سلطنة عمان تدعو اليونسكو القيام بواجبها الإنساني بوقف العدوان على غزة
وهج الخليج_ مسقط
شاركت سلطنة عُمان في الجلسات العامة للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، التي تعقد في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة وفود الدول الأعضاء بالمنظمة وممثلي عدد من المنظمات الدولية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني.
ونوَّهت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ـ رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمتها خلال الجلسات إلى أنَّ سلطنة عُمان تشاطر دول العالم دعواتها في إيقاف الحرب غير المشروعة، واللاإنسانية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين والأبرياء العزّل في قطاع غزة بفلسطين، وتدمير البنية الأساسية، والمواقع الأثرية والمتاحف، والمساجد، والكنائس.
ودعت معاليها المنظمة إلى القيام بواجبها الأخلاقي والتزامها الإنساني في الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، مناشدةً العالم الحر لحماية المدارس، والجامعات، ودور العبادة، والمواقع التاريخية، والثقافية للشعب الفلسطيني، والبدء فورًا في التخطيط للدور الذي يمكن أن تقوم به اليونسكو في مساعدة الشعب الفلسطيني، وتمكينه في برامج التنمية المستدامة، ومكافحة الفقر، وترميم وصيانة المعالم التراثية، والثقافية والتاريخية.
وأوضحت أنَّ هذا التصعيد الخطير يتطلب تحكيم العقل والحكمة، وتغليب البعد الإنساني، وتعزيز ثقافة السلام والحوار، ونبذ العنف والتطرف، وخطاب الكراهية، ونشر الفهم العام حول القانون الدولي الإنساني، والالتزامات القانونية، التي تقع على عاتق الدول أثناء الحروب، والصراعات المسلحة.
وأكَّدت حرص سلطنة عُمان تغليب سياسة التسامح والحوار، ونبذ العنف ومعالجة أسباب الصراع، وجهودها في نقل تجربتها الحضارية في التسامح والتعايش والتفاهم، من خلال معرض “رسالة السلام من سلطنة عُمان” الذي بلغت عدد محطاته أكثر من 600 محطة حول العالم، كان آخرها في منظمة اليونسكو خلال شهر يوليو المنصرم.
وأشارت معالي رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية فيما يتعلق بارتفاع وتيرة الكوارث الطبيعية إلى استمرار الجهود الجماعية لصون التنوع البيولوجي والنظم البيئية، وفي هذا الصدد أطلقت سلطنة عُمان منذ عام 1989 “جائزة اليونسكو-السلطان قابوس لصون البيئة”، كما انضمت لمبادرة “تخضير التعليم” Greening education، وتوجهت نحو الاستثمار في الطاقات المتجددة؛ تماشيًا مع الخطة الوطنية لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050م، وأطلقت برامج لبناء القدرات في صون التراث الثقافي بما فيها الصناعات الإبداعية، كما تمَّ تسجيل عدد من العناصر الثقافية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وكان آخرها “الخنجر العُماني” في عام 2022م.
وانطلاقًا من اهتمام اليونسكو بدعم فئة الشباب وانسجامه مع “رؤية سلطنة عُمان 2040″، قالت معاليها: “يمثل الشباب نصف عدد السكان في سلطنة عُمان، ويحظون بالرعاية والاهتمام في المجالات المختلفة المتصلة بشؤونهم، وكذلك من خلال المراكز والحاضنات المتنوعة، مثل “مركز الشباب” الذي يدار كليًّا من قبلهم، وفي إطار التحولات التكنولوجية والرقمية فإنَّنا نثمن جهود اليونسكو المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق، أطلقت بلادي البرنامج التنفيذي لـ “الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة”؛ لرفع مستوى الجاهزية الرقمية الشاملة”.
واختتمت معاليها كلمتها بالتأكيد على التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وخاصة الهدف الرابع المعني بالتعليم، وتعزيز التحول للاستثمار في تنمية المهارات، وتجويد التعليم، والتوسع في مساراته؛ بما يتواءم مع سوق العمل، مع التأكيد على الدور المحوري للمعلم، وتوفير الممكنات الداعمة له. وثّمنت دور منظمة اليونسكو المستمر في قيادة العمل العالمي ودعم جهود تنفيذ جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة 2030م.
ويتضمن برنامج افتتاح أعمال الدورة التي تستمر حتى 22 من أكتوبر الجاري، كلمة للمديرة العامة للمنظمة، وكلمة لرئيسة المجلس التنفيذي، واعتماد جدول أعمال الدورة، وانتخاب رئيس المؤتمر العام ونواب الرئيس، ورؤساء اللجان، ونواب الرؤساء، والمقررين، ومناقشة تقرير المديرة العامة عن أنشطة المنظمة في الفترة (2018 ـ 2021)، وكذلك تقرير عن أنشطة المجلس التنفيذي للمنظمة وبرامجه، وفي نهاية أعمال الدورة سيتم انتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة.
يذكر أنَّ وفد سلطنة عُمان المشارك يضم كلًّا من سعادة السفير الدكتور حمد بن سيف الهمامي مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى منظمة اليونسكو، وجوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، وآمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، كما يشارك في أعمال الدورة ممثلون عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة البيئة، وجامعة السلطان قابوس؛ وذلك لحضور أعمال عدد من اللجان المتخصصة المنبثقة عن المؤتمر العام في مجالات التربية، والثقافة، والعلوم والاتصال والمعلومات.