هل تعود جزيرة “لا بالما” الإسبانية إلى رواجها السياحي؟
وهج الخليج ـ وكالات
تقع جزيرة لا بالما الجميلة “لا إيسلا بونيتا”، في المحيط الأطلسي، ضمن مجموعة جزر الكناري، وقد اشتهرت منذ فترة طويلة بمناظرها الطبيعية الخلابة وطبيعتها البكر وكرم سكانها المحليين وحسن ضيافتهم ومناخها المعتدل، حتى في فصل الشتاء. وتراجعت أعداد زائري الجزيرة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، وثوران البركان الكبير الذي أطلق عليه اسم “تاجوجايتي”، والذي تسبب في حالة من الدمار استمرت بداية من سبتمبر الماضي وحتى قبل عيد الميلاد بقليل. وبعدما كان هناك الكثير من الراغبين في قضاء العطلات يأتون من قبل لمشاهدة المشاهد المرتبطة بالبركان في الجزيرة، فإن الصور التي تم عرضها على شاشات التلفزيون للحمم البركانية المنصهرة أثناء تدفقها بين المنازل والمدارس ومزارع الموز، أبقت الزائرن بعيدا عن المكان.
أما الآن، فتعتمد حكومة الجزيرة على جذب المزيد من الراغبين في قضاء العطلات أكثر من ذي قبل، كجزء من الجهود المبذولة لإعادة إعمار الجزيرة. ويقول مسؤول السياحة في الجزيرة، راؤول كاماتشو، إن “السياحة تعتبر مصيرية من أجل ميلاد “لا بالما” من جديد”، بينما أعرب عن وجود مخاوف بين سكان الجزيرة المحليين، من خروج القوة الدافعة لتنشيط السياحة في المكان عن نطاق السيطرة. وهناك مثال واضح يوجد على مرمى البصر من لا بالما، وهو جزيرة “تينيريفي” المجاورة لها، بفنادقها الضخمة التي تعج بالزائرين، حيث يذهب إلى هناك نحو 5 ملايين سائح سنويا. ويعد عام 2017 هو الأفضل حتى الآن من حيث قطاع السياحة في لا بالما، حيث استقبلت الجزيرة في هذا العام نحو 300 ألف زائر. أما بعد الأضرار الناتجة عن تفشي جائحة كورونا وثوران البركان، فقد بدأ قطاع السياحة للتو في إظهار علامات على التعافي.
وكان الكثيرون من السكان الأصليين والغزاة الإسبان يترددون، على مدار قرون، على ينبوع ماء “فوينتي سانتا” الشهير في جنوب الجزيرة، بغرض الاستشفاء. ثم تسبب الينبوع في جلب الخير والرخاء للجزيرة، بعد أن صار الزائرون الأثرياء القادمون من أماكن بعيدة، يقبلون عليه لعلاج أنفسهم من أمراض مثل الزهري والجذام. ولكن في عام 1677، ثار بركان سان أنطونيو ودفن “الينبوع المقدس”. وظل سكان الجزيرة يبحثون عنه لمدة 300 عام، بلا نتيجة، ولم يتمكنوا من تحديد موقعه إلا في عام 2005، من خلال إجراء اختبارات حفر. وسوف يتم في الوقت الحالي بناء حمام حراري هناك لجذب الزائرين الأثرياء إلى المكان من جديد.
ومن جانبه، فإن الناشط البيئي والفنان، جوستافو دياز، تساوره الشكوك بشأن ما إذا كان المشروع غير كبير بالقدر المعقول، ولا يأخذ بعين الاعتبار المناظر الطبيعية الخلابة في الجزيرة.