الاحتلال يعتزم توسيع عدوانه والأمطار الغزيرة تفاقم معاناة نازحي غزة
وهج الخليج – وكالات
حذّر الاحتلال الإسرائيلي من أنّ عدوانه في غزة “ستستغرق أكثر من بضعة أشهر”، بينما أعربت واشنطن عن أملها بانتهاء هذا النزاع سريعاً وأوفدت إلى دولة الاحتلال مستشارها لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان الذي أبدى قلقاً إزاء الخسائر المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ميدانياً، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والبري في أنحاء واسعة من غزة ولا سيّما خان يونس ورفح في جنوب القطاع. وفاقمت الأمطار الغزيرة الأوضاع الصعبة في قطاع غزة، فيما أبدى العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة القلق البالغ بشأن تدهور الوضع الصحي في ظل استمرار غارات الاحتلال الإسرائيلي على شمال ووسط وجنوب القطاع. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن الكثير من المناطق في قطاع غزة، غمرتها المياه بما زاد من صعوبة أوضاع النازحين. واُضطر نحو 9ر1 مليون شخص في غزة إلى النزوح من منازلهم وتوجه أكثر من نصفهم إلى رفح في الجنوب التماسا للأمان، إلا أن جنوب القطاع لم يسلم أيضا من غارات جيش الاحتلال الاسرائيلي واجتياحه البري.
وتكتظ ملاجئ الأونروا بشكل كبير إذ يقيم بها أعداد تفوق بمقدار 9 مرات قدرتها الاستيعابية، ويعيش الكثيرون في الخلاء حيث يتعرضون لظروف الطقس الصعبة أو في أماكن إيواء غير مجهزة. وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من صعوبة إدارة ظروف الصرف الصحي في أماكن الإيواء المكتظة. ومع الفيضانات وتراكم النفايات، تؤدي تلك الظروف إلى انتشار الحشرات والبعوض والفئران، مما يسفر عن تفاقم مخاطر انتشار الأمراض. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم توثيق 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية في الملاجئ، علمًا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى من ذلك.
واعتباراً من 9 أكتوبر أطبقت إسرائيل حصارها على غزة، الشريط الساحلي الضيّق والمكتظّ بالسكّان والذي بات الآن مدمّراً بشكل شبه كامل. وتسبّب هذا الحصار بنقص خطر في كل المواد الأساسية من غذاء ودواء ووقود وكهرباء، كما أنّ الاتّصالات غالباً ما تنقطع بين القطاع والعالم الخارجي بسبب تكرار انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت كما حصل مجدّداً الخميس.
وبحسب الأمم المتحدة، لا يوجد حاليا سوى مستشفى واحد في شمال غزة يستطيع استقبال المرضى. وبعدما فرّوا من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر والتي تحوّلت إلى مخيّم مترام للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام أوتاد وأغطية بلاستيكية.