غرفة تجارة وصناعة عُمان تكشف عن توجهاتها وارتباطها بمستهدفات رؤية عمان 2040
وهج الخليج – مسقط
نظمت غرفة تجارة وصناعة عمان صباح اليوم ملتقى الغرفة لاستعراض توجهاتها الاستراتيجية، وأبرز إنجازاتها وارتباطها بمستهدفات رؤية عمان 2040؛ حيث رعى الملتقى معالي الدكتور/ خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وبحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة ورؤساء اللجان القطاعية وعدد من أصحاب الأعمال وممثلي وسائل الإعلام والتواصل؛ حيث تضمّن الملتقى عرضاً مرئياً بعنوان: “الغرفة نهج ممتد ومسيرة رائدة“ قدّمه الإعلامي يوسف الهوتي.
كما قدّم سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة الغرفة، العرض الرئيسي في الملتقى والذي جاء حول التوجهات الاستراتيجية لغرفة تجارة وصناعة عُمان وارتباطها برؤية عُمان 2040 ، مؤكدا سعادته ان تلك التوجهات جاءت من خلال ما نص عليه المرسوم السلطاني القاضي باصدار نظام الغرفة وبما يتواءم ويتناسب مع التوجهات لرؤية عُمان 2040؛ واكد سعادته ان مبادرات غرفة وتجارة وصناعة عُمان وفعالياتها في الفترة الحالية 2022 -2026م تجسد الانسجام والتناغم التام مع أولويات رؤية عُمان 2040 وتوجهاتها وأهدافها.
(6) ست توجهات ترسم خارطة عمل الغرفة..
وأكد سعادة فيصل الرواس رئيس مجلس إدارة الغرفة أنَّ التوجهات الست للغرفة تجسّد المسارات والأولويات التي تنسجم مع توجهات رؤية عُمان 2040، والتي يتم من خلالها وضع محددات لأعمال الغرفة بحيث تنقسم إلى ثلاثة توجهات مرتبطة بالقطاع الخاص، وهي: تحسين بيئة الأعمال، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديــًّا، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي.
وثلاثة توجهات أخرى مرتبطة بأدوار غرفة تجارة وصناعة عُمان، وهي: إرساء مبادئ الحوكمة، وتحسين بيئة العمل الداخلية، وتحقيق التحول الرقمي بما ينسجم يتواكب مع التحول الرقمي الحكومي.
ويأتي تفعيل توجه تحسين بيئة الأعمال عبر تنظيم ورش وفعاليات مع الجهات ذات الاختصاص؛ لتحسين بيئة الأعمال في سلطنة عُمان، ومراجعة القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالعمل الاقتصادي والعمل على تحسينها بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة استثمارية قادرة على استقطاب رأس المال الأجنبي من خلال تسيير الوفود التجارية، وتنظيم الملتقيات والفعاليات الاقتصادية المتخصصة، والمساهمة والإسهام في رفع تصنيف سلطنة عُمان في المؤشرات العالمية الخاصة بسهولة الأعمال والتنويع الاقتصادي من خلال تأسيس مركز البحوث والدراسات.
وتأكيدًا على هذا النهج؛ عقدت الغرفة عددًا من الاجتماعات مع عدد من المسؤولين عن المعنيين بالشأن الاقتصادي في سلطنة عُمان، وقد تمخض عنها عن تلك الاجتماعات قرارات تصب في مصلحة القطاع الخاص، إضافة إلى مواصلة العمل على إنشاء مركز البحوث والدراسات بما يعزز نمو القطاع الخاص بشكل مباشر.
ويأتي تفعيل توجه تحسين بيئة الأعمال عبر تنظيم ورش وفعاليات مع الجهات ذات الاختصاص؛ لتحسين بيئة الأعمال في سلطنة عُمان، ومراجعة القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالعمل الاقتصادي والعمل على تحسينها بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة استثمارية قادرة على استقطاب رأس المال الاجنبي من خلال تسيير الوفود التجارية، وتنظيم الملتقيات والفعاليات الاقتصادية المتخصصة، والإسهام في رفع تصنيف سلطنة عُمان في المؤشرات العالمية الخاصة بسهولة الاعمال والتنويع الاقتصادي من خلال تأسيس مركز البحوث والدراسات.
كما يستند توجه الشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديـًّـا إلى أولوية “تنمية المحافظات والمدن المستدامة“ في رؤية عمان 2040، والتي تعنى بإيجاد تنمية مستدامة لمحافظات سلطنة عُمان بطريقة متوازنة عبر تعزيز الشراكات الاستراتيجية نحو التكامل مع مكاتب المحافظين، والإسهام في إيجاد الفرص الاستثمارية حسب الميزة النسبية لكل محافظة، وتوجيه القطاع الخاص نحو استثمار أفضل للموارد الموجودة، والإسهام في تأسيس شركات ومشاريع استثمارية ذات طابع تنموي في مختلف المحافظات والترويج للفرص الاستثمارية في المحافظات من خلال إعداد دراسات وبحوث اقتصادية متخصصة.
