“قرنقشوه” .. موروث شعبي أم عادة دخيله ؟
وهج الخليج – مسقط
يحتفل العمانيين ودول الخليج بالعادة الرمضانية السنوية “قرنقشوه”، تحديدا في منتصف شهر رمضان، حيث تخرج جموع الأطفال في الفترة ما بين صلاة المغرب الى صلاة التراويح وتستمر بعدها أحيانا، في مجاميع مرددين بعض الشعارات والأغاني والأهازيج كـ”قرنقشوه يو ناس عطونا شوية حلوى .. دوس دوس في المندوس حارة حارة في السحارة” وغيرها من الأغاني والعبارات الجميلة. و”القرنقشوه” في الأصل موروث شعبي وعادة اجتماعية توارثتها الأجيال العمانية منذ القدم، وتسمى في بعض الولايات بـ”الطّلبة”، كما أن لها عدة مسميات اخرى في دول الخليج مثل “قرنقعوه” في قطر، “قرقيعان” في السعودية والكويت، “قرقاعون” في البحرين، “حق الليلة” في الإمارات”.
ويقوم الأطفال في ليلة القرنقشوه، بإرتداء الملابس الشعبية وحمل الحجارة والطبول لعمل إيقاعات صوتية مختلفة، حيث يمرون بين أزقة الحارات والمنازل لجمع الحلويات والمكسرات والنقود.
وفي كل عام يثار الجدل حول عادة “القرنقشوه”، فهناك من يؤيد إقامتها في ما يرى آخرين أنها عادة دخيلة، ليس من المفترض انتشارها والاحتفال بها كما يحدث في بعض ولايات سلطنة عمان، رغم ذلك، يتم الترويج والاحتفال بها عبر إقامة الفعاليات في عدة مراكز تجارية والحدائق والمتنزهات العامة.
وقد تعددت الفتاوى الدينية في حكم “القرنقشوه” حيث قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي :” إن عادة ما يعرف “بالقرنقشوه” هي عادة غريبة على مجتمعات المسلمين، إذ لا يوجد لها شاهد من دليل يشير من قريب أو بعيد إلى مشروعيتها، لذا هي أقرب إلى “البدعة” التي تتجنب وتترك، وينبغي للمسلم أن يشتغل في ليالي رمضان بأنواع الطاعات والتقرب إلى الله بالصالحات، لا بالعادات الدخيلة التي لا أصل لها في الإسلام، ولا يبعد أن يكون أصل هذه الممارسة مستجلبا من المجتمعات الغربية لأن لديهم ما يشبهها، لتجنب هذه العادة والله أعلم”، فيما أكدت فتوى سابقة للشيخ كهلان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان أن “القرنقشوه” عادة اصولها وثنية، حيث شبهها بعيد القديسين “الهالوين”، وهي عادة سنوية يخرج الأطفال بها لطلب الحلويات من أصحاب المنازل المجاورة. وأكد الخروصي انها عادة دخيلة على المجتمع العماني.
من جانبهم أيد بعض المغردين لفتوى تحريم هذه العادة حيث قال المغرد عفان البلوشي: “هذه المسألة من الأساس ما يحتاج أن نقول يجوز ولا ما يجوز لأن هذا الفعل ليس من الدين ولا نظن من الدين بل من أمور الدنيا فنجعله في خانة المشتبهات وليس حرام وحلال يجوز ولا يجوز.”
وترى المغردة شوق أن الوجود البريطاني في سلطنة عمان قديمًا من المحتمل أن يكون أثر على العادات وظهرت من خلاله عادة “القرنقشوه” لانها شبيهة بـ”الهالوين”التي ليست في الدين اصلًا.
بينما عبرت المغردة أثير عن فرحتها بقدوم القرنقشوه فكتبت: “متحمسه للقرنقشوه جهزت التوزيعات فيها أكثر من حلاوة “لوو كوالتي” واشتريت لبسة ام خماس وبنروح طويان مسقط نحتفل هناك وما في أحلى من القرنقشوه في هالحارة كلهم يتنكروا ويغنوا ويحتفلوا”.
بينما اعتبر المغرد معاوية الرواحي أن فكرة طرق البيوت والاستجداء منفرة بلا شك، لكن من جانب آخر فإن الفعالية برمتها عفوية وجزء من مرح الاطفال، مضيفا :”بدلا من أن تكون “القرنقشوه” فعالية استجداء وطلب، فلتكن عطاء، وبدلا من المرور على البيوت، جهز صناديق من الحلوى، ووزعها لمن تراه مستحقا من المحتاجين”.