مجزرة إسرائيلية في مخيم المغازي .. ومبادرة مصرية لوقف النار بغزة
وهج الخليج – وكالات
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس استشهاد 70 شخصا على الأقل جراء مجزرة اسرائيليية على مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة. وأكدت الوزارة أن القصف دمّر ثلاثة منازل على الأقل في المخيم الواقع وسط القطاع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن القصف استهدف “مربعا سكنيا مكتظا”، وأن حصيلة الضحايا “مرشحة للزيادة” بسبب العدد الكبير من العائلات التي كانت في المنازل وقت القصف.
سياسيا أفادت مصادر مطلعة على محادثات حركة “حماس” في القاهرة بأن وفد الحركة عاد إلى قطر للتشاور مع المكتب السياسي، بشأن المبادرة التي طرحتها مصر عليها، وتتضمن ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت المصادر ، في تصريحات نشرها تلفزيون “الشرق” السعودي إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وصل الدوحة بعد انتهاء المباحثات التي استمرت أربعة أيام في القاهرة، مشيرةً إلى أن “حماس” ستدرس في إطار مكتبها السياسي، ورقة المبادرة المصرية التي تسلمتها في مصر لوقف النار. ووصل وفد من “حماس” بقيادة هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة، يوم الأربعاء الماضي، لبحث قضية الأسرى والملفات الخاصة بقطاع غزة، مثل المساعدات الإغاثية، وإعادة الإعمار، وما وصفته المصادر بـ”إنهاء الانقسام”.
وتتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها “حماس” سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى. وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 أسيراً فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة. وتشمل إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف “إنهاء الانقسام”، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.
وكذلك أشارت إلى وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى “حماس” وحركة “الجهاد”، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع. وأفادت المصادر المُطلعة بأن مصر قدمت مبادرة للقوى الفلسطينية لتشكيل حكومة “تكنوقراط” بعد انتهاء الحرب في غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء، مشيرةً إلى أن حركة “حماس” أبدت موافقتها على هذا الاقتراح. وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن “تعيد مصر إطلاق حوار وطني فلسطيني بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها”، موضحة أن “القاهرة تدرك أن إطلاق حوار فلسطيني-فلسطيني الآن قد يواجه عقبات وخلافات بشأن البرامج والحصص وغيرها، ما قد يؤخر إطلاق عملية إعادة الإعمار والإغاثة والإيواء في القطاع”.
وأفادت المصادر بأن مصر اقترحت على القوى الفلسطينية تشكيل حكومة “تكنوقراط” بعد الحرب، تتولى إدارة الضفة الغربية وغزة، وتقوم بمهام إعادة الإعمار والإيواء. واجتمع المسؤولون في العاصمة البولندية لمناقشة اتفاق جديد محتمل لتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة، مقابل إطلاق سراح محتمل لمحتجزين فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية وهدنة لأسباب إنسانية.
وقال مصدر مطلع على الجهود الدبلوماسية إن “المحادثات كانت إيجابية، واستكشف المفاوضون وناقشوا مقترحات مختلفة في محاولة لإحراز تقدم في المفاوضات… لكن من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق وشيك”.