مناقشة مشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة
وهج الخليج – مسقط
انطلقت اليوم أعمال برنامج الحلقات التحضيرية لمشروع “مراكز تنمية الطفولة المبكرّة المتكاملة” الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بدائرة شؤون الطفل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وجامعة السلطان قابوس، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بمسقط، وذلك تحت رعاية السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية.
وتأتي إقامة هذه الحلقات ترجمة لاهتمام سلطنة عُمان ببناء الطفل الإنسان، وتماشيًا مع النهج الدولي والمواثيق المحلية والعربية، وتسعى وزارة التنمية الاجتماعية مع القطاعات الشريكة لتحقيق مسار تخصصي من شأنه أن يؤسس رؤية لخدمات تنمية الطفولة، والتي يمكن أن تعالج التحديات التي تواجه هذا القطاع رغم المكاسب المتحققّة.
وأشارت سعاد بنت سعيد اليزيدية مديرة شؤون الطفل بالوزارة إلى اهتمام سلطنة عُمان بالتوجهات العالمية والدراسات والمؤشرات الدولية بقطاع الطفولة المبكّرة كقطاع يؤمّن الاستثمار البشري والعائد الاقتصادي والنمو العقلي بأضعاف ما ينفق في مراحل متأخرة يجعله ضمن اهتماماتها التي تتوافق مع الأجندة العالمية لأهداف التنمية المستدامة؛ حيث وضعت تنمية هذا القطاع كأولوية في السياسات الوطنية المرسومة، مؤكدة أنَّ هذا اللقاء يتماشى مع الإرادة السياسية والمؤسسية وقطاعات سلطنة عُمان مجتمعة لإحراز التقدم في قطاع الطفولة.
وأضافت مديرة شؤون الطفل: من خلال الاطلاع على التجارب الرائدة ومناقشة الواقع على مستوى القطاعات نأمل أن يكون لسلطنة عُمان الحظ الأمثل للاستفادة والرقي بتجويد خدمات الطفولة المبكّرة للخروج برؤية شاملة لإطار العمل التكاملي على مستوى الخدمات واللوائح والأطر التنظيمية والتشريعية والمتابعة والتقييم وآليات التمثيل وربطها بأفضل السبل والأنظمة الحديثة.
كما أشار ليبان حسين طاهر القائم بأعمال مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بمسقط إلى التزام مكتب المنظمة في سلطنة عُمان بالعمل مع كافة الوزارات المعنية لتطوير نموذج فعّال ومتكامل لتنمية الطفولة المبكّرة، والذي سيكون الأساس لبناء مراكز تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة من خلال العمل المشترك بين القطاعات المختلفة.
وفي ورقة عمل لوزارة التربية والتعليم حول “واقع التعليم المبكّر في سلطنة عُمان” تناولت هناء بنت محمد الرئيسية رئيسة قسم الإشراف الفني بدائرة التعليم المبكّر بالوزارة أهمية التعليم المبكّر من حيث إن 85% من النمو العقلي للإنسان تحدث قبل سن 5 سنوات، وقدرة الإنسان على التكيّف تقل مع التقدم في العمر. وأوضحت أنَّ التعليم المبكّر يحسّن إنتاجية الطلبة والدخل الذي يحقّقونه مستقبلًا، ويعزّز الاقتصاد، ويقلل من ظواهر عدة كالفقر وعدم المساواة، كما استعرضت المبادرات المقترحة للنهوض بقطاع التعليم المبكّر في سلطنة عُمان.
وفي ورقة عمل “واقع دور الحضانة في سلطنة عُمان” لوزارة التنمية الاجتماعية تطرقت فاطمة بنت ناصر الشعيلية رئيسة قسم البرامج بدائرة شؤون الطفل، إلى مفهوم دور الحضانة وهي: مؤسسات تربوية اجتماعية مخصصة لرعاية الأطفال وتربيتهم وتعليمهم والعناية بهم، وأهمية هذه الدور من حيث إسهامها في تنمية الطفولة المبكّرة، وتتيح الفرصة للطفل للنمو في بيئة متفتحة جديدة رحبة تتيح له الفرصة للاكتشاف والتعلّم، وتطوّر استعدادات الأطفال للتعلّم، وتهيئتهم للانتقال إلى مرحلة رياض الأطفال بسهولة ويسر، كما استعرضت مشروع النهوض بأدوار دور الحضانة من خلال إعداد الدراسة التقييمية حول أوضاع دور الحضانة في سلطنة عُمان، وأوضحت دليل المعايير الوطنية لدور الحضانة وتصنيفها في سلطنة عُمان، إلى جانب إعداد أدلة الأنشطة وفقًا للفئات العمرية، وإعداد دليل الرعاية الصحية ودليل أولياء الأمور.
واستعرضت هالة بنت موسى الوهيبية مديرة مركز الأمان للتأهيل بالمديرية العامة للأشخاص ذوي الإعاقة في ورقة عمل حول “واقع خدمات التدخل المبكّر في مراكز التأهيل الحكومية والأهلية والخاصة” أهمية التدخل المبكّر من حيث إنه نظام متكامل وإجراءات منظمة من الخدمات الوقائية والعلاجية والأهلية والتربوية، والتي تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال منذ الولادة وحتى سن 8 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية، والمعرضين لخطر الإعاقة المبكّرة لأسباب متعددة، وتدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم، كما تناول شبيب بن عبدالله البوسعيدي الخبير المساعد للشؤون التأمينية بالهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية ورقة عمل بعنوان “الطفل في مشروع قانون منظومة الحماية الاجتماعية”.