سلطنة عُمان تستضيف اجتماعًا إقليميًّا لتسريع تنفيذ برنامج “الصحة الواحدة”
وهج الخليج – مسقط
استضافت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الصحة اليوم وبالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب الإقليمي الأوروبي التابع لمنظمة الصحة العالمية الاجتماع الإقليمي الرباعي لتسريع تنفيذ برنامج “الصحة الواحدة” في إقليم شرق المتوسط الذي بدأت أعماله اليوم ويستمر ٤ أيام.
ويستعرض الاجتماع عددًا من الموضوعات منها تحديثات التقدّم العالمي والإقليمي في مجال الصحة الواحدة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لتنفيذ مبادرة “الصحة الواحدة” في بلدان الإقليم.
ويسعى الاجتماع إلى إدخال إطار عمل “الصحة الواحدة” واستكشاف طرق لتكييفه على المستوى القُطري، وتبادل الأدوات الموجودة وتدريب المشاركين على استخدامها بما في ذلك إنشاء شبكة “الصحة الواحدة الإقليمية” لتسهيل تنفيذ خطط “الصحة الواحدة الوطنية” وتحديد الاحتياجات الإضافية للدعم، وتشكيل فريق العمل الإقليمي للمجموعة الرباعية من أجل “الصحة الواحدة”.
وقال سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية الذي رعى افتتاح الاجتماع إنّ تفشي الأمراض والمخاطر الصحية العامة التي تهدد البشرية من الأوبئة أو الأزمات والطوارئ الصحية، غالبًا ما تكون غير متوقعة وتتطلب مجموعة من الاستجابات السريعة قبل أن تجتاح الدول التي تكون مبنية على الاستعداد والجاهزية للحدث الصحي أيا كان.
وأضاف سعادته أنّ العالم يواجه التهديدات بصورة مستمرة من ظهور الأمراض المعدية التي لها مقدرات وبائية لحدوث الفاشيات والجوائح ذات الصلات العميقة بين صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة والتغيرات المناخية.
وأظهرت الحاجة الملحة لزيادة التعاون في التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة من خلال تنفيذ نهج الصحة الواحدة لمجتمع متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات.
وأشار إلى أنّ تجربة جائحة كوفيد١٩، كانت عاملًا لمعرفة مدى جاهزية واستعداد النظام الصحي في الدول في مختلف أقطار العالم للتعامل مع الجائحة والتعرف على التطور الذي وصل إليه في الترصــد والتأهب والاستجابة للجوائح وقدرة المختبرات الصحية والمؤسسات الصحية على اكتشاف للحالات كوفيد١٩ وآلية التقييم والإبلاغ عنها والعمل على سلامة أفراد المجتمع عند التنقل بين الدول عبر المنافذ الحدودية.
ورأى سعادته أنّ تشييد وتجهيز المستشفيات المتخصصة والرعاية الطبية الفائقة لن تنجح وحدها في رفع مستوى الأداء للمنظومة الصحية، ولن تعطي النتائج المرجوة منها بعد تشخيص وعلاج الأمراض في أفراد المجتمع، حيث برزت الحاجة لوجود منظومة صحية شاملة تُعنى بهذه العوامل المختلفة مع بعضها البعض وهي منظومة الصحة العامة التي تهدف إلى تشخيص وعلاج حماية صحة الفرد والمجتمع بأسره.
ووضّح سعادته أنّ نهج منظومة الصحة الواحدة يهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الإنسان والحيوان والنباتات والنظم البيئية، وندرك أن صحة الإنسان والحيوانات الأليفة والبرية والنباتات والبيئة مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها.
وبين أنّ المجالات الرئيسة التي يتناولها “نهج الصحة الواحدة” تشمل مكافحة الأمراض الحيوانية الناشئة والمتجددة ومكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ المستوطنة، والأمراض المدارية المهملة والأمراض المنقولة بالنواقل وتعزيز سلامة الغذاء، وكبح مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز سلامة النظم البيئية.
