السودان: معارك عنيفة وغياب ممرات إنسانية وعناء للحصول على المياه
وهج الخليج – وكالات
اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الجمعة في دارفور وفق ما أفاد شهود عيان وكالة الأنباء الفرنسية في رابع أيام الهدنة المبرمة بوساطة أميركية ـ سعودية والتي لم يتم الالتزام بها كليا منذ بدئها. وشهدت مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور “معارك بكل أنواع الأسلحة” بحسب إفادات سكان. وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهام بخرق الهدنة، وقالت وزارة الخارجية الأميركية مساء الخميس إنها ما زالت تسجل “انتهاكات” لوقف إطلاق النار، خاصة في الخرطوم ودارفور. في هذا السياق، تعهّدت واشنطن “فرض عقوبات” على منتهكي الهدنة، كما ينصّ الاتفاق على “آلية مراقبة” لوقف إطلاق النار، لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان ضد هذا الجانب أو ذاك.
ومنذ اندلاع المعارك في السودان، يعاني سكان مدينة بحري شمال الخرطوم من انقطاع في المياه، فيلجأون إلى ملء أوان من النيل رغم خطر التنقل، أو يحاولون فتح آبار، أو بكل بساطة يمتنعون عن غسل الملابس لتوفير الماء. فقد توقفت محطة معالجة مياه النيل التي تزوّد مدينة بحري بالماء، نتيجة القصف وانقطاع التيار الكهربائي. ومنذ ذلك الحين، جفّت الصنابير في منازل 300 ألف شخص.
ويقول عادل محمد الحسن، أحد سكان بحري لوكالة الأنباء الفرنسية “أربعون يوما دون خدمات مياه”، مضيفا “في بداية الحرب، كنا نأخذ الماء من المصانع في المنطقة الصناعية، لكن بعد الأسبوع الأول وانتشار قوات الدعم السريع.. أصبح الوصول إلى الآبار مستحيلا وأصبح الخيار هو النيل”. في ظل تبادل إطلاق النار والقصف الجوي، يصعب على السكان الخروج من منازلهم لجلب الماء، لكنهم ينتهزون أي فرصة هدوء ولو نسبي للذهاب إلى ضفة النيل وملء أواني مختلفة بالماء، بينما تتجاوز درجات الحرارة الأربعين درجة.
وأسفر النزاع عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا ونحو 320 ألف شخص إلى الدول المجاورة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفع انقطاع الماء السوداني راشد حسين إلى مغادرة العاصمة متجها إلى مدينة مدني التي تبعد 200 كلم تقريبا جنوب الخرطوم. وتعدّ الأمراض المرتبطة بالماء والنظافة والصرف الصحي من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وحسب بيانات المنظمة الأممية، كان 17,3 مليون شخص يفتقرون إلى إمدادات مياه الشرب الأساسية، في السودان، حتى قبل هذه الحرب.
ويعاني السودان، من بنى تحتية مهترئة بسبب عقدين من الحصار والعقوبات في ظل الرئيس السابق عمر البشير، ولطالما كانت الخدمات العامة غير فعالة، ولكن منذ بدء الحرب، يسود القطاع العام شلل تام. وتوقّف الموظفون عن العمل ومنحتهم ولاية الخرطوم عطلة “حتى إشعار آخر”. من جهة أخرى، تتخّذ القوات المتناحرة عددًا من المستشفيات والمصانع والمباني العامة ثكنات لها.