زيارتان ترسمان ملامح مستقبل واعد
رأي وهج الخليج
رسخت زيارتي الدولة اللتين قام بهما مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى كل من جمهوريتي سنغافورة والهند إلى مستقبل واعد يجمع سلطنة عمان مع البلدين الصديقين ارتكانا على علاقات تاريخية وطيدة وانطلاقا من مشتركات تعززها المصالح المتبادلة.
فكلا البلدين (سنغافورة والهند) يحتلان مكانة عالية في المؤشرات الاقتصادية العالمية حيث أن اقتصاد سنغافورة يصنف أنه من الأكثر انفتاحًا في العالم وثالث أقل اقتصاد من حيث الفساد كما صُنف أيضا كأكثر اقتصاد يدعم الأعمال التجارية.
كما أنه ممول رئيسي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المُباشرة في العالم.
وبالمثل فإن الاقتصاد الهندي يعد اقتصادا سوقيا ناميا وهو سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج الإجمالي المحلي الاسمي والثالث من حيث تساوي القوة الشرائية حسب صندوق النقد الدولي ويتميز بنمو متسارع لعدد من القطاعات مثل الخدمات والصناعة والسياحة والأمن الغذائي وغيرها.
وتمثل هذه المؤشرات نقاط تلاقي مع رؤية (عمان 2040) والتي يقوم محور الاقتصاد والتنمية فيها على اقتصاد تنافسي مرتبط بالاقتصاد العالمي يقوده القطاع الخاص مع إيلاء الاهتمام للحوكمة وما ينسحب على ذلك من توسيع قاعدة الأعمال وجلب الاستثمارات بالإضافة إلى دعم التنويع الاقتصادي بتحديد عدد من القطاعات المعول عليها في عملية التنويع الاقتصادي والتي تشمل قطاعات السياحة والصناعة والتعدين والخدمات اللوجستية بالإضافة إلى قطاعات ممكنة تضم الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات.
ولم تقتصر زيارة جلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ إلى البلدين على استكشاف الفرص وبلورة المصالح المشتركة, بل شهدت الزيارتان الانطلاق الفعلي للمستقبل المشترك وهو ما يتجلى في اتفاق كل من سلطنة عمان وجمهورية سنغافورة على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي في مجالات مثل الاستزراع السمكي، والأمن الغذائي، والنقل واللوجستيات، وكذلك تنمية الربط بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة مع الأسواق العالمية. وأكدا على أهمية التعاون لتنمية وتنويع التجارة البينية من خلال الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسنغافورة (GSFTA) وتطويرها بالإضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات مختلفة.
كذلك فإن زيارة العاهل المفدى إلى جمهورية الهند أسفرت عن اعتماد وثيقة رؤية مشتركة بعنوان “شراكة من أجل المستقبل” خلال الزيارة، تشمل رؤية مشتركة لقيادتي سلطنة عمان والهند. حيث تشير الرؤية المشتركة بالتآزر اللافت بين رؤية عمان 2040 وأهداف التنمية في الهند تحت “أمريت كال ,” . تم تحديد مجموعة من المجالات في الرؤية مثل التعاون البحري والتواصل، أمن الطاقة والطاقة الخضراء، والفضاء، والتقنيات والتطبيقات، المدفوعات الرقمية والتعاون المالي، والتجارة والاستثمار، والصحة، والسياحة والضيافة، وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، بالإضافة إلى الزراعة والأمن الغذائي مع نقاط عمل محددة كجزء من خريطة الطريق المستقبلية لتعميق الروابط بين البلدين للتنفيذ هذا بالاضافة إلى إطلاق لدفعة الثالثة من صندوق الاستثمار المشترك بين سلطنة عمان والهند (OIJIF)، وكذلك التعاون في قطاعات متعددة منها الفضاء والصحة.
وباهتمام جلالة السلطان المعظم والقيادات في كل من سنغافورة والهند, ستجد كل مسارات التعاون وإبرام الشراكات والتكامل الاقتصادي كل الدعم وتهيئة سبل النجاح.