“فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون” .. معرض تشكيلي جماعي في سلطنة عمّان
وهج الخليج – العمانية
يحتضن جاليري رؤى للفنون معرضاً تشكيلياً جماعياً بعنوان “فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون”، يشتمل على باقة من الأعمال التي تنتمي إلى مدارس فنية متنوعة ونُفذت بتقنيات متعددة تبعاً لخصوصية تجربة كل فنان وطبيعة اشتغالاته.
يشارك في المعرض فنانون وفنانات من بينهم: جهاد العامري، وداليا علي، ورائد قطناني، وعثمان شهاب، وعماد أبو اشتية، وغازي انعيم، وكوثر دمق، ومحمد العامري، ونصر عبد العزيز. كما تُعرَض فيه أعمال لفنانين راحلين من بينهم: نذير نبعة، وأحمد نعواس، ومصطفى الحلاج، وعبد الحي مسلم، وعدنان يحيى.
ويستخدم جهاد العامري في إنتاج أعماله الجرافيكية تقنيات الحفر والطباعة على مواد مثل الزنك والخشب والشاشة الحريرية والحجر، فضلاً عن اعتماده تقنيةً رائدة في مجال الطباعة على الأعمال المرسومة بالزيت، مع التركيز على إظهار الجانب الروحاني للمكان من خلال استرجاع طقوس المكان، والاعتناء بالحرف العربي.
وتصوّر داليا علي مشاهد نابضة في الحياة للمدن الفلسطينية، وتستخدم في بناء اللوحة وتكوينها أسلوباً معمارياً يأخذ بعين الاعتبار توزيع الكتل وطبقاتها المبنية بناءً هندسياً، والمطعّمة برموز تدل على الحضارة الفلسطينية وتحتفي بها.
وتتجه أعمال رائد قطناني إلى المزج بين الواقعية والمفاهيمية والرمزية والتركيز على عمق المأساة الفلسطينية، لذا تحتشد بالتفاصيل، وتتنوع الألوان فيها، بينما يستلهم الفنان خطوطها من الحروف العربية ومن قصائد عن فلسطين لشعراء مكرسين، كما يضمّن لوحاته مقاطع من ترويدات غنائية وأغانٍ وطنية.
وتتجلى مفردات المكان في لوحات عثمان شهاب لتعبّر عن قضايا إنسانية عميقة، تتعلق بحقوق الإنسان، ومفاهيم العدل والمساواة والسلام.. ويمكن وصف الأسلوب الفني لشهاب بأنه يمزج بين الحداثة في التشكيل والحفاظ على المبادئ الأساسية في الرسم والتلوين، لذا يلجأ إلى استخدام خامات عدة وتقنيات متنوعة لإنتاج أعماله.
من جانبه، يقدم عماد أبو اشتيه لوحات تحتفي بالذاكرة الفلسطينية التراثية، سواء بالمكان أو الإنسان، وهو يحتفي بمفردة المرأة الفلسطينية التي تتجلى مثل رمز للوطن. ويتكرر هذا التوجه عند غازي انعيم الذي ينشر على سطح لوحاته “موتفيات” تعكس خصوصية الحضارة الفلسطينية بمكوناتها المتنوعة كاللباس والحلي والأدوات الشعبية والتمائم، وتوثق الطرز المعمارية للبيوت كالأقواس والقناطر والشرفات، وتستحضر جماليات الأماكن المقدسة في فلسطين.
أما كوثر دمق فتقترب أعمالها من التجريدية، حيث اللوحة المشظاة بالكتل اللونية والخطوط، وهو ما نراه كذلك في أعمال التشكيلي محمد العامري، حيث يتحول السطح إلى وسيط بصري ممتلئ بالتشكيلات والألوان التي تمنح المتلقي مساحة من التأويل والقراءة الفنية.
وتتجه أعمال التشكيلي نصر عبد العزيز لتؤسس لغة بصرية تستند إلى الواقع وتنهل من مفردات الحياة الشعبية، حيث تحفل أسطحه بعناصر الطيور والصبار والقمر والذئاب والأبواب والمرايا وأدوات التجميل والنوافذ.. ولكل منها رمزيته التي تشير إلى قضية إنسانية محددة، كما تتبوأ المرأة بلباسها الشعبي المطرز وحليها التراثية مركزاً مهمًّا في أعماله، وهو يرسمها ليعبّر عن حالات من الحزن والانكسار والضعف أحياناً، ومن القوة والتمرد والصمود أحيناً أخرى.
أما الأعمال التي عُرضت للراحلين من رواد الفن التشكيلي، فهي تؤكد على الأسلوب الخاص الذي اتبعه عبد الحي مسلم وأمْلَته عليه المادة التي ظل وفياً لها، والمكوّنة من مزج نشارة الخشب بالغراء ثم حفر الأشكال على السطح لتبدو نافرة. وتجسد أعماله طقوس الحياة الفلسطينية بكل ما فيها من تفاصيل. ومثلها اعتنت أعمال نذير نبعة بالألوان التي تملأ السطح مركّزةً على تشكيلات مستوحاة من المكان الفلسطيني المقدس وتحتفي بالإنسان وبخاصة المرأة.
وتقدم أعمال عدنان يحيى إدانة واضحة للاحتلال من خلال أعمال رمزية تشير إلى الخراب الذي يُحْدثه أينما حلّ، وهو ما صوّره كذلك أحمد نعواش عبر أعمال تقدم الإنسان على أنه كيان مشظّى أو مشوّه أو ضعيف.
أما أعمال مصطفى الحلاج فصوّرت التغريبة الفلسطينية والمعاناة الإنسانية للمهجرين من أرضهم، من خلال تقنياته التي تعتمد على ألوان محددة وأشكال تتحرك على السطح كما لو كانت خيالات وظلالاً.