وتفعيلاً لهذا التوجه جاءت الاجراءات الفاعلة لترسيخ اللامركزية في المحافظات من خلال رفع سقف الموازنات المخصصة لفروع الغرفة في مختلف المحافظات، وتعزيز التعاون بين فروع الغرفة ومكاتب المحافظين من خلال إنشاء فرق عمل وفعاليات ومبادرات مشتركة، ودعم مبادرات تأسيس المشاريع والشركات والمعارض في مختلف المحافظات، ومشروع إعداد دراسات حول الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظات، وفقاً للميزة النسبية لكل محافظة.
ويأتي التوجه الخاص بتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي بالتعاون مع الجهات المعنية لجذب الاستثمارات الاجنبية في القطاعات الاقتصادية المستهدفة في رؤية عمان 2040 ضمن برامجها (نزدهر وتنويع) من خلال الترويج للفرص الاستثمارية،والمشاركة في الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية؛ وذلك بهدف تحفيز الاستثمار برأس المال الجريء في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والسعي لتمكين القطاعات الاقتصادية غير النفطية،ومراجعة واقتراح حزم التشريعات والحوافز المعززة لتنافسية الاقتصاد الوطني، والإسهام في جذب الاستثمارات الاجنبية عبر الزيارات والوفود، والمشاركة في الفعاليات والمحافل الدولية،والإسهام في الترويج للمنتجات العمانية في المعارض الخارجية، وتشجيع الشركات والمشاريع للتوسع عبر برنامج الامتياز التجاري، وتشجيع وتحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات،والشراكة الاستراتيجية والفاعلة في خدمات صالة “استثمر في عمان“.
وتفعيلاً لهذا التوجه نحو توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي؛اعلنت عن طرح مناقصة لإعداد دراسة حول تنافسية سلطنة عُمان، وانطلاق برنامج الامتياز التجاري لتشجيع مؤسسات وشركات القطاع الخاص نحو التوسع، وتنظيم المعارض والمؤتمرات المحلية والإقليمية بهدف الترويج للمزايا الاستثمارية لسلطنة عُمان.
ويأتي توجه إرساء مبادئ الحوكمة ليؤكد سعي الغرفة الحثيث نحو تطبيق مبادئ الحوكمة وتفعيلها من خلال تحديث النظم واللوائح المؤطرة لعمل الغرفة لتكون مواكبة لمتطلبات وأسس الحوكمة الحديثة عبر وضع قواعد ومبادئ لإدارة المؤسسة بكفاءة أكثر وضمان أعلى، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات عبر هياكل تنظيمية مُحكّمة، وتعزيز مســتوى الثقــة والاطمئنان لدى المنتسبين وتحقيق تنمية مستدامة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة. ولإرساء هذا التوجه جاء تشكيل فريق مختص لإعداد لوائح وأنظمة لأعمال الغرفة ومنها: (اللائحة التنفيذية – لائحة الموارد البشرية) ورفع كفاءة التدقيق، وتحسين آليات العمل.
أما توجه تحسين بيئة العمل الداخلية فجاء ليؤكد الجهود البارزةلمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان في تحسين بيئة العمل الداخلية للغرفة لتكون قادرة على مواكبة التغيرات والاستجابةلكل المستجدات، وذلك من خلال وضع برامج ومبادرات وتحديث اللوائح والانظمة الداخلية ومراجعتها لتكون وفقاً لأفضل الممارسات والنظم المعمول بها؛ وذلك بهدف وضع نظام يشجع على تطوير الكفاءة والإنتاجية، ويحفز على المبادرة والابتكار،وتهيئة بيئة عمل محفِّزة تسهم في رفع القدرات الإنتاجية لدى العاملين في الغرفة، وتعزيز الكوادر البشرية لتكون قادرة على إدارة التغيير ومواكبة المستجدات.
ولتحقيق هذا النهج جاء إعداد برامج متكاملة لتمكين وتدريبوتأهيل وتوظيف الكوادر البشرية، وإيجاد بيئة عمل حديثة عبر التحسينات على مبنى الغرفة وبيئة عملها، وإيجاد فرق عمل تسهم في رفع القدرات الإنتاجية لدى العاملين في الغرفة،واستخدام التقنيات الحديثة المعززة لنمو الإنتاجية لدى العاملين بالغرفة.
وفي توجه التحول الرقمي الذي اعتمده مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان على ضوء رؤية عمان 2040، ينطلق من خلال الاستفادة من القدرات الوطنية والممكنات التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات،وتقديم خدمات نوعية للمنتسبين بهدف تسهيل الاستفادة منها،وتعزيز وتجويد العمل الداخلي للمؤسسة من خلال استخدام الانظمة التقنية وأتمتة العمليات والإجراءات المعقدة، وتحسين أداء وإنتاجية أجهزة الغرفة المختلفة، وسهولة الحصول وجمع البيانات من خلال ربطها المباشر مع الجهات ذات العلاقة بالعمل الاقتصادي، واستكمال منظومة المؤسسة الرقمية القائمة،وتوظيف التقنيات الحديثة في تطوير جهاز قادر على تقديم تجارب رقمية متكاملة.
