سلطنة عُمان تتجه لاستثمار زراعة أشجار القرم لائتمانات الكربون
وهج الخليج – مسقط
وقَّعت هيئة البيئة اليوم على عقد مشروع الكربون الأزرق “عُمان للكربون الأزرق” مع شركة MSA للمشاريع الخضراء لاستزراع 100 مليون شجرة قرم بسلطنة عُمان.
ويُعد المشروع الأول من نوعه في سلطنة عُمان لاستثمار زراعة أشجار القرم لائتمانات الكربون، ويأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية للحياد الصفري 2050، والتوجه لتحسين الأداء البيئي والتخفيف من آثار تغيرات المناخ.
رعى الحفل معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بحضور عدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص والمهتمين والباحثين في التنوع الأحيائي البري والبحري، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
وسيُنفذ المشروع خلال 4 سنوات، ويتوقع منه مردود اقتصادي مالي يقدّر بــ 150 مليون دولار، ويهدف إلى التخلص من 14 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق تحسن كبير في المواطن الطبيعية، والحصول على فوائد للمجتمع المحلي.
وقّع الاتفاقية سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، وأتوال الرئيس التنفيذي لشركة MSA للمشاريع الخضراء.
وقال سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة: “تولي سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وضمن رؤية عُمان 2040، اهتمامًا بتحقيق مستهدفات أولوية البيئة والموارد الطبيعة لدعم جهود الحفاظ على النظم البيئية وحماية مفردات الحياة الفطرية، بالإضافة إلى العمل على رفع مستوى المؤشرات البيئية لسلطنة عُمان على المستويين الوطني والدولي، والمساهمة في تحقيق الخطة الوطنية للانتقال المنظم للحياد الصفري بحلول عام 2050م”.
وأضاف سعادته: تُعد أشجار القرم من أهم السمات البيئية التي تتميز بها البيئة البحرية لكونها من الموارد الطبيعية المهمة في حفظ التوازن البيئي، ومناطق حاضنة للعديد من الأسماك ذات القيمة التجارية والكائنات البحرية الأخرى، إضافة إلى تميزها بالمناظر الطبيعية والخلابة، مشيرًا إلى أنَّ غابات أشجار القرم تُمثل عاملًا أساسيًّا للتخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشار سعادته إلى أنَّ سلطنة عُمان يسود فيها نوعًا واحدًا من تلك الأشجار والمعروف بـ “Avicennia marina “، والذي استطاع التأقلم مع البيئة العُمانية ذات الطقس الحار وشح المياه العذبة، ويتوزع هذا النوع في مناطق عدة ساحلية امتدادًا من محافظات شمال وجنوب الباطنة شمالًا مرورًا بمسقط وجنوب الشرقية والوسطى وحتى محافظة ظفار جنوبًا، إذ تبلغ المساحة الكلية التي تغطيها أشجار القرم في سلطنة عُمان ما يقارب من 1030 هكتارًا.
وأوضح سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة أنَّ فكرة مشروع عُمان للكربون الأزرق تتمثل في استصلاح أراضٍ وإنشاء بحيرات صناعية ملائمة لزراعة أشجار القرم من أجل تحقيق عوائد بيئية واقتصادية من خلال استثمار رأس مال يقدّر بـ 100 مليون دولار أمريكي لاستصلاح أراضٍ في محافظة الوسطى على مساحة 20 ألف هكتار وتحويلها إلى بحيرات وغابات لأشجار القرم تصل إلى أكثر من 100 مليون شجرة قرم، مبينًا أنَّه يُتوقع خلال فترة المشروع التخلص من قرابة 14 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق أرباح مباشرة من شهادات ائتمان الكربون الأزرق لصالح هيئة البيئة تصل إلى 160 مليون دولار، بالإضافة إلى المنافع الأخرى المتعلقة بتطوير مشاريع السياحة البيئية في مواقع المشروع.
من ناحيته قال أتوال الرئيس التنفيذي لشركة MSA للمشاريع الخضراء: “كل شجرة من أشجار القرم هي بمثابة مصنع لإنتاج الأكسجين كونها تعمل في الوقت نفسه على ترطيب أجواء المناطق المحيطة بها، وتُمثل الحد الفاصل بين اليابسة والماء تقاوم انجراف التربة وتآكلها، مؤكدًا أنَّ أشجار القرم تُسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، إلى جانب كونها ذات مناظر طبيعية جذابة يمكن الاستفادة منها في صناعة السياحة”.
الجدير بالذكر أنَّ المشروع يتضمن زراعة 100 مليون شجرة قرم في شنة – النجدة – فلم – ظرف هيتام، وذلك على مساحة إجمالية تزيد عن 2000 هكتار خلال مدة 4 سنوات، يعقبها 27 سنة للصيانة الدورية.