أكثر من 9 ملايين نخلة و352 صنفا بسلطنة عُمان تشكل أطول موسم لجني الرطب في العالم
وهج الخليج – مسقط
بدأت خلال الأيام الماضية تباشير الرطب في أكثر من ولاية من ولايات السلطنة خاصة تلك التي تتركز في محافظات شمال الشرقية والداخلية والمناطق الجبلية في محافظة جنوب الباطنة كولاية الرستاق.
وقال المهندس هيثم بن بدر الخنجري أخصائي نخيل بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في حديث لوكالة الأنباء العُمانية “هناك أصناف من الرطب مثل قش بطاش الذي يبدأ جنيه مبكرا، وصنف النغال الأكثر شعبية كونه قديما وذا سعر عال، ويبدأ موسم قيظه في ولاية دما والطائيين نظرا لوجود الظروف البيئية المواتية أهمها ارتفاع درجة الحرارة في قرى الولاية الجبلية، مما يجعلها وجهة يتوافد إليها التجار والمهتمون حيث بلغ سعر الكيلو جرام في بداية شهر مايو بين 40 و 60 ريالا عمانيا “
وأكد الخنجري على أن سلطنة عُمان تعد حاليًّا من الدول الرائدة في إنتاج التمور وفي المرتبة الثامنة على مستوى العالم والثانية خليجيا، حيث يبلغ عدد أشجار نخيل التمر في السلطنة أكثر من 9 ملايين نخلة تنتشر على مساحة تقدر بـ 62 ألف فدان وبإنتاجية تصل إلى 51 كيلوجرامًا للنخلة الواحدة مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 40 كيلوجرامًا، وبلغ إنتاج سلطنة عُمان من التمور 374 ألف طن في عام 2021 ، وشكلت نسبة الاستهلاك 53 % من الإنتاج، فيما نسبة 4% إلى التصنيع و4% للتصدير والباقي تمور قابلة للتصنيع وعلف للحيوانات.
وأشار إلى أن التباين في أصناف التمور عائد إلى تباين الظروف المناخية والبيئات موضحا أن ولاية عبري أكثر الولايات إنتاجا على مستوى سلطنة عمان، حيث بلغ إنتاجها 26 ألفا و817 طنا حسب إحصاءات عام 2021، تليها ولايتا بركاء ونزوى، ويعد صنف الخلاص في المرتبة الأولى من حيث الأصناف خلال عام 2021 بنسبة 15%، ثم النغال بنسبة 12%، تلاه صنف الفرض بنسبة 9%، ثم أصناف خصاب والمبسلي وام السلا والخنيزي وشهل وبونارنجة والبرني.
وأضاف الخنجري أن الفرد العُماني يستهلك ما مقداره 60 كيلو جراما أو أكثر بفضل مميزات التمور وفوائدها وميزة طول موسم الرطب الذي يبدأ مع نهاية شهر أبريل ويستمر في بعض المحافظات بسبب التنوع الجغرافي حتى النصف الأول من شهر نوفمبر تقريبا.
وأكد على أن هناك اهتماما كبيرا من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في مجال إنشاء المزارع النموذجية لدى المزارعين وتستهدف صنف الفرض خاصة من خلال تقديم دعم توفير فسائل النخيل التمر النسيجية، حيث بدأ المشروع في العام 2020م وتمت زراعة أكثر من 25 ألف فسيلة نخيل نسيجية بمساحة تقدر بأكثر من 250 فدان بمختلف محافظات سلطنة عُمان، استفاد منه أكثر من 140 مزارعا حتى الآن .
وفيما يتعلق بإنتاج فسائل النخيل النسيجية قال تم إدخال أكثر من 80 صنفا من أصناف نخيل التمر المحلية والعالمية من بينها صنف المجدول وأصناف خليجية ومغاربية وعراقية معروفة اثبتت نجاحها، كما حققت بعض الأصناف السعودية نجاحات في زراعتها كالسكري الصقعي والخضري والعنبرة، وحاليا يتم الاهتمام بالأصناف العمانية القديمة.
وحول استخدام التكنولوجيا في العمليات الزراعية للنخلة وضح الخنجري أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية قامت بتوظيف وتبني التقنيات والابتكارات الزراعية، وأجرت العديد من البحوث نتج عنها العديد من الابتكارات، أهمها تقنية التلقيح بمعلق حبوب اللقاح السائل عن طريق الرش ليكون بديلا للتلقيح اليدوي، فهو سهل ويسير من حيث الكلفة وسهولة وسرعة التنفيذ في تلقيح أشجار النخيل وخاصة النخيل الكبيرة، ويتم حاليا استخدام طائرات الدرون في عمليات تنبيت نخيل التمر عن طريق الرش بالمعلق السائل ومكافحة الآفات كدوباس النخيل.
وأشار إلى أنه من بين التحديات التي تواجه النخيل في عمليات الإنتاج عدم التركيز في زراعة الأصناف حيث يفضل أن يزيد عدد الأصناف المزروعة في المزارع الإنتاجية على أربعة أصناف تجارية، إضافة إلى الآفات والأمراض خاصة السوسة والدوباس.