محافظة جنوب الباطنة تستعد لاستقبال الزوار خلال فصل الصيف
وهج الخليج – مسقط
تستعد إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة بالتعاون مع الجهات المعنية بالسياحة من القطاعين العام والخاص بالمحافظة لاستقبال زوارها من السياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها خلال فصل الصيف، حيث تعد المحافظة إحدى الوجهات السياحية التي تضم عناصر جذب طبيعية وسياحية وثقافية، كما أن افتتاح عدد من المشاريع الفندقية والنزل الخضراء في المحافظة تشكل عامل جذب سياحي ساعد خلال الفترة الأخيرة الماضية في استقطاب العديد من السياح، وكذلك افتتاح عدد من القلاع والحصون بعد إعادة الترميم والتحديث فيها.
وقال الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة: إن الإدارة تقوم بشكل مستمر على مدار العام بمتابعة جودة الخدمات التي تقدمها المنشآت السياحية لنزلائها وزوارها واتخاذ كل ما من شأنه رفع جودة واستدامة الخدمة المقدمة في هذه المنشآت، ودعمًا للجهود التي من شأنها زيادة الحركة السياحية بالمحافظة وذلك من خلال عمل فعاليات ترويجية للوجهات السياحية في ولايات المحافظة بما فيها المعالم السياحية التي تنفرد بطقس معتدل خلال فترة الصيف.
وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية أن إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة تعمل ومن خلال تعاونها المستمر مع مكتب المحافظ والجهات الحكومية والخاصة من أجل تعزيز إقامة الفعاليات في المحافظة، حيث يشهد الموسم الشتوي عادة تنظيم أغلب الفعاليات إلا أننا نسعى كذلك ومن خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص من أجل تنظيم فعاليات فترات مختلفة من الصيف بما يتناسب مع بعض المواسم الجاذبة للزوار أو بما يتوافق مع فترات الإجازات وهذا ما تم بالفعل في فترة إجازة عيد الفطر المبارك في شهر أبريل الماضي، حيث كانت هناك مبادرات من قبل شركات أهلية قامت بتنظيم 3 فعاليات في كل من حديقة الرستاق العامة وفعالية في الساحة الخارجية لقلعة نخل وفعالية في حديقة وادي المعاول.
وأشار إلى أن هناك تعاونًا مستمرًا بين الجهات الحكومية والخاصة بما يخدم القطاع السياحي ويتمثل هذا التعاون في تسهيل الإجراءات لإقامة المشاريع السياحية بما فيها تسهيلات بناء المنشآت الفندقية والنزل الخضراء وبيوت الضيافة والنزل التراثية، بالإضافة إلى التعاون في جوانب تطوير الوجهات السياحية وإقامة المرافق الخدمية، كما أن التعاون مع شركات القطاع الخاص قائم كذلك في جانب الاستثمار السياحي وهذا ما تم على سبيل المثال في جانب إسناد أعمال إدارة وتشغيل عدد من المواقع التاريخية في المحافظة؛ من أجل تقديم منتج سياحي منافس وجاذب، وفي شهر أبريل من هذا العام قامت الإدارة بتسليم مشروع إدارة وتشغيل قلعة نخل للشركة الأهلية في الولاية، كما قامت الوزارة كذلك بطرح مزايدة لإدارة وتشغيل حصن بركاء ومن المؤمل أن يتم إسناد إدارتها كذلك بعد تحليل العروض المتنافسة.
وأكد على أن وزارة التراث والسياحة تهدف من هذا التوجه لإضفاء جانب من التنافسية بين شركات القطاع الخاص من أجل الارتقاء بمستوى الأنشطة والبرامج والمعروضات التي من شأنها رفع أعداد الزوار لهذه المعالم التاريخية، مشيرًا إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقوم بدور إيجابي في القطاع السياحي، سواء كان هذا الدور ضمن أهداف ومسؤوليات هذه المؤسسات أو من خلال ما تسهم به في جانب المسؤولية المجتمعية، مؤكدًا على أنه في محافظة جنوب الباطنة يوجد حراك متنام فيما تعلق بجانب الاستثمار السياحي وتنفيذ مشاريع على أراضي حق الانتفاع المطروحة من قبل وزارة التراث والسياحة.
ووضح الهلالي أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع السياحي في محافظة جنوب الباطنة تتوزع على مجموعة من الأنشطة، منها ما يتخصص في تنظيم الرحلات والجولات السياحية كشركات السفر والسياحة ومنها الشركات المستثمرة في إدارة مشاريع الفنادق الصغيرة ونزل الضيافة والنزل الخضراء والنزل التراثية، إضافة إلى ذلك تبرز شركات أخرى بخدماتها المرتبطة بالقطاع السياحي بما فيها شركات تأجير السيارات وشركات تنظيم الفعاليات وشركات تسيير الرحلات السياحية وغيرها من الأنشطة والمشاريع التي تنصب خدماتها في الارتقاء ونمو القطاع السياحي.
وبيّن أن هناك جهودًا تقدمها الكثير من المؤسسات العاملة في القطاع السياحي تعزز مبدأ الشراكة مع وزارة التراث والسياحة وهذا الدور ينعكس على شركائنا من القطاع السياحي في محافظة جنوب الباطنة؛ من أجل إيجاد تكاملية مع مختلف المؤسسات لزيادة الحركة السياحية وتنويع البرامج المقدمة للسائح، وتظهر جوانب التكاملية بين الوزارة وشركات القطاع الخاص في الأعمال المباشرة التي تعنى بكل مؤسسة بما فيها تقديم العروض التنافسية لبرامجها ومساراتها السياحية وتقديمها للسائح بصورة جاذبة وذات جودة تنافسية مع توفير المرشدين السياحيين المؤهلين، كذلك مساهمة المنشآت الفندقية بمختلف تصنيفاتها من فنادق وشقق فندقية ونزل متنوعة بالترويج لما يقدمونه من مرافق وبرامج جاذبة وغيرها من المؤسسات الأخرى ذات العمل التخصصي في إدارة الفعاليات الترفيهية والفعاليات ذات الطابع الرياضي وفعاليات التحدي والمغامرة وفعاليات ركوب الأمواج وسباقات القوارب والطيران الشراعي.
جدير بالذكر أن محافظة جنوب الباطنة تنفرد بالكثير من المفردات والوجهات السياحية بما فيها الوجهات الطبيعية والتاريخية والتراثية، منها الطبيعة الجبلية ذات الطقس المعتدل وأبرزها جبل السراة الجزء المحاذي لسلسة جبل شمس بالإضافة إلى وادي الأبيض المشهور بمياهه دائمة الجريان ووادي الحوقين الذي يوفر تجربة السباحة في البرك المائية العميقة ويقصدها الزوار حتى في أشهر الصيف، وقرى وادي السحتن كقرية الفراعة وقرية وجمة ويصب ووادي الحيملي بقراه المتفرعة وهي من المواقع التي تأخذ في مجملها طابع المغامرة واكتشاف المسارات الزراعية التي تتخلل هذه الأودية والقرى، كما تعد كل من قرية وكان في وادي مستل بولاية نخل وقرية العلياء في وادي بني خروص بولاية العوابي أبرز القرى الجاذبة للحركة السياحية في محافظة جنوب الباطنة خلال فترة الصيف لما تتميز به من وجود مسارات زراعية تضيف لزائرها الاستمتاع بجولة استكشافية بين المدرجات والمزروعات. كما أن الشواطئ تشهد في فترات المساء اعتدالًا في درجات الحرارة بعد غروب الشمس، وهذا ما نشاهده في شاطئ السوادي الذي يعد أكثر شواطئ المحافظة استقطابًا للزوار.