اليوم .. انطلاق اعمال مؤتمر عُمان الدولي لسلامة وجودة الغذاء
وهج الخليج – مسقط
بدأت اليوم أعمال مؤتمر عُمان الدولي السادس لسلامة وجودة الغذاء، ويتضمن عدة محاور رئيسة تتركز على ممكنات نظام سلامة الغذاء (متطوّر وفعّال)، والذّكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، وإدارة المخاطر الغذائية، والتحديات المعاصرة في مجال سلامة وجودة الغذاء لمشاركين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وقال الدكتور حسين بن سمح المسروري المدير العام لمركز سلامة وجودة الغذاء بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في كلمة للوزارة: إن مؤتمر عُمان الدولي السادس لسلامة وجودة الغذاء، يتزامن تنظيمه مع فعالياتِ أسبوع سلامة الغذاء لهذا العام.
وأضاف أن البحث العلمي يسهم في تطوير الصناعات الغذائية، وتحسين سلاسل الإمداد واللوجستيات، مما يؤدي إلى تحسن كبير في سلامة ومأمونية المنتجات الغذائية، وتزويد المستهلك بمنتجات حديثة متنوعة. مشيرًا إلى أن التحديات تستمر في الظهور بالرغم من التطور ليس بسبب التنوع في المنتجات فقط، إنما بسبب التغيرات في البيئة، وظهور أنواع جديدة من البكتيريا والسموم، ومقاومة مضادات الميكروبات الجديدة والناشئة، بالإضافة إلى التغيرات في تفضيلات المستهلك وعاداته، والفحوصات التي تشخص الأمراض المنقولة بالغذاء.
وأكد أن الوزارة تشرف على ضمان الأمن الغذائي كأحد ركائز رؤيتها المستقبلية، وتولي اهتمامًا كبيرًا بسلامة الغذاء، حيث إن أحد أهم أهدافها الاستراتيجية هو “ضمان سلامة وجودة الغذاء وفق الضوابط والتشريعات ومتابعة تنفيذها” وهو الهدف الذي يضعه مركز سلامة وجودة الغذاء كرسالة له لتحسين جودة العمل وضمان تحقيق أهدافه الاستراتيجية والتشغيلية.
ولفت إلى أن سلطنة عُمان أولت اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الوعي ونشر المعرفة في مجال سلامة الغذاء، وراعت التطور المتسارع في مجال البحث العلمي والصناعات الغذائية، مؤكدًا أن الوزارة تحرص وبالتعاون مع مختلفِ الجهات الحكومية والقطاع الخاص على إيجاد بيئةٍ مناسبة لتطوير وتعزيز منظومة سلامة وجودة الغذاء في سلطنة عُمان كواجبٍ وطنيّ ودعامةٍ أساسية من شأنِها تعزيز مقوّمات حماية الصحة العامة، والمحافظة على سلامة المستهلك، وتسخيرِ الإمكانات المختلفة اللازمة من أجل مجتمعٍ صحيِّ واعٍ بقضايا سلامة الغذاء.
من جانبه أوضح سعادة سعود بن ناصر الخصيبي الرئيس التنفيذي لهيئة التقييس بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كلمة له أن هيئة التقييس الخليجية تضع قطاع الغذاء على رأس أولوياتها وخططها الفنية لما يمثله هذا القطاع من أهمية حيوية تتعلق بصحة وسلامة المستهلك في الدول الأعضاء من خلال إصدار 1963 مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية موحدة في قطاع الغذاء والزراعة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة فنية خليجية رئيسة تُعنى بمواصفات المنتجات الغذائية والزراعة و4 لجان فرعية لها، ولجنة فنية رئيسة أخرى لمواصفات الحلال وخدماته.
وبيّن أن الهيئة تعمل بشكل فاعل مع هيئة الدستور الغذائي (الكودكس) لتعزيز التعاون والتنسيق في مجال تشريعات ومواصفات المنتجات الغذائية وضمان سلامتها وجودتها، وتبنت أكثر من 100 مواصفة قياسية دولية صادرة من الكودكس، كما تشارك في اجتماعاتها الفنية السنوية، الأمر الذي يسهم في تنسيق مواقف الدول الأعضاء في الفعاليات والمحافل الدولية ذات العلاقة.
