جلست والخوف بعينيها فقالت “انه وزير الصحة”
بقلم: د. محاد الجنيبي ( @mahadjunaibi)
مركز المياه الهادئة للدراسات الإستراتيجية والقانونية
انها عمتي ذات السبعين ربيعا التي اعتادت التردد على المراكز الصحية والمستشفيات العامة والخاصة لعلاج أمراض العصر والشيخوخة، فإذا بها ذات يوم وهي جالسة على كرسي الإنتظار يخرج عليها رجل تظهر عليه علامات الرسمية والعلم، مخاطبا إياها بأمي، سائلا عن حالها و صحتها وملاحظاتها حول الخدمات الصحية بكل تواضع ورحمة ثم رحل.
وما كانت الا لحظات حتى استرجعت عمتي ذاكرتها و قالت والدهشة بعينيها لأقرب من كان حولها (انه وزير الصحة).
نعم هو وزير الصحة، وزير تلك الوزارة التي ما انكفأت عمتي عن نقدها في مواعيدها وأدويتها الناقصة وغلاء أسعار الخدمات الصحية الخاصة.
لقد ورث معالي الدكتور وزير الصحة تركة ليست بالهينة، وخلف قيادة ليست بالعادية، ونقصد هنا معالي الدكتور السعيدي الذي أدار أزمة كورونا في ظل أزمة إقتصادية حادة.
إن التحديات التي تواجه وزير الصحة كثيرة ومتجذرة وأولها ارتفاع أسعار الدواء حيث ثالوث الفساد و الإحتكار و الفشل وثانيها المواعيد الطبية التي تصل لسنوات، حيث يموت الناس و مواعيدهم في الإنتظار وليس بأخرها ارتفاع موازنة الخدمات الصحية التي تقترب من المليار ريال.
لقد استطاع مولانا السلطان ان يقود عهده الجديد إلى بر الأمان فأدار أزمة إقتصادية حادة كادت أن تعصف بالبلاد والعباد وتهدد الأمن الإجتماعي، واليوم هاهي الحكومة تعلن عن قرابة سبعين مؤسسة صحية جديدة، بين مستشفى ومجمع ومركز صحي، “انه عهد الهيثم الجديد”، هذه العبارة التي قالها ابن عمتي لوالدته أثناء استرسالها في مدحها العاطفي لوزير الصحة الجديد، الذي ربما لم يقدم لها شيئا في تلك اللحظة، ولكنها طبيعة العمانيين الذين يقدرون الكلمة الطيبة والأخلاق عاليا، فشكرا لمولانا السلطان الذي يسير بخطى ثابتة نحو الرخاء الإجتماعي لشعبه العظيم، وشكرا لمعالي الدكتور وزير الصحة على سعيه لمجابهة التحديات وكل الشكر للدكتور السعيدي على خدماته الجليلة ولا عزاء للفاسدين والمتخاذلين والفاشلين والذين نهبوا البلاد و العباد، والعزة لله والوطن والسلطان.