معاً لمهر أقل
بقلم:شريفة التوبي
ربما لم أكن أتوقع ردود الفعل على تغريدة كتبتها بدافع غيرتي وحبي لوطني وليس لي من كتابتها هدف يذكر سوى الخير” أتمنى إصدار قانون ملزم يختص بتحديد المهر فيما لا يتجاوز 3000 ريال عماني، كي لا يكون المهر المرتفع حجة المواطن للزواج من الخارج، ويكون الزواج نابع من قناعة حقيقية وليس بسبب غلاء مهر المواطنة وقلة مهر الأجنبية..”، بكل أسف كثير من الردود أتت من فتيات وبلغة مشينة ومسيئة وغريبة، وترفّعت عن الرد عليها، مع استغرابي لحالة الغضب العارمة والاستهجان التي أصابت البعض، فللتوضيح فقط، أنا لست ضد الزواج من الخارج، ولكن ضد غلاء المهور، ضد ما يحدث من استنزاف لجيب الشاب الذي قد لا يملك ريالاً واحداً لأنه عالق في طابور الباحثين عن عمل وفي نفس الوقت هو إنسان طبيعي يحلم بالزواج، ضد هذه الثقافة الاستهلاكية المبالغ فيها، ضد التفاخر بكم ما يُدفع من مال بمسمى المهر، وما يليه من نفقات أخرى على الاحتفال بدءاً بحجز القاعة وشراء كمية كبيرة من الذهب والملابس، فقيمة المرأة لا تقاس بالمال، الزواج مؤسسة علينا إدراك ماهيتها ومتطلباتها، وكل تلك الكماليات لا تضيف شيئاً ولا تسعد قلباً ولا تسكن زوجاً وزوجة في بيت آمن مستقر، وإنما عبء إضافي من أعباء الحياة، وقد تكون سبباً في مشكلات زوجية لاحقة، الزواج قناعة، اختيار، ومن حق أي إنسان اختيار شريك حياته ومن يجده مناسب له سواء كان من الداخل أو الخارج، ولكن أيضاً من غير المناسب أن يتجه الشاب للزواج من الخارج فقط لاعتقاده بأن تكلفة الزواج ستكون أقل، لأن تلك الأخرى لها قيمتها أيضاً واحترامها وكرامتها، فقط كل ما نسعى إليه جميعاً قليل من الإصلاح، خطوة نحو التغيير، بما يتناسب مع ظروف المعيشة، وخصوصاً الشباب الذين علينا التركيز عليهم، فنحن نمر بمرحلة انتقالية نحو الأفضل بإذن الله، وما من قرار يصدر إلا بعد دراسة للتأكّد من فوائده على أبناء المجتمع، لذلك علينا أن نتعاون جميعاً لتغيير بعض السلوكيات الخاطئة والمبالغ فيها، المرأة ليست بحاجة إلى كل هذا البذخ، هي بحاجة إلى شريك حقيقي يحبّها ويحترمها ويحرص على سعادتها، وهو بحاجة إلى شريكة تحبّه وتخلص له، امرأة تدرك معنى وقيمة الزواج، فإلى متى نعيش في مثل هذه الثقافة الاستهلاكية؟!
كان مجرد رأي وأمنية وأتمنى أن تجد صداها الإيجابي، حتى لا يكون هناك مبالغة، فإذا كان البعض قادر فهناك من هو غير قادر، إن أساس تكوين أي مجتمع الأسرة، هذه الأسرة التي يبدأ تكوينها من رجل وامرأة يملكان القناعة الكاملة بحسن اختيارهما لبعضهما، والحياة الزوجية لا تبنى بالمال ولكنها بالمحبة والاستقرار والتضحية، فما يضيرنا لو وضعنا أيدينا معاً من أجل هذا الوطن الغالي تحت ظل قيادة حكيمة تسعى جهدها من أجله. أدرك أن أي محاولة للتغيير تقابل بمقاومة ورفض، ولكن علينا أن نعلم أن مصلحة مجتمعنا واستقراره قبل كل شيء وفوق كل شيء.. أسعد الله الجميع.