ويبرز توجه التحول الرقمي في الخدمات التي تقدّمها الغرفة؛حيث أصبحت أغلب الخدمات تقدم عبر الموقع الإلكتروني للغرفة، وتوفير البيئة الرقمية الذكية التي تسهل عمل العاملين بالغرفة، والبدء في مشروع تصنيف الشركات.
إجراءات ومبادرات لتسريع وتيرة النمو واستشراف المستقبل
كشفت الغرفة في الملتقى عن الإجراءات والمبادرات التي قامت بها لتسريع وتيرة النمو واستشراف المستقبل في ظل المتغيرات الاقتصادية عبر استحداث لجان قطاعية جديدة، وتحقيق خطوات متقدمة لتأسيس مركز للدراسات والبحوث الاقتصادية،وتعزيز أنشطة التواصل مع أصحاب المعالي والسعادة المحافظين لدعم التنمية الاقتصادية في المحافظات من خلال تفعيل أدوار الفروع، ووضعت الغرفة برنامجاً للاستثمارالاجتماعي، يحمل نهج الاستدامة بشراكة فاعلة مع مؤسسات القطاع الخاص؛ وذلك إيمانــًا من الغرفة بأهمية مجال المسؤولية الاجتماعية، وتغيير مفهومها نحو الاستثمار الاجتماعي؛ ليكون استثمارًا مستدامًا ممتد الأثر.
إضافة إلى مبادرة “تكامل“ التي تقدم تصورًا شاملًا لربط أعمال غرفة تجارة وصناعة عُمان ( بمختلف أجهزتها) ببرامج رؤية عُمان 2040، من خلال برامجها الاستراتيجية، وتهدف المبادرة إلى الإسهام في تنفيذ برامج رؤية عُمان 2040، وإعادة تنظيم أعمال وخطط وإنجازات اللجان القطاعية ومجالس الأعمال ومختلف أجهزة الغرفة، بحيث تتوافق مع أهداف الرؤية في تنمية القطاع الخاص، ورفع مساهمته في الاقتصاد العماني. ولتفعيلهذه المبادرة ستعمل الغرفة على فتح مكتب لوحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 في الغرفة.
كما أطلقت الغرفة مبادرة “الفرع الأكثر تميزًا“؛ بهدف إيجاد بيئة تنافسية بين فروع الغرفة في المحافظات لرفع كفاءة الخدمات المقدمة وفقــًـا لاختصاصاتها المحددة بالمرسوم السلطانيالسامي رقم (56/ 2022) وبما يتواءم مع التوجهات الاستراتيجية للغرفة.
الملتقى يعزز جهود التكامل
وأكد سعادة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان أن الملتقى يأتي تعزيزًا لجهود التكامل والانسجام مع تطلعات رؤية عُمان 2040، التي يقود مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- والذي نهدف من خلاله التأكيد على الدور المحوري لغرفة تجارة وصناعة عُمان في تحقيق اقتصاد تنافسي مستدام ومندمج مع الاقتصاد العالمي، يقوده القطاع الخاص، وتعزيز نهج المشاركة الفاعلة بين أعضاء مجلس إدارة الغرفة وأعضاء مجالس إدارتها في فروع الغرفة بالمحافظات، وتبادل الأفكار والرؤى والطموحات للانطلاق بعزم وثقة نحو تحقيق أهدافها المرسومة ضمن هذه التوجهات الاستراتيجية، مستلهمين من النهج السامي لجلالة السلطان المعظم – أيده الله – الطموح والهمة العالية لتكون سلطنة عُمان ضمن مصاف الدول المتقدمة.
كما أكد زكريا السعدي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي أن َّالملتقى شهد الإعلان عن التوجهات الاستراتيجية للغرفة، الذي حدد -مجلس الإدارة – من خلالها المسار الذي يوصلها نحو تحقيق الأهداف المنوطة بها ضمن رؤية عمان 2040، حيث يسعى مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان إلى تعزيز دور الغرفة في تحقيق التقدم والنمو لمؤسسات القطاع الخاص، ورفع مساهمته في الناتج الوطني من خلال ما تقدمه من خدمات ومبادرات نوعية تتبنى مشاريع الابتكار والتحول الرقمي، ومن خلال اهتمامها بالدراسات والبحوث الاقتصادية، وتمكين القدرات الوطنية وصقل مهاراتها، وجاء هذا الملتقى تأكيدًا على أن الإدارة التنفيذية بالغرفة ستعمل على ترجمة تلك التوجهات الاستراتيجية إلى برامج تنفيذية تشمل الغرفة وفروعها في المحافظات وسيكون لها الأثر الإيجابي على مؤسسات القطاع الخاص بإذن الله.
مذكرة تعاون
واختتم الملتقى بتوقيع مذكرة تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة عُمان ووحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، تهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين الغرفة والوحدة؛ بغية تحقيق مشاركة واسعة للقطاع الخاص في مستهدفات وبرامج رؤية عمان 2040، ومواءمة هذه المستهدفات مع التوجهات الاستراتيجية للغرفة خلال المرحلة المقبلة.