بمشاركة 40 شركة محليّة وعالميّة .. افتتاح معرض قمة عمان للهيدروجين الأخضر
وهج الخليج – مسقط
بدأت اليوم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أعمال المعرض المصاحب للنسخة الثالثة من “قمّة عُمان للهيدروجين الأخضر”، بمشاركة نحو 40 شركة محليّة وعالميّة، ويستمر 3 أيام.
ويعرض المعرض أحدث المشروعات والتكنولوجيا الحديثة التي تعمل على تسريع وتيرة التحول في الطاقة وتُحفز حلول الطاقة المستدامة، ويبرز آخر التقنيات الحديثة في صناعة الطاقة النظيفة وضمان أمن الطاقة والحفاظ على حق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية وتحقيق خطة الحياد الصفري بحلول عام 2050م.
وتخلل المعرض الكشف عن أول قاطرة “شاحنة” تعمل بوقود الهيدروجين تابعة لشركة “بي إم دبليو” ألمانية الصنع وبمشاركة علامة “هيونداي” الكورية، وتدشين شركة “تخزين” التابعة للشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار التي تعمل في مجال تخزين الطاقة المستدامة.
ووقعت شركة هيدروجين عُمان “هايدروم” على هامش أعمال المعرض على اتفاقيتي تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض مع “تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر”، ومذكرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة “سيمنز” للطاقة؛ لبحث تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية في سلطنة عُمان، وعلى مذكرة تفاهم أخرى مع مجموعة “أسياد” للتعاون في القطاع اللوجستي لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر.
وبموجب اتفاقيتي تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض مع “تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر” الذي يجمع أطرافًا من سلطنة عُمان واليابان والإمارات وكوريا، من المقرر أن ينتج المشروع ما يزيد على 4 جيجاوات من الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومعالجته إلى أمونيا خضراء للاستخدام المحلي بالإضافة إلى تصديرها إلى أسواق الأمونيا الخضراء العالمية.
كما سينتج المشروع -الذي يضم كلا من شركة أوكيو للطاقة البديلة، وشركة ماروبيني، وشركة دوتكو أوفرسيز المحدودة وشركة سامسونج الهندسية المحدودة- حوالي مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًّا، وما يزيد على 175 ألف طن من الهيدروجين الأخضر.
وتسعى “هايدروم” من خلال مذكرة التفاهم المشتركة مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة “سيمنز” للطاقة؛ لبحث سبل تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية في سلطنة عُمان، إذ إن توطين سلسلة توريد الهيدروجين سيسهم بشكل كبير في تحقيق النمو الصناعي والاقتصادي.
أما مذكرة التفاهم الأخرى بين “هايدروم” ومجموعة “أسياد”؛ فتهدف للتعاون في تطوير قطاع الخدمات اللوجستية في سلطنة عُمان، لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر من خلال بناء سلسلة التوريد المحلية وإنشاء نظام متكامل لتعزيز عمليات مشروعات الهيدروجين، وبموجبها يلتزم الطرفان بضرورة تسريع تطوير البنية الأساسية من أجل تلبية المتطلبات المتوقعة وتحقيق المعايير الدولية لنشر حلول الهيدروجين عبر مختلف الصناعات.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن -الذي رعى حفل افتتاح المعرض- إن المعرض يشهد حضورًا ومشاركة واسعة من مختلف الشركات المحلية والعالمية المهتمة بسلاسل التوريد بقطاع الهيدروجين الأخضر؛ ما يمثل فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث التقنيات والتكنولوجيا التي توصل إليها هذه الشركات في هذا القطاع، متطلعا إلى أسهمها المباشر نحو التحول في الطاقة.
وأشار معاليه إلى أن إجمالي الاستثمارات المتوقعة لهذه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها على هامش أعمال المعرض يتجاوز 38 مليار دولار أمريكي.
من جانبه وضح المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة هيدروجين عُمان “هايدروم” أن الشركة أحرزت تقدمًا ملحوظاً في التزامها الثابت لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان من خلال التوقيع على هذه الاتفاقيات الاستراتيجية وبلورة الإمكانات الكاملة لسلسلة توريد الهيدروجين لتحقيق الطموحات بشأن الطاقة النظيفة بما في ذلك تطوير الصناعات المحلية في قطاعات مرتبطة وتعزيز التحول نحو الطاقة المتجددة والاستثمار في المقومات التنافسية التي تتمتع بها سلطنة عُمان.
وتناقش أعمال “قمّة عُمان للهيدروجين الأخضر” غدا الأربعاء التي تجمع بين قادة الصناعة وصناع السياسات والمبتكرين، أحدث السياسات والتشريعات والتكنولوجيا الحديثة في مجال الطاقة المستدامة، وتتضمن عدة جلسات نقاشية حول قطاع الهيدروجين، بدءًا من الأساسيات وصولا إلى جدوى المشروعات وبرامج الشهادات، والقيمة المحلية المضافة، بالإضافة إلى أسواق الهيدروجين الأخضر والتمويل الأخضر ووسائل التنقل المستدامة.
كما تتضمن القمة عقد حلقة نقاشية “للقادة التنفيذيين للطاقة” لمناقشة أهم السياسات والتشريعات التي تم اتخاذها على هامش أعمال “قمة المناخ 28” التي عقدت في دبي، إضافة إلى تدشين منصة “المرأة في مستقبل الطاقة” تقدم تواصل للمرأة في قطاع الطاقة.
وتطمح سلطنة عُمان إلى أن تكون أحد أكبر منتجي الهيدروجين على مستوى العالم بحلول عام 2030، حيث تملك كل المقومات البشرية والطبيعية والجغرافية التي تؤهلها لريادة هذا القطاع الواعد وتحقيق الاستفادة المثلى منه باعتباره الأكثر استدامة، ما سيسهم في تخفيض الانبعاثات لتحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050م.