الأحد الإعلان عن الرواية الفائزة بـ”البوكر العربية ” .. “تغريبة القافر” تسرد ارتباط الانسان بالمياه وتأثير المكان والقرية العُمانية
وهج الخليج – مسقط
يترقب الكتّاب والأدباء في سلطنة عُمان والوطن العربي يوم الأحد المقبل الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لعام 2023 بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وقد تأهلت من سلطنة عُمان رواية “تغريبة القافر” للكاتب والشاعر العُماني زهران القاسمي إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الـ 16، بالإضافة إلى روايات “كونشيرتو قورينا إدواردو” لنجوى بن شتوان، و”أيام الشمس المشرقة” لميرال الطحاوي، و”مُنّا” للصديق حاج أحمد، و”حجر السعادة” لأزهر جرجيس، و”الأفق الأعلى” لفاطمة عبد الحميد.
يتحدث الكاتب العُماني زهران القاسمي عن روايته وبعض دلالات الماء فيها، نقلًا عن موقع الجائزة: الإنسان عبر العصور ارتباطه الكبير للماء، لذا نجد أن كبرى الحضارات قامت على ضفاف الأنهار، وأن علماء الإنثروبيولوجيا يؤكدون بأن بداية الحياة على سطح الأرض بدأت من الماء، ولكن كيف لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضًا من خلال ندرتها أو فيضانها، كيف يتحول الماء إلى قاتل. ويضيف: الدلالة الأخرى هي أن الماء مورد من موارد الطبيعة، وأن التبذير فيه وعدم استخدامه الاستخدام الأمثل سوف يؤدي إلى نضوبه، وهذه رسالة في غاية الأهمية للنظر إلى موارد طبيعية تقوم عليها الحياة واستقرار كثير من الدول. كما يتطرق إلى تأثير المكان والقرية العُمانية على ما جاء في الرواية من أحداث، فيشير إلى أن المطِّلع على الحياة في سلطنة عُمان سيجدها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على نظام قديم في توفير الماء للشرب والفلاحة وهو نظام “الأفلاج”، الذي يعتبر نظامًا اجتماعيًّا معقدًّا تدخل فيه التراتبية الاجتماعية والطبقية، ويُقسَّم فيه الماء بحصص متساوية على مدار السنة ليأخذ كل أصحاب البساتين حقهم، ولأني من أبناء إحدى هذه القرى؛ أعرف الكثير منذ نعومة أظافري عن نظام الأفلاج، وسمعت الكثير من القصص المدهشة والأساطير المتعلقة بهذا النظام؛ مما أثرى محصلتي في كتابة العمل.
ويذهب القاسمي ليشير إلى انتقاله من الشعر إلى الرواية، ومدى تأثير ذلك على كتابته للسرد: بدأت الرحلة من خلال عمود “سيرة الحجر ” في إحدى الصحف المحلية في سلطنة عُمان، وكانت النصوص في البداية شعريةً، ولكنني وجدت نفسي متورطًا في اقتحام بيئة السرد، لأنني بدأت أستذكر الحكايات المتعلقة بالقرى، واستمر ذلك المشروع حتى استطعت كتابة ما يقرب من مائة نص تدور حكاياتها في القرى والتي كنت قد سمعت معظمها من الناس، وعندما انتهيت من ذلك المشروع الذي لاقى استحسان القرّاء آن ذاك، قررت تجربة كتابة الرواية في 2011م، فكتبت في تلك السنة روايتي الأولى ونشرتها، أجزم أنها كانت الباب الذي فُتح على الرواية، فكنت أحاول تفادي الوقوع في اللغة الشعرية، ولكن لأنني متورط في الشعر من قبل كانت الشعرية موجودة بين السطور وفي المشاهد، كان ذلك مهمًّا في صناعة نص لغته عالية ورصينة دون الانجرار إلى التعقيدات اللغوية من جانب والاستفادة من الشعر من جانب آخر.
ويوضح الكاتب القاسمي دور الشخصيات النسائية في الرواية، كونها تلعب دوراً مهمّاً في حياة البطل، فيقول: المرأة تاريخيَّا هي من أنسنت البشر، هي من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة، وينتقل القاسمي إلى ما تضيفه الحكايات القروية والأساطير إلى رواية “تغريبة القافر”، فيعبّر : عندما بدأت في كتابة العمل كنت أتصور الراوي وهو الصوت الذي يحكي الحكاية في داخل النص أنه صوت قروي محمل بكل ما تحتاجه الرواية من صفات لهذا القروي وطريقة سرده لحكاياته. فمن المعروف أن القروي عندما يبدأ في القص سوف يطوّر حديثه ويستطرد في جوانب مختلفة كلها تثري حكايته.