” العهد الزاهر، والربان الماهر”
وهج الخليج – بقلم: أحمد بن ناصر المعمري
إن النهوض بالأمم، والعزم للصعود للقمم، والرغبة أن يكون أنفك بين الدول ذو شمم، كل ذلك يحتاج لجهد دونه براءة الذمم، ولو صليا بلفح الحمم، ((وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً *** تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ))، فالرغبات العظام للعظام، ولا يَرِدُ الجسام إلا الفذ القمقام، ودون هذه المعالي خرط القتاد، وليس لها إلا واري الزناد، فليس من يتصدر اللفيف، كمن يرضى أن يكون الرديف، (وإنما الناس بالملوك)، فبهم يكون الإشراق أو الدلوك، فـ(إن الله يزع بالسلطان، مالا يزع بالقرآن).
كشفت لنا الحرب الفلسطينية الأخيرة -لمن كان قبلها أعمى البصيرة-، إن القوانين الدولية، والأنظمة العالمية، ما هي إلا أدوات لقمع الأمم الأخرى، وللتدخل في شؤونها الداخلية، وقرارتها السيادية، فهذه الدول لا تحترم الضعيف، فهو معهم لقمة كالرغيف، ولم يسلم منهم حتى المداهن لأمورهم، والمراهن على كف جورهم، فكان لا بد للدول من قوة ومنعة، والسعي لذلك على وجه السرعة، لبناء دولة قوية الأركان، لتبقى شامخة على الأزمان، وما شهدناه من إصلاحات في الدولة منذ تولي السلطان هيثم لمقاليد الحكم، ما هي إلا عملية ضبط وتخسيس، وإصلاح بعض الأمور بالبدل أو التجبيس، والآن بدأ الشروع في بناء عضلها، وتقوية صلبها، فإن الأمور لا تتغير بلمحة بصر، كما يتمنى أغلب البشر.
قد تقدمنا فعليا عدة خطوات للأمام، ولكن العالم أيضا يتقدم معنا ولا ينام، وحالة السلم غير مضمونة الدوام، فلا بد من البناء فوق ما تم إنجازه، وكل مشروع عظيم يجب إطلاق عنانه لا احتجازه؛ وهذه أبرز النقاط لتقوية دعائم أي دولة، لتكون جاهزة لأي صولة وجولة:
1. (تمسك الشعب بثوابته وإيمانه وقضاياها) وهذا ما لمسناه من الاهتمام بنواة الأسرة، وإطلاق العنان لدعم القضية الفلسطينية شعبيا.
2. (كثرة عدد الشعب وانتشاره بالدولة) وهذا يعد سببا من أسباب قوتها، وارتفاع تصنيف منعتها، وفي بعض القوانين الجديدة المسنونة مؤخرا دعم لهذا البند، من منفعة الصغار إلى إجازة الأمومة الطويلة المدفوعة اللأجر، وإجازة الأبوة كذلك.
3. (التعليم) خصوصا التعليم المهني ، لأن الدول القوية؛ هي الدول التي يغطي شعبها كافة المهن، من أكبرها لأصغرها، دون أن يكون تحت تأثير جالية معينة، تتأثر بالعلاقات الدولية، والاضطرابات الداخلية، أو تكّون اللوبيات.
4. (الأمن الغذائي) الذي يعد شريان الحياة، ولكنها أهم سمة ضعف مستغلة ضد الدول العربية كافة، فلا بد من وضع خطة طارئة بوقت محدد للإكتفاء الجزئي، وصولا للكلي، فنحن دولة تملك كافة مقومات هذا الأمر، بالنسبة لعدد السكان الحالي.
5. (استغلال نقاط قوة الدولة، لسد نقاط ضعفها) وهذا ما تبدل في العصر الحديث بقيادة السلطان هيثم، فنحن نملك مصادر الطاقة، وأهم موانئ النقل البحري، وبالتركيز على الاستثمار فيهما، سنتمكن من التقدم سريعا بهما -النتائج ظاهرة للعيان-وبإيراداتهما سنتمكن من بناء بنية تحتية تمكننا من التحول للصناعة، مع وجود أهم عاملين آنذاك لنجاحها، وهما: فائض الطاقة وسهولة التصدير للعالم. فإن الصناعة هي أهم سمة دالة على تحول هذه الدولة من العالم الثالث للعالم الثاني والمتقدم.