السودان: 100 قتيل مدني.. وخروج مستشفيات عن الخدمة تماماً جراء المعارك والقصف المتواصل
وهج الخليج – وكالات
قتل نحو 100 مدني في السودان حيث يتواصل سماع إطلاق النار ودوي الانفجارات في الخرطوم اليوم الاثنين في اليوم الثالث من القتال الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وتم اخلاء مستشفيين على الأقل في الخرطوم “فيما اخترق الرصاص والقذائف جدرانهما”، بحسب ما أعلن أطباء قالوا إنه لم تعد لديهم أكياس دم ولا مستلزمات طبية لعلاج المصابين. وتنتشر رائحة البارود منذ السبت في العاصمة وترتفع أعمدة دخان أسود كثيف في سمائها. ولازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المنازل.
وأعلنت نقابة أطباء السودان المستقلة والمؤيدة للديموقراطية الاثنين مقتل ما لا يقلّ عن 97 مدنيا، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، ونصف القتلى تقريبا في العاصمة السودانية. وأوضحت النقابة في بيان أن “365 شخصا أصيبوا” بجروح. وسبق للنقابة أن أشارت إلى أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعدّ ب”العشرات”، لكنّ أيا من الطرفين لم يعلن عن خسائره البشرية. وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملأها أيضا الآليات العسكرية.
وكان التوتر كامنا منذ أسابيع بين البرهان ودقلو المعروف بـ”حميدتي” اللذين أطاحا معا بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في أكتوبر 2021، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصا، الى مواجهات السبت. وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في السودان، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة بـ”الجنجويد” في عهد عمر البشير، وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور، قبل أن تتحوّل الى قوة رديفة للجيش بعد الإطاحة بالبشير وتقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين لوقت قصير. وعلى تويتر كتبت قوات حميدتي بالانكليزية إن “البرهان يقصف المدنيين من الجو، ونحن مستمرون في القتال وسوف نقدمه للعدالة”.
ويصعب تشخيص الوضع على الأرض. فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على المطار السبت، الأمر الذي نفاه الجيش. وقالت إنها دخلت القصر الرئاسي، لكن الجيش ينفي ذلك أيضا ويؤكد أنه يسيطر على المقر العام لقيادته العامة، أحد أكبر مجمعات السلطة في الخرطوم. أما التلفزيون الرسمي فيؤكد كل من الطرفين السيطرة عليه. لكن سكانا في محيط مقر التلفزيون يؤكدون أن القتال متواصل في المنطقة، فيما تكتفي المحطة ببث الأغاني الوطنية على غرار ما حصل خلال انقلاب 2021. وفيما لا يرتسم في الأفق أي وقف لإطلاق النار، دقّ الأطباء والعاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر. فبعض الأحياء في الخرطوم محرومة من التيار الكهربائي والمياه منذ السبت. وحذّرت متاجر البقالة القليلة التي لا تزال مفتوحة من أنها لن تصمد أكثر من أيام قليلة إذا لم تدخل شاحنات المؤن إلى العاصمة. وأكد أطباء انقطاع التيار عن أقسام الجراحة، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أن “عددا من مستشفيات الخرطوم التسعة التي تستقبل المدنيين المصابين، تعاني من نفاد وحدات الدم ومعدات نقل الدم وسوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات الحيوية”. وقالت نقابة أطباء السودان إن المرضى وبينهم أطفال وأقاربهم لا يحصلون على المياه أو الأغذية، مشيرة إلى أنه لا يمكن إخراج الجرحى الذين عولجوا من المستشفى بسبب الوضع الأمني، ما يؤدي إلى اكتظاظ يعيق تقديم العناية للجميع.
من جهتها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية اليوم الاثنين، خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة تماماً؛ بسبب تعرضها للقصف بالمدافع والأسلحة النارية. وقالت اللجنة، في منشور أوردته عبر صفحتها بموقع فيسبوك ، إن المستشفيات والمؤسسات الصحية بالخرطوم ومدن السودان تعرضت للقصف بالمدافع والأسلحة النارية، مما ألحق أضراراً بالغة بمستشفى الشعب التعليمي، ومستشفى ابن سينا التخصصي ، ومستشفى بشاير، جرّاء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، للمنطقة المحيطة بها.