وتابع قائلًا: إن تنظيم هذا المؤتمر يمثل فرصة للخبراء والمختصين وأصحاب المصلحة والشركاء من جميع القطاعات لتبادل المعارف والخبرات والممارسات العالمية والإقليمية والوطنية حول المستجدات العالمية في مجال سلامة وجودة الغذاء. معربًا عن تطلعة في الخروج بتوصيات مهمة لمواءمة التشريعات والمتطلبات الوطنية والإقليمية والدولية، في سبيل تسهيل انسيابية التجارة، وتعزيز سلامة الغذاء والتغذية والأمن الغذائي، وتعزيز الشفافية فيما يتعلق بتشريعات الرقابة الغذائية، ومواكبة التقنيات الحديثة.
وفي السياق ذاته أشار سعادة المهندس عدل صقر الصقر مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين في كلمة له إلى أن دعم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / وحكومته للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين أسهم في تحقيق الأهداف المرجوة للمنظمة.
وأكد سعادته أن قطاع سلامة وجودة الغذاء يعد أمرًا أساسيًّا لتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة من خلال منع واكتشاف وإدارة المخاطر التي يمكن أن تؤثر عليه، مشيرًا إلى أن الغذاء الآمن يسهم في التنمية الاقتصادية وتحسين سبل العيش وتسهيل ترويج المنتجات الغذائية في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح أن المنظمة أطلقت عددًا من المبادرات العربية بالتعاون مع شركائها من المنظمات الإقليمية والدولية والجهات المانحة، حيث جرى وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي تنفيذ المشروع العربي لسلامة الغذاء وإعداد المواصفات القياسية العربية الموحدة للسلع الغذائية، بهدف تسهيل التجارة العربية البينية وتحقيق التكامل الإقليمي من خلال تعزيز آليات التنسيق ومواءمة معايير السلامة الغذائية، بما يتوافق مع الممارسات الدولية وضمان الامتثال لقواعد التجارة العالمية.
كما أطلقت المنظمة المبادرة العربية للدستور الغذائي بالتعاون مع الجمعية العالمية لعلوم تشريعات الأغذية بتمويل من مكتب الدستور الغذائي الأمريكي ووزارة الزراعة الأمريكية، وتهدف إلى تعزيز كفاءات نقاط اتصال الدول العربية في الكودكس، وترسيخ ودعم المشاركة الفاعلة لها في اجتماعات لجان الهيئة مع مراعاة احتياجات وخصوصية المنطقة العربية.
وتسعى وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من تنظيم المؤتمر إلى رفع مستوى سلامة وجودة الغذاء بسلطنة عُمان وذلك بمشاركة كل من جامعة السلطان قابوس، وجامعة لافال، والجمعية العالمية لعلوم تشريعات الأغذية، بالتعاون مع خمس منظمات دولية.
ويشتمل المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض على تقديم 45 ورقة عمل علمية، إلى جانب إقامة معرض مصاحب متخصص بسلامة وجودة الغذاء من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، كما يتضمن ركن الابتكارات لعرض ابتكارات طلبة الجامعات.
ويتضمن المؤتمر في يومة الأول محاضرة حول وضع معايير سلامة الأغذية وجودتها تسلط الضوء على الذكرى الستين لهية الدستور الغذائي.
كما يشتمل على 12 ورقة عمل من بينها /نهج مبتكر قائم على التعلم الآلي في جودة الأغذية وسلامة الأغذية/ و/ احتياجات اختبارات الأغذية في المنطقة العربية: إدخال المنهجيات المستندة على بي سي آر المطبقة في فحص الحلال/ و /التحقق من اختبار الغذاء والبيئة: التحقق من صحة الطرق وفقًا للمواصفات/ و/الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في سلامة الغذاء/ و/مراقبة المنشآت الغذائية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بلدية ظفار / و/تأثير إعلانات الاستدعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي على سلامة وجودة المنتجات الغذائية: دراسة حالة لمركب البرومات السام في مياه الشرب المعبأة /.
رعى حفل افتتاح المؤتمر معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وممثلي المنضمات العربية والدولية والمسؤولين من الوزارة.