كسر أطراف والنوم دون أغطية.. عمليات إنتقامية ضد الأسرى في سجون الاحتلال بعد “طوفان الأقصى”
وهج الخليج – وكالات
روى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق هدنة لمدة أسبوع، ظروف احتجاز صعبة تدهورت أكثر بعد العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر.
وقالت ربى عاصي (23 عاما) التي أمضت قرابة عامين في سجون الاحتلال الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، “الأوضاع في السجن صعبة جدا”، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من المعتقلين بعد الهجوم “كل إنجازاتهم”، في إشارة الى المطالب التي “ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة”، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها، “كلّ شيء سُحب”.
وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر “حالة طوارىء” في السجون. ولم يعد في إمكان المعتقلين الخروج من زنزاناتهم، بينما تكثفت عمليات التفتيش.
ـ “ننام على الأرض”
وذكر “نادي الأسير” الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي الى السجون توقفت أيضا. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع. وأضافت ربى عاصي “في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات”. وتابعت “كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار”. وأشارت الى أن عمليات التفتيش كانت تحصل “ونحن عاريات”.
وقالت عاصي إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2020 وحكمت بالسجن لمدة 21 شهرا بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وأطلق سراحها في مايو من العام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من عملية “طوفان الأقصى”.
وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها “شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة”. وتمكنت وكالة الأنباء الفرنسية من الاطلاع على هذه الصور.
وتحدّث الناشط رمزي عباسي (36 عاما) المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل رهائن عن “ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من أكتوبر، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم”. وحكم على عباسي في شهر أبريل بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن يُنقل الى النقب.
وقال إن “سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام”. ولم تردّ مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية عن أوضاع السجون.
وتشير “أمنستي” الى أشرطة فيديو يتمّ التداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها “جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين”.
ـ “انتقام”
ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية المحتلة قوله إن محتجزين أُجبروا على “الإشادة بإسرائيل وشتم حماس”. إلا أن ذلك “لم يساعدهم على تجنب الضرب”. وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال بيانا طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه “الهجمة الانتقامية” ضدهم.
وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، الى وفاة ستة سجناء في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، ووصفوها ب”الإعدامات”. وتحدثوا عن “تهديدات بالقتل داخل السجون”. وقالت مصلحة السجون إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.
وحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 3580 فلسطينيا، ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الإجمالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي الى 7800.