سماحة الشيخ الخليلي: أدعو الأمة جميعا إلى مراجعة تراثها لتنقيته من كل دخيل على الاسلام
وهج الخليج – مسقط
قال سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي اكس ” مما فوجئنا به هذه الأيام ظهور من يدعو محياهم إلى التفاؤل وحسن الظن بهم، وإذا بهم يقينون ما غصت به قلوبهم من الحقد الدفين على الفئة المؤمنة التي أحيت سنة الجهاد ودافعت بإخلاص عن حماها وعن المسجد الأقصى المبارك وحمى الأرض المقدسة، ويدعون إلى إذابة هذه الفئة التي نشأت على القرآن وتربت عليه منذ الطفولة ليصفو الجو لبقايا العلمانيين الذين يدينون بالانبطاح للعدو وتسليم الخيط والمخيط إليه.
وما ذلك إلا تأمر سافر على القضية، وترى هؤلاء يعولون على فكر عقيم ابتليت به هذه الأمة فراغت به عن الرشد سواء ما يتعلق بالعقيدة أو بالسياسة الشرعية كتقديس الأشخاص وإيثار طاعتهم على طاعة الله. وقد أحيطت هذه الطائفة بهالة من الدعايات صورتها أنها حارسة العقيدة وأنها المحافظة على التوحيد وعلى السنة المطهرة، فاغتر بها من اغتر من الناس، وما هي مما وصفت به في شيء، وإنما أراد الله تعالى بهذه الفضائح المتوالية على ألسنتهم أن يُعري دخائلهم للناس، ليميز الله الخبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَل الخَبيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَيكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) الانفال، ٣٧ .
لذلك أدعو الأمة جميعا إلى مراجعة تراثها لتنقيته من كل دخيل على الاسلام مما يخالف نصوص القرآن الكريم والسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحسب هؤلاء لو فقهوا أن يقارنوا بين أمرين بين المواجهة التي كانت بين العصابة الصهيونية ومن وراءها، وبين الأمة العربية التي اجتمعت بجيوشها الجرارة من المحيط إلى الخليج لمواجهة تلك العصابة وكانت مشتتة في الفكر بين من يؤمن بالمبادئ الاشتراكية والقومية والبعثية، فما كان إلا أن ولت على أدبارها مهزومة من قبل هذه العصابة، وسلبت من أيديها مقدسات الأمة واحتلت أراضيها، مع النظر الآن في أمر هذه المقاومة التي لا تقاس عدة ولا عددا بشيء من تلك الجموع، وإذا هي بتأييد الله تعالى تقلب الموازين رأسا على عقب حتى أعادت إلى الأمة عزتها وكرامتها، وما ذلك إلا لأنها موصولة بالله، ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الحكيم }.