في كلمتها بـ”قمة جدة”.. سلطنة عمان تؤكد: قادرون “بكلمة سواء” على أن نخطو بأنفسنا والرقي بدولنا إلى آفاق أرحب ازدهارًا ونماءً
وهج الخليج – مسقط
بناءً على التكليف السّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق /حفظه الله ورعاه/ ترأس صاحبُ السُّمو السّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالةِ السُّلطان وفد سلطنة عُمان المشارك في أعمال القمة العربية العادية الثانية والثلاثين التي بدأت أعمالها اليوم في مدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية بحضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات.
وكان في مقدّمة مستقبلي سُموّه لدى وصوله مقر انعقاد القمّة صاحبُ السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليُّ العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.
وقد ألقى صاحبُ السُّمو السّيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالةِ السُّلطان كلمة في افتتاح أعمال القمة العربية فيما يأتي نصها:
// يطيب لي في مستهل هذا الجمع المبارك؛ أن أنقل لكم تحيّات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سُلطان عُمان وتمنياته الصادقة، ودعمه ومساندته لأعمال القمة العربية الثانية والثلاثين على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة، برئاسة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي بحكمته وإخوانه قادة الدول العربية، نرى – في سلطنة عُمان وبتوفيق من الله سبحانه – بأن نجاح هذه القمة قد تحقق بالتئام شمل الأمة العربية، ولله الحمد والفضل.
فالشكر والتحية لجهود خادم الحرمين الشريفين المخلصة، وللمبادرات الناجحة، ولإخوانه من القادة العرب في سبيل إحياء التضامن العربي وإنهاء أزمات المنطقة بحلول عربية والمضي إلى مرحلة مشرقة في مسيرة الأمة، بما سوف يعود بمشيئة الله بالنفع على دولنا وشعوبنا وأمتنا العربية، ودون شك على غيرنا من دول العالم، لما يمثله عالمنا العربي من ثقل هام على مستوى العالم.
ولا يفوتنا أن نعرب عن شكرنا لمعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على جهودهم في التحضيرات المثمرة لهذه القمة، ودورهم البنّاء في تطوير منظومة العمل العربي المشترك.
خادم الحرمين الشريفين
أصحاب الجلالة والفخامة والسُّموّ.. رؤساء الوفود
لقد أكد جلالةُ السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان في أول خطاب بعد توليه الحُكم على “الاستمرار في دعم جامعة الدول العربية والتعاون مع زعماء الدول العربية والرقي بحياة المواطنين، والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات، والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية”.
ومن تلكم المبادئ والغايات؛ فيسعدنا أن نرحب باستئناف مشاركة الجمهورية العربية السورية الشقيقة الفاعلة في أعمال جامعة الدول العربية، معربين عن الارتياح لحضور ومشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد في هذه القمة، مع اليقين بأن سوريا الشقيقة، ستستعيد بعون الله، وبعزيمة رجالها ونسائها وشبابها مكانتها كحاضرة تاريخية ومنارة عربية مشهود لها ولأبنائها.
خادم الحرمين الشريفين
أصحاب الجلالة والفخامة والسُّموّ.. رؤساء الوفود
إننا في سلطنة عُمان وكغيرنا من الدول والشعوب المحبّة للعدل والسّلام، نعتقد بأن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد التسوية العادلة والمنصفة لمعاناة الشعب الفلسطيني، هو منبع التوترات التي تعصف – من حين لآخر – بالمنطقة والعالم، إذ لا يمكن أن نأمل بمستقبل للشعوب، يكمن في التعايش والاستقرار دون تطبيق مبادئ ومعايير القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ومنح حق الشعب الفلسطيني، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧م، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الصادرة في هذا الشأن، ومبادرة السلام العربية، ومبدأ الأرض مقابل السلام.
في الختام؛
إننا على يقين بأن الحفاظ على جامعة الدول العربية وتطويرها، سيعزز من عرى التعاون والتكامل وتبادل المنافع فيما بين دولنا، وكذلك مع مختلف دول العالم، مستلهمين الموروث الحضاري للأمة العربية وتاريخها التليد وما قدّمته للبشرية في مختلف العلوم والمعارف، ولنؤكد حقًّا بأننا قادرون “بكلمة سواء” على أن نخطو بأنفسنا والرقي بدولنا إلى آفاق أرحب ازدهارًا ونماءً، والمضي بشعوبنا إلى مكانتها اللائقة بين الأمم//.
وكان قد افتتح القمة العربية معالي أيمن بن عبد الرحمن رئيس الوزراء الجزائري بكلمة ألقاها نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئيس الدورة العادية السابقة لمجلس جامعة الدول العربية أكد فيها على أن العالم يمرّ بحالة استقطاب متزايدة وأزمات في أمن الطاقة والغذاء، مشيرًا إلى أن الدول العربية حرصت على إعادة توحيد الصف الفلسطيني.
ودعا رئيس الوزراء الجزائري مجلس الأمن الدولي إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين ووضع حدٍّ لسياسة الاستيطان، معربًا عن إدانته للأعمال الإجرامية التي أقدم عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على غزة.
كما دعا الأطراف في السودان إلى تغليب لغة العقل والحوار لحلّ الأزمة، محذّرًا من الانزلاق في دوامة العنف.
من جانبه ألقى سُمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الـ 32 كلمة أشار فيها إلى عدم السماح بتحوّل المنطقة العربية إلى منطقة للصراعات، مؤكدًا على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية العرب المحورية.
وأعرب سُموُّه عن أمله في أن تشكّل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية نهاية لأزمتها، مشيرًا إلى أن الجهود مستمرة لمساعدة الأطراف اليمنية لإيجاد حل للأزمة، معربًا عن أمله في أن يسهم إعلان جدة في المساعدة على وقف إطلاق النار في السودان.
وألقى معالي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية كلمة أكد فيها على أن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشدّ الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، داعيًا الدول العربية إلى الاستمساك بالمصالح العربية معيارًا أساسيًّا في المواقف الدولية والتنسيق فيما بينها والعمل الجماعي.
وحثّ معاليه الأطراف السودانية على تغليب لغة الحوار والعقل لإيقاف نزيف الدم في السودان وتصحيح أخطاء اُرتكبت في الماضي، معربًا عن أمله في أن تكون قمّة جدّة علامة بدءٍ لتفعيل حلّ عربيّ للأزمة السودانية.
وبحثت القمّة العربية العديد من الموضوعات والقضايا التي تهمّ الأمة العربية من بينها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والتضامن مع لبنان ودعمه وتطورات الوضع في سوريا ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان وتطورات الأوضاع في دولة ليبيا وفي الجمهورية اليمنية ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية وجمهورية القمر المتحدة والحل السلمي للنزاع الحدودي بين جيبوتي وأريتريا والسد الاثيوبي.