وأكّد على أنّ تطبيق مفهوم الصحة الواحدة لن يتحقق إلا بالتعاون الوثيق بين مختلف القطاعات المتمثلة في قطاع صحة الإنسان والحيوان والنواقل وسلامة الغذاء والبيئة والبلدية.
وذكر سعادته أنّ من أهم المجالات الرئيسة المشتركة تتمثل في وضع الخطط المشتركة للوقاية والحد من انتقال الأمراض المعدية والسيطرة عليها، ويشمل ذلك الأحداث التي تؤثر على الحالة الصحية وإعداد الدراسات والأبحاث حول الأمراض المعدية المشتركة والأحداث الصحية واعتماد منهج الصحة الواحدة كمقرر دراسي معتمد في المدارس التعليمية والمؤسسات الأكاديمية التي تعنى بالطب البشري والبيطري وصحة البيئة.
وأكّد على أنّ حكومة سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الصحة وغيرها من المؤسسات والقطاعات تعمل في عدة لجان وطنية فيما يخص صحة الإنسان وصحة الحيوان والنواقل ونواقل والأمراض المنقولة بالنواقل وقطاع سلامة الغذاء وقطاع البيئة وعليه وجب توحيد الجهود والرؤية والمهمة.
ولفت سعادته إلى أنّ من بين الجهود إنشاء لجنة وطنية عليا رفيعة المستوى تسمى باللجنة الوطنية للصحة الواحدة تعنى بإعداد وإقرار السياسات والاستراتيجيات الصحية الوطنية ومتابعة تنفيذها وإنشاء لجان منبثقة من اللجنة الوطنية مثل لجنة الأمراض المشتركة ولجنة التدبير المتكامل لمكافحة النواقل ولجنة سلامة الغذاء واللجنة الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية.
وأضاف سعادته أنّه يتمُّ العمل على تشكيل فرق الاستجابة السريعة حسب طبيعة الحدث الصحي وبحسب ما تقضيه الحاجة ووضع خطط عملية مشتركة تؤطر عمل فرق الاستجابة السريعة، وتسهل آلية التواصل المباشر بين القطاعات المختلفة والتقليل من المخاطبات الرسمية التي قد تقف عائقا في بعض الأحيان أمام سير العمل والأنشطة المشتركة.
من جانبه قال سعادة الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية إنّ سلطنة عُمان بدأت بالفعل تطبيق وتنفيذ مفهوم الصحة الواحدة الذي يُعزز الاهتمام العالمي في هذا الجانب، مؤكدًا على أن هذا الاجتماع يعكس جهود السلطنة والدول المشاركة لتنفيذ الصحة الواحدة التي تهدف لحماية الإنسان وصحة الحيوان والنظم البيئية.
وقال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في كلمة المنظمة إنّ جائحة كوفيد19 ركزت على الروابط بين صحتنا وصحة الحيوانات والبيئة كما أظهرت هذه الجائحةُ الحاجة إلى التعاون في مجال التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة لمنع حدوث مزيد من حالات الطوارئ الصحية الوطنية والعالمية.
وأضاف: يُقدِّر العلماء أنّ أكثر من 7 من كل 10 أمراض مُعدية معروفة بين البشر يُمكن أن تنتشر من الحيوانات، في حين أن 3 من كل 4 أمراض مُعدية مستجدة تأتي من الحيوانات”.
وذكر أنّ التهديدات لا تقتصر في مجال التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة على الأمراض الحيوانية المصدر فقط، بل تشمل التهديدات الأخرى الأمراض المنقولة بالنواقل وأمراض المناطق المدارية المُهمَلَة؛ وانعدام الأمن الغذائي وسلامة المياه؛ ومقاومة مضادات الميكروبات؛ والأحداث المرتبطة بالمناخ.
وأكّد على أنّ غياب التنظيم والاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية في قطاع الصحة والصناعة الحيوانية والاستخدام غير المُنظَّم للمواد المضادة للميكروبات في الزراعة يؤدي إلى الوفاة والإعاقة، ويشكل ذلك عبئًا كبيرًا على اقتصاداتنا الوطنية ونُظُمنا الصحية.