بـ11.3 مليون طن صادرات سنوية.. صفقات الغاز المسال العمانية تنعش العقود العالمية طويلة الأجل
وهج الخليج – مسقط
أظهر تحليل خاص بعقود الغاز المسال طويلة الأجل في مجموعة “وود ماكنزي” المختصة في أبحاث واستشارات الطاقة والمعادن والتعدين، أن حجم عقود الغاز المسال طويلة الأجل بلغ خلال عام 2022، قرابة 81 مليون طن سنويًا، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2012.
وقال دانيل تولمان كبير المحللين في المجموعة، إن ظروف السوق مؤهلة لانتعاش عقود الغاز المسال طويلة الأجل، حيث تشهد زخمًا متصاعدًا منذ بداية 2023، وأرجع السبب وراء انقطاع الغاز الطبيعي الروسي عن أوروبا بعد الحرب الأوكرانية، حيث زادت المنافسة الأوروبية مع قارة آسيا على جذب أكبر قدر ممكن من شحنات الغاز المسال، في محاولة لتوفير البدائل؛ ما أسهم في اشتعال أسعاره في الأسواق الفورية وانتعاش العقود طويلة الأجل من جديد، مضيفا أن صفقات الغاز المسال العمانية الموقعة في ديسمبر العام الفائت مع عدة دول آسيوية، أسهمت في إنعاش عقود الغاز المسال طويلة الأجل عالميًا.
وقد وقعت سلطنة عمان سلسلة عقود طويلة مع بعض شركات النفط الكبرى وبعض شركات المرافق اليابانية، إضافة إلى بعض الشركات الصينية ومشترين آخرين من جنوب شرق آسيا وتركيا، ومن المتوقع أن تحل العقود الجديدة الموقعة مع المشترين الآسيويين محل عقود شراء الغاز المسال العماني الحالية المتوقع انتهاء صلاحيتها في عام 2025. وتحاول بعض الدول الأوروبية التفاوض على اقتناص حصة من صادرات الغاز المسال العماني منذ العام الماضي، في إطار خطط البحث عن بدائل الغاز الروسي في شتى أنحاء العالم، بحسب التحليل.
وكان تقرير حديث لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، أظهر ارتفاع صادرات الغاز المسال العماني لأعلى مستوى في تاريخها لتسجل 11.3 مليون طن خلال عام 2022، مقارنة بـ10.6 مليون طن في عام 2021. كما ارتفعت صادرات الغاز العمانية بنسبة 6.9%، خلال الربع الأول من عام 2023، لتسجل 3.1 مليون طن مقارنة بـ2.9 مليون طن خلال الربع نفسه من 2022، وهو ثالث أعلى نسبة نمو على مستوى الدول العربية خلال هذه المدة.
وتوقع خبير الغاز في “أوابك” المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن يحقق الغاز المسال العماني قفزة ضخمة خلال العام الجاري بدفع الصفقات الجديدة التي وقّعتها سلطنة عمان مؤخرًا، مضيفا أن صفقة بين ألمانيا وسلطنة عمان لم تُحسَم بعد، حيث تتفاوض الأولى لشراء الغاز المسال العماني لـ10 سنوات منذ فبراير 2023، وكان أكثر من 90% من عقود الغاز المسال طويلة الأجل الموقعة في عام 2022، تزيد مدتها على 15 عامًا؛ ما يجعل سلطنة عمان من أكثر الموردين توقيعًا لعقود ذات مدد أقصر مقارنة بالاتجاه العالمي.
ويفسّر لجوء سلطنة عمان إلى هذا النوع من العقود بعدة أسباب؛ أبرزها التشغيل الجزئي لمشروع محطة قلهات، وعدم إثبات احتياطيات الغاز العماني على المدى الطويل بشكل كامل، وفقًا لـ”وود ماكنزي”.