في اجتماعهم الأحد .. هل يقرر أعضاء “أوبك بلاس” مزيدا من الخفض في الإنتاج؟
وهج الخليج – وكالات
تعقد الدول الكبرى المنتجة للنفط اجتماعا الأحد يفترض أن يسمح باختبار متانة التفاهم بين السعودية وروسيا بعد مؤشرات كشفت مؤخرا وجود تباين في بعض المواقف. وتجتمع الدول ال13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” بقيادة السعودية، وشريكاتها العشر بقيادة روسيا، في فيينا، مقر المنظمة.
وذكرت وكالة الأنباء المالية بلومبرغ أن صحافييها وكذلك صحافيي وكالة رويترز ووول ستريت جورنال لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع. وفي اتصال أجرته وكالة الأنباء الفرنسية رفضت أوبك الإدلاء بأي تعليق. وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى قرار اتخذ بمبادرة من الرياض التي تعاني من ضغط تراجع الأسعار. وكان عدد من دول المجموعة أثار مفاجأة في ابريل بالإعلان عن تخفيضات تبلغ أكثر من مليون برميل يوميا في محاولة لرفع الأسعار.
وبعد تحسن لفترة قصيرة، تراجعت الأسعار أكثر من 10 بالمئة وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي وزيادة في أسعار الفائدة للمصارف المركزية الكبرى وانتعاش أبطأ من المتوقع في الطلب في الصين بعد انتهاء القيود التي فرضت خلال وباء كوفيد19. واقترب سعر برميل برنت نفط بحر الشمال بشكل خطير في نهاية مايو من عتبة السبعين دولارا التي لم ينخفض دونها منذ ديسمبر 2021.
ـ إشارات متضاربة
في مواجهة فشل استراتيجيتهم، هل يقرر أعضاء “أوبك بلاس” مزيدا من الخفض في الإنتاج؟ يتوقع معظم المحللين الإبقاء على الحصص الحالية لكن إشارات متضاربة صدرت عن الرياض وموسكو. وقال تاماس فارغا المحلل في مجموعة “بي في ام أينرجي” لوكالة الأنباء الفرنسية إنه “من الصعب التنبؤ بنتائج الاجتماع المقبل في مواجهة الخطاب غير المتجانس” من دولتين كبيرتين في “أوبك+”.
فمن جهة، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان المضاربين الأسبوع الماضي على هامش منتدى في الدوحة. وقال “ليس علي أن أكشف عن أوراقي فلست لاعب بوكر، لكني أقول لهم (المضاربون) فقط.. احترسوا”. وهو يلمح بذلك إلى أن التحالف سيتحرك من أجل وقف التراجع. من جهة أخرى، استبعد نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك أي تغيير في الإنتاج. وقال لصحيفة ازفستيا الروسية “لا أعتقد أنه ستكون هناك أي تغييرات جديدة” بعد الاجتماع الوزاري.
ـ حاجة ماسة
في الواقع، يرى محللون وشركات أن روسيا تعمل بشكل منفصل. فهي بعيدة عن التعهدات التي قطعت في فبراير بخفض إنتاجها من 500 ألف برميل يوميًا وتركز على الأسواق الآسيوية مثل الهند والصين. وتتحفظ موسكو على إغلاق صنبور الذهب الأسود الذي تحتاج إليه لتمويل حربها المكلفة في أوكرانيا، وتضعف بذلك موقف “أوبك+”. وهذا ما دفع إدوارد مويا المحلل في شركة “اواندا” إلى أن يتوقع انتهاء التوافق الروسي السعودي. وهو يتوقع في كل الأحوال مناقشات حادة الأحد. وقال “سيدعو السعوديون إلى مزيد من الخفض بينما روسيا بحاجة ماسة إلى عائدات النفط”. وردا على سؤال لصحافيين الخميس، سعى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إلى تهدئة مؤكدا أن العلاقات بين البلدين “بناءة وفعالة”. وقال إيبيك أوزكارديسكايا من مجموعة “سويسكوت” في مذكرة “من غير المرجح أن نشهد خلافًا كما حدث في 2020 إذ إن النزاع عزز العلاقات بين الحليفين”. وكان هذا التحالف اهتز في مارس 2020 عندما رفضت روسيا خفض إنتاجها لدعم الأسعار التي تراجعت بسبب انتشار فيروس كورونا إلى أدنى المستويات.
وبعد ذلك ، ردت السعودية بإغراق السوق بالذهب الأسود عبر زيادة صادراتها النفطية إلى مستوى قياسي، مما أدى إلى انخفاض الأسعار إلى أقل من خمسين دولارًا في عتبة استغرق الأمر ثمانية أشهر للعودة إليها.