التراث والسياحة تواصل أعمال ترميم وصيانة 310 مواقع تاريخية وأثرية
وهج الخليج – مسقط
تواصل وزارة التراث والسياحة أعمال ترميم وصيانة 310 مواقع تاريخية وأثرية، في كل محافظات سلطنة عُمان.
وتقوم الوزارة بحصر المعالم التاريخية والأثرية والحارات القديمة وتوثيقها مستهدفة أكبر عدد ممكن وحمايتها من الاندثار لتبقى شاهدة على الحضارة العُمانية على مرّ العصور.
وقال المهندس أمجد بن أحمد المخلدي مدير الترميم والصيانة بوزارة التراث والسياحة إن عملية الترميم تأتي استنادا للدور الأصيل الذي تقوم به الوزارة للحفاظ على التراث العُماني المعماري والأثري لاستدامته للأجيال القادمة ويكون عنصرًا سياحيًّا مهمًّا.
وأضاف أنه حتى عام 2022 تم ترميم نحو 83 قلعة وحصنًا وسورًا و145 برجًا و80 مسجدًا وبيتين أثريين فيما أسفرت عملية الحصر عن تسجيل 3 آلاف و423 موقعًا أثريًّا.
وبيّن أن عملية الترميم تعتمد في المقام الأول على دراسة نسبة الأضرار في الموقع الأثري وأهميته التاريخية ومواءمة ذلك مع ميزانية الوزارة المخصصة للترميم.
وأشار إلى أن من أهم الجوانب التي تتم مراعاتها في ترميم الآثار والمواقع التاريخية هي القيمة المعمارية والتاريخية للمعلم الأثري وموقعه الجغرافي والاستخدام المقترح للمعلم مع الأخذ في الاعتبار عدم تغيير المخطط الأساسي له وحماية المادة الأصلية للبناء والحفاظ عليها دون العبث في الأعمال الفنية مثل الزخارف وإبقاء جميع العناصر المعمارية على طبيعتها.
وذكر أن الوزارة حرصت على الاهتمام بالمعالم الأثرية التي يمتلكها الأهالي وذلك بدعم جهودهم في ترميم وصيانة هذه المعالم سواء بالإشراف الفني أو بتزويدهم ومنحهم مواد الترميم حسب أهمية المعلم وحالته والغرض من إعادة ترميمه وذلك بالتنسيق مع أصحاب مثل هذه الطلبات.
ووضح أن من أهم المواد التي تستخدم لترميم الآثار العُمانية هي الصاروج والجص، والطوب الطيني (الطفال)، وحجارة البناء (من الجبل أو الوادي)، والحجارة المسطحة، وجذوع النخيل وأخشاب الكندل لعمل الأسقف والأخشاب منها المرنتي والتيك للأبواب والنوافذ.
وقال مدير الترميم والصيانة بوزارة التراث والسياحة إن من مشروعات الترميم التي عملت عليها الوزارة مشروع ترميم مسجد قرنة قائد الذي يقع في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية حيث يتكون المسجد من قاعة للصلاة وصرح خارجي مطل على حصن سمائل وتم عمل صيانة شاملة للمسجد.
وأضاف أنه تم ترميم مسجد العوينة الأثري الواقع في ولاية وادي بني خالد الذي استغرق قرابة العامين حيث يعد المسجد من المساجد الأثرية المهمة بالولاية والمميز بمحرابه المزخرف على نمط المحاريب الأثرية العُمانية وتم نقله للمتحف الوطني.
وبيّن أنه خلال عملية الترميم أعيد إحياء المسجد ومفرداته المعمارية وتم ترميم الأجزاء المتماسكة وأعيد بناء الأجزاء المنهارة بالمواد التقليدية واستحداث بعض المرافق الرئيسة منها مدرسة القرآن والمواضئ ودورات المياه، كما تم عمل نسخة مطابقة للأصل من محرابه الأثري الفريد.
وأفاد بأنه تم أخيرا الانتهاءمن مشروع صيانة قلعة نخل التي تعد من أهم المعالم الأثرية وذات القيمة التاريخية والحضارية في سلطنة عمان واتبعت الوزارة خطة منهجية في عملية الترميم تتضمن صيانة شاملة لجميع أجزاء القلعة مع الحفاظ على الطابع والهوية العُمانية باستخدام المواد التقليدية والمحافظة على جميع العناصر المعمارية دون تغييرها وبأعلى مراحل الحيطة والحذر وذلك باستخدام المعدات اليدوية.
وأكد المهندس أمجد بن أحمد المخلدي مدير الترميم والصيانة بوزارة التراث والسياحة أن هناك العديد من المشروعات الجارية من ضمنها مشروع ترميم قلعة الرستاق، ومشروع صيانة حصن طاقة بمحافظة ظفار وحصن مرجب بمحافظة البريمي وترميم مسجد أولاد حمد بمحافظة جنوب الشرقية.
الجدير بالذكر أن وزارة التراث والسياحة طرحت عدة مناقصات لترميم وصيانة العديد من المعالم الأثرية منها برج العويد بولاية المصنعة وسور المغابشة وسور آل هلال بولاية السويق وقلعة صحار وصيانة حصن جبرين وإعادة بناء حصن السيب وصيانة حصن سدح وترميم برج الكسفة (الرماح) وغيرها العديد من المواقع المهمة المتضررة وبحاجة ملحة للتدخلات العاجلة.
ويجري إعداد مستندات التناقص لمشروعات صيانة جامع حصن عبري وصيانة حصن بدبد وصيانة حصن المنترب وحصن الواصل وحصن العراقي وحصن المراح، كما تعمل الوزارة على دعم عدد من مشروعات الترميم والصيانة التي يقوم بها الأهالي في عدد من الولايات.
وتقوم الوزارة بإنشاء مراكز للزوار في مواقع التراث العالمي والمواقع الأثرية لتكون قيمة مضافة في خريطة السياحة العُمانية، وانتهت الوزارة من إعداد الرسومات ومستندات المناقصة لمركز زوار موقع دبا الأثري وتم طرح المناقصة وسيتم قريبا إسناد أعمال مقاولات البناء، وجارٍ إعداد الرسومات التفصيلية لمشروعي مركز زوار موقع قلهات الأثري ومركز زوار موقع بات الأثري.