي تفضح غيرك و التي لا ينبغي نشرها وتؤثر على الأخلاق والفطرة السليمة ،وانشغل بنفسك وراعي حقوق المسلمين ،وكن دائم الشكر والذكر لله أنه عافاك ، وتذكر دائمًا قول الله تعالى 🙁 وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ }، لا أحد يستطيع أن يحصي نعم الله عليه، ونعمة الستر من أعظم النعم، فعلى المسلم أن يحرص على عدم إيذاء الناس والابتعاد عن غيبتهم و التجسس عليهم و تتبع عوراتهم وزلاتهم.

فما أعظم نعمة الستر والعفة والأفضال العظيمة من الله، اللهم لك الحمد على سترك بعد علمك،ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك،ولك الحمد على ما تفضلت به من جميل أفعالك،ولك الحمد بما غفرت من قبيح أفعالنا ،اللهم أدم علينا سترك وعفوك ومغفرتك ، اللهم اغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.