الحرب الروسية الأوكرانية مسببا رئيسيا في زيادة الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ
وهج الخليج – وكالات
أظهرت دراسة حديثة أن الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا تسببت في زيادة الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ خلال أول عام ونصف أكثر ما تتسبب فيه دولة مثل بلجيكا في عام واحد. وقام فريق دولي من الباحثين بقيادة العالم الهولندي لينارد دي كليرك بحساب 150 مليون طن من مكافئات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالحرب على وجه التحديد منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. ومن المقرر تقديم الدراسة، التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل نشرها، اليوم الاثنين في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28 ) في دبي.
وتظهر الدراسة، التي أجرتها مبادرة المحاسبة عن الغازات الدفيئة أثناء الحرب، أن نحو ربع الـ150 مليون طن من مكافئات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة خلال هذه الفترة كانت ناجمة عن عمليات قتالية مباشرة ــ على سبيل المثال، استهلاك القوات للوقود.
وذكرت الدراسة أن الحرئق مصدر رئيسي آخر للغازات الضارة بالمناخ ، وتبلغ نسبتها 15% من الانبعاثات. ووفقا للحسابات، فإن 12% من الانبعاثات ناجمة عن اتخاذ الطائرات مسارات طويلة بسبب إغلاق المجال الجوي المتأثر للعديد من شركات الطيران.
وتشير تقديرات فريق البحث إلى أن أغلب الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، نحو 7ر54 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون ــ أو 36% من إجمالي الانبعاثات، تذهب إلى إعادة بناء المباني التي تعرضت للقصف والبنية الأساسية المدمرة ــ مثل سد كاخوفكا المدمر في جنوب أوكرانيا. وشدد دي كليرك على أنه من المهم الاهتمام بالانبعاثات المباشرة وغير المباشرة للصراع، والتي غالبا ما يتم التغاضي عنها في الحسابات التقليدية. وذكر الباحث “أن تأثير انبعاثات الكربون الناجمة عن الصراعات العسكرية يجب أن يأخذه المجتمع الدولي في الاعتبار”.
وقال دي كليرك لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “يجب على روسيا التعويض لأن عملها العدواني أدى إلى انبعاث كميات كبيرة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي والتي ينبع معظمها من أراضي أوكرانيا”. وأضاف أنه من المنطقي توثيق ذلك في سجل الأضرار تحت رعاية مجلس أوروبا، حيث تم توثيق الدمار في أوكرانيا حتى يمكن محاسبة روسيا. وينظر إلى السجل باعتباره الخطوة الأولى على طريق دفع التعويضات المحتملة لأوكرانيا.