ندوة مجالس أولياء الأمور “شراكةٌ مجتمعيةٌ وأدوارٌ ريادية في التعليم” تختتم أعمالها بعدد من التوصيات
وهج الخليج – مسقط
أوصت ندوة مجالس أولياء الأمور “شراكةٌ مجتمعيةٌ وأدوارٌ ريادية في التعليم” في ختام أعمالها اليوم بإعداد وثيقة تنظيمية تربوية أو دليل استرشادي عن مسارات الشراكة المجتمعية؛ لتنظيم العلاقة التكاملية بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي (الحكومية – الخاصة – مؤسسات المجتمع المدني).
وأكدت الندوة – التي أُقيمت على مدى يومين وشهدت مشاركة أكثر من /580/ مشاركًا – على أهمية مد جسور التعاون بين مجالس أولياء الأمور ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة المنتشرة في ربوع سلطنة عُمان؛ لتعميق الشراكة بينهما ودعم العملية التعليمية بالمدارس الحكومية والخاصة.
ودعت الندوة إلى إجراء دراسة إمكان إيجاد تقسيمات إدارية بالهيكل التنظيمي للمديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات، تعنى بتنمية العلاقة مع المجتمع لدعم توجهات الحكومة والوزارة في الشراكة المجتمعية في التعليم.
كما أوصت الندوة على إقامة ملتقيات سنوية في المحافظات؛ لإبراز جهود الشراكة المجتمعية وإبراز أدوار مجالس أولياء الأمور بمختلف مستوياتها، وعرض التجارب الرائدة في هذا المجال، وإشراك الأندية الرياضية والثقافية وجمعيات المرأة العُمانية وفرق العمل التطوعي بالولايات والمؤسسات الوقفية في تحقيق الشراكة المجتمعية في التعليم وفق ما يتم إقراره، إضافة إلى تسليط الضوء في وسائل الإعلام المختلفة على معالجة سلوكيات الطلبة غير المرغوبة، وتعزيز القيم الأخلاقية والوطنية.
وأكدت الندوة على أهمية تطوير لائحة مجالس أولياء الأمور بمشاركة أصحاب السعادة رؤساء مجالس أولياء الأمور في الولايات، بما ينسجم مع مستجدات العمل التربوي ومتطلبات الشراكة المجتمعية في التعليم، وتوظيف التطبيقات التقنية الحديثة في التواصل مع أولياء الأمور لمعالجة بعض التحديات والتشجيع على المشاركة في الأنشطة التربوية بالمدارس، والتوسع في التطوع الشامل بمجال التربية والتعليم بما يعزز الشراكة المجتمعية ويسهم في تطوير العملية التعليمية.
ودعت الندوة إلى إعداد البحوث والدراسات التربوية المشتركة بين مجالس أولياء الأمور والمجتمع المدرسي والباحثين والأكاديميين حول القضايا المرتبطة بالتعليم، وتخصيص جزء من مبادرات القطاع الخاص لدعم مشاريع مجالس أولياء الأمور في الولايات، وتكثيف التغطية الإعلامية لجهود مجالس أولياء الأمور، وإبراز دورهم في الشراكة المجتمعية، وتدريب الإدارة المدرسية ومجالس أولياء الأمور على إعداد تصور منهجي للمشاريع التربوية وفق إطار عمل واضح يحقق الاستدامة والمنفعة للطالب والمجتمع المدرسي.
وتضمنت أعمال اليوم الثاني والختامي للندوة ثلاث جلسات عمل، جاءت الأولى في محور “التطوع في المجال التعليمي ودور مؤسسات المجتمع المدني: الأهمية والنماذج”، متضمنةً ورقتي عمل؛ الأولى بعنوان “التطوع في المجال التعليمي: الأهمية والأساليب” للمكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية عضوة مجلس الدولة، وقدم سعادة جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى ورقة العمل الثانية بعنوان “دور مؤسسات المجتمع المدني في بناء شراكة فاعلة مع المدارس وتعزيز مواهب الطلبة”.
فيما ناقشت الجلسة الثانية محور “الإعلام ودوره في تعزيز الشراكة المجتمعية في التعليم”، وذلك من خلال جلسة حوارية حول الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات فاعلة لإحداث التغيير في المجتمعات المعاصرة، والأدوار المشتركة بين الإعلام والمؤسسات التعليمية في تربية الناشئة ومساعدتهم في عصر الانفتاح العالمي.
وناقشت الجلسة الثالثة محور “استدامة الشراكة المجتمعية في التعليم: رؤى مستقبلية”، واحتوت على ورقتي عمل؛ الأولى بعنوان “الشراكة المجتمعية في منظومة تقويم الأداء المدرسي” قدمتها الدكتورة ثريا بنت سيف الحوسنية من هيئة الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، بينما قدمت الأستاذة الدكتورة صالحة عبدالله عيسان محاضرة سابقة بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل ثانية بعنوان “رؤى مستقبلية لاستدامة الشراكة المجتمعية في التعليم”.
وهدفت ندوة مجالس أولياء الأمور “شراكة مجتمعية وأدوار ريادية في التعليم” لتمكين مجالس أولياء الأمور بمستوياتها المختلفة من الوصول إلى أفضل الممارسات في تفعيل أدوارها، وفي تعزيز التواصل بين المدارس والمجتمع، وتعزيز التكامل بين المجتمع المدرسي والمجتمع المحلي بمختلف مؤسساته.
وتضمنت الندوة جلسات حوارية وأوراق عمل استعرضت في مجملها تجارب ونماذج رائدة على المستويين المحلي والدولي في تفعيل مجالس أولياء الأمور والشراكة المجتمعية، إضافة إلى جلسات حوارية مع المعنيين.
وسعت الندوة إلى بناء الاتجاهات الإيجابية نحو أهمية التكاتف والشراكة المجتمعية في العملية التربوية، إضافة إلى إطلاع رؤساء وأعضاء مجالس أولياء الأمور على أفضل الممارسات العالمية والمحلية في تفعيل مجالس أولياء الأمور، وتوفير مساحة للتواصل المباشر وبناء الشراكات والتكامل بين مجالس أولياء الأمور في سلطنة عُمان.
وأتاحت الندوة عبر محاورها جلسات حورية مفتوحة ومنظمة؛ لتبادل الآراء والأفكار والتجارب بين المشاركين، حيث استهدفت الندوة فئات متنوعة تمثل القطاعات والمؤسسات المختلفة في المجتمع، ومجموعة من الخبراء المختصين بالمحاور المقدمة.
رعى ختام أعمال الندوة